زرع أنظمة دفاع جوي.. خطوة إيران المقبلة للسيطرة على سوريا
دراسة أمريكية تحدثت عما دار في لقاء رئيس الأركان الإيراني وبشار الأسد وما سيتبع ذلك من سيطرة على اللاذقية وتعاظم دور مليشيات حزب الله
كشف معهد أبحاث أمريكي عن خطط عسكرية إيرانية جديدة لترسيخ قدم طهران في سوريا ودول أخرى بالشرق الأوسط بحجة مقاومة الولايات المتحدة وحلفائها.
وكشفت الدراسة -التي صدرت عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، نهاية هذا الأسبوع- أن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري بحث مع رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق في الـ17 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التي امتدت لـ4 أيام، إمكانية نشر طهران أنظمة دفاعاتها الجوية غرب دمشق.
وتابعت الدراسة أن السوريين ينتابهم القلق لأنه من غير المرجح أن تنقل روسيا المزيد من موارد الدفاعات الجوية عالية القيمة إلى سوريا، أو حتى إبقائها في البلاد إلى أجل غير مسمى.
ورجحت الدراسة أن تأتي وحدات الدفاع الجوي الإيراني لسوريا من مليشيات الحرس الثوري الإيرانية مع مشغّليها من إيران.
وتحتفظ مليشيات الحرس الثوري الإيرانية بخليط من أنظمة الدفاع الجوي المتنقلة الروسية والمحلية الصنع، يصل مداها بين 10 و75 كيلومتراً وفقاً للطراز.
وإذا نُشرت هذه الأنظمة في غرب دمشق فإن البطاريات المتنقلة مثل صواريخ أرض-جو المحلية من طراز "صياد ٢" أو "خرداد ٣" التي يصل مداها 75 كيلومتراً، قد تشكّل نظرياً مظلّةً دفاعية جوية لعناصر حزب الله على كامل مرتفعات الجولان وجنوب لبنان، وصولاً إلى بيروت، حسب الدراسة ذاتها.
وسيعزز هذا الأمر من قدرات مليشيات حزب الله العسكرية مقارنة بالجيش اللبناني، مما يعطيه فرصة أكبر للضغط على القرار السياسي والاقتصادي نيابة عن إيران في لبنان.
وزار رئيس الأركان الإيراني خلال تواجده في سوريا مدينة اللاذقية الساحلية الخاضعة لسيطرة جيش النظام السوريالحكومي وحلفائه الروس والإيرانيين، من بين أماكن أخرى، وبحث مع السوريين نشر قوارب سريعة وغيرها من الأصول البحرية لـ"الحرس الثوري الإيراني" هناك.
وإذا تم ذلك فسيمكن للقوات الإيرانية أن تشن عمليات بحرية سرية من اللاذقية، وبالتعاون مع الوحدات البحرية الخاصة التابعة لمليشيا حزب الله، ضد أهداف استراتيجية بالنسبة لإيران، بما فيها حقول الغاز الطبيعي في البحر.
واللاذقية الواقعة شمال غرب دمشق نقطة مهمة في مشروع الممر الجغرافي الاستراتيجي الإيراني، الممتد من طهران مرورا بالعراق، ثم يخترق سوريا حتى اللاذقية، ومنها ينحدر جنوبا إلى دمشق ولبنان.
واللاذقية ستكون المنفذ الإيراني المباشر الوحيد على البحر المتوسط.