إيران تقر بتورط مليشيات الحرس والبسيج في قمع الاحتجاجات
وسائل إعلام محلية تكشف عن تدشين دوريات أمنية جديدة تسمي "رضويون" بدعوى مساعدة القوات العسكرية والأمنية الإيرانية.
أقر مسؤول إيراني بمشاركة مليشيات الحرس الثوري والبسيج في قمع الاحتجاجات التي اندلعت في منتصف الشهر الجارى، اعتراضا على زيادة أسعار البنزين محليا لنحو ثلاثة أضعاف.
ونقلت وكالة أنباء تسنيم (شبه رسمية)، الإثنين، عن علي رضا أدياني، رئيس منظمة التوجيه العقائدي والسياسي داخل الشرطة الإيرانية، أن "قوات الأمن كانت وحدها في المشهد خلال الاحتجاجات الأخيرة حتى ظهر يوم الأحد 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري".
وأضاف أدياني إلى "أنه نظرا لامتداد واتساع المصادمات منذ ظهر اليوم نفسه، دخلت عناصر الحرس الثوري والبسيج إلى المشهد"، وفق قوله.
وبدأت الاحتجاجات يوم الجمعة 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وامتدت (الاحتجاجات) داخل 28 محافظة من إجمالي 31 محافظة، وفق مسؤولون حكوميون.
وزعم المسؤول الشرطي الإيراني أن قوات الأمن شتت الاحتجاجات خلال 72 ساعة.
ونفس السياق، ادعى نائب قائد مليشيا الحرس الثوري الإيراني علي فدوي أن عناصره كانت تقاتل لنحو 48 ساعة وشتت الاحتجاجات أيضا، على حد زعمه.
وكشف رئيس منظمة التوجيه العقائدي لقوات الأمن الإيرانية أن السلطات اعتقلت 182 شخصا ممن وصفهم بقادة الاحتجاجات الأخيرة الرافضة لغلاء سعر البنزين محليا.
ولم يشر المسؤول الإيراني صراحة إلى إجمالي أعداد المعتقلين في الاحتجاجات، غير أن أدنى التقديرات تشير إلى اعتقال 4800 شخصا في مختلف أنحاء إيران.
وعلى صعيد متصل، كشفت وسائل إعلام محلية عن تدشين دوريات أمنية جديدة تسمي "رضويون" بدعوى مساعدة القوات العسكرية والأمنية في عمليات إرساء الأمن داخل نطاق جميع المحافظات الإيرانية.
وذكر علي رزمجو قائد مليشيا الحرس الثوري في محافظة بوشهر (جنوب)، الإثنين، أن هذه الدوريات الجديدة تتبع إدارتها مليشيا البسيج التي تتنشط لقمع الاحتجاجات الشعبية داخليا.
وامتدت الاحتجاجات التي اندلعت 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى مدن رئيسية عديدة في إيران بعد رفع مفاجئ لسعر البنزين، أبرز تلك المدن الأحواز، وأصفهان، ومشهد.
وتركزت أغلب شعارات المحتجين على الهجوم ضد مسؤولي نظام المرشد الإيراني علي خامنئي الذي طالبوه بالرحيل عن سدة الحكم، بينما أظهرت مقاطع مصورة إطلاق نار وقنابل غاز مسيل للدموع من جانب قوات الأمن ضد المحتجين السلميين بالشوارع.
وتضامنت حكومات بلدان غربية مع الاحتجاجات في إيران من بينها الولايات المتحدة التي اتهمت النظام الإيراني بدعم جماعات إرهابية، وزعزعة الاستقرار داخل منطقة الشرق الأوسط بدلا من مساعدة الشعب.