الفرار من طهران.. خطة نقل العاصمة تعود للواجهة
تقرير إخباري يعتبر أن العاصمة الإيرانية طهران تحولت إلى تهديد أمني للنظام المسيطر على حكم البلاد
اعتبر تقرير إخباري أن العاصمة الإيرانية طهران تحولت إلى تهديد أمني للنظام المسيطر على حكم البلاد، ولذلك عاد الحديث عن احتمالية نقلها (العاصمة) لمكان آخر.
واستندت إذاعة "زمانة" المعارضة، التي تبث بالفارسية من هولندا خلال تقريرها، الأربعاء، إلى تصريحات النائب البرلماني الإيراني أبو الفضل ترابي حول أن التركيز المفرط للسكان، والثروة، والصناعة في طهران وتدفق المهاجرين المهمشين إلى هذه المدينة يعد تهديدا أمنيا لإيران.
لهذا السبب عادت خطة نقل العاصمة الإيرانية التي ظلت خاملة لبعض الوقت بسبب معارضة خبراء، لجدول أعمال مليشيا الحرس الثوري مجددا، بعد أن أرسلت خطابا رسميا لرئيس البلاد حسن روحاني بشأن استعداد قاعدة خاتم الأنبياء التابعة لها (تعتبر أكبر مقاول بناء في إيران) لبدء عملية نقل العاصمة من طهران إلى موقع بديل، وفق التقرير.
وتعتزم قاعدة "خاتم الأنبياء" التي تستحوذ على مجالات اقتصادية ضخمة بمنأي عن الحكومة، بناء مدينة جديدة لتكون موقعا للعاصمة الجديدة، لكن لم يتم الإعلان عن مكانها لأسباب أمنية، حسب إذاعة زمانة.
وكشف أبو ترابي، عضو لجنة الشؤون الداخلية ومجالس المدن في البرلمان الإيراني، أن روحاني خاطب وزير الطرق والعمران بحكومته لبدء اتخاذ إجراءات في هذا الصدد بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا المستجد المتفشي على نطاق واسع داخل البلاد.
وذكر البرلماني الإيراني أبو الفضل ترابي، خلال مقابلة مع صحيفة "همشهري" المحلية الأوسع انتشارا في طهران، أن إجراءات نقل العاصمة من طهران قد جرى تحديدها.
"من المرتقب حال بدء خطة نقل العاصمة الإيرانية، أن يجرى نقل الثكنات العسكرية والجامعات ومصانع السيارات منها للمنطقة المحتمل أن تكون المقر البديل للحكم في إيران خشية الكوارث الطبيعية والهجمات العسكرية والاحتجاجات"، يقول أبو ترابي.
ولم يوضح النائب البرلماني الموقع الجديد للعاصمة الإيرانية حال نقلها، مرجحا أن هناك من خمسة إلى ستة أماكن مختارة من أجل بدء هذا العمل لكنها لا تزال طور المرحلة الأولية، مستبعدا أن يكون بين تلك المواقع محافظة أصفهان (وسط) كما تردد سابقا.
ويرى مراقبون، وفق التقرير، أن خطة نقل العاصمة الإيرانية لمكان بديل هدفها الأساسي إبعاد المقار الحكومية عن مرمى المحتجين خلال المظاهرات العامة التي تندلع بين الفينة والأخرى داخل البلاد.
وأثيرت قضية استبدال العاصمة الإيرانية منذ عدة سنوات، حيث يعتبر المنتقدون لها أن مدينة طهران ستبقى دون حلول لمشكلاتها البيئية كتلوث الهواء، والبشرية كزيادة المناطق العشوائية.
وتسعى قاعدة "خاتم الأنبياء" للبناء، الذراع الاقتصادية للحرس الثوري، التي تحدث قائدها سعيد محمد عن ضرورة بناء ما وصفها بـ "مدينة إسلامية" على الطراز المعماري الحديث كعاصمة جديدة لإيران، للحصول على ديونها لدى الحكومة من خلال تلك الخطة، حسب التقرير.
وكان سعيد محمد قال في وقت سابق إن حكومة طهران لديها مديونية تقارب حوالي 11 مليار دولار لحساب قاعدة خاتم الأنبياء، وطالب بالحصول في المقابل على نفط خام وأصول حكومية لتسوية تلك الديون.
وتستحوذ هذه القاعدة التابعة للحرس الثوري على معظم أعمال البناء داخل إيران، إلى جانب دورها المشبوه في عمليات تهريب النفط الخام للالتفاف على العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.
يذكر أن محافظة سمنان (مسقط رأس الرئيس الإيراني حسن روحاني) الواقعة شمالي إيران، كانت من بين الأماكن التي توقع إيرانيون أنها الموقع البديل لعاصمة بلادهم.
ولايزال موقع العاصمة الإيرانية الجديد أشبه بسر حربي، غير أن النظام يستهدف تنفيذ خطة يمكن من خلالها إخراج مواقع المقرات السياسية والأمنية لمكان بديل حال تجدد الاحتجاجات الشعبية الساخطة على سوء الأوضاع الاقتصادية.
واندلعت احتجاجات شوارع واسعة النطاق في إيران خلال السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع الأسعار والانتقادات السياسية.
ومن المتوقع حدوث اضطرابات ومظاهرات عارمة جراء تداعيات سلبية ناجمة عن العقوبات وضعف الاقتصاد في البلاد التي تعاني بسبب جائحة كورونا.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjE2MiA= جزيرة ام اند امز