إعلام إيران يهدد نيجيريا باضطرابات جديدة على يد أتباع الخميني
إعلام إيران اتهم الجيش النيجيري باستهداف الشيعة هناك بزعم أنه يحارب الإسلام، ويرفض أتباع الخميني في نيجيريا اعتبار الولاء لإيران جريمة
حرّضت وسائل إعلام إيرانية، الأحد، أتباع طهران في نيجيريا على القيام بمظاهرات حاشدة الأسبوع المقبل بزعم الاحتجاج على "قمع" الشيعة هناك.
وكان لافتا أن الإعلام الإيراني وضيوفه من النيجيريين الشيعة لم يعودوا يعتبرون أن ما يصفونه بقمع "الإسلام وآل البيت" هو الجريمة وحده، ولكن أيضا أضافوا له أن قمع "محبي إيران ونفوذ إيران" في نيجيريا جريمة أيضا بالرغم من أنهم بذلك يوالون وطنا غير وطنهم.
ففي لقاء أجرته وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء مع من وصفته بناشط سياسي نيجيري يدعى يوسف حمزة اتهم المسؤولين النيجريين بأنهم قالوا إن الهدف مما وصفه بقتل الشيعة في نيجيريا واعتقال إبراهيم زكزاكي زعيم "الحركة الإسلامية في نيجيريا" هو الحد من نفوذ ومحبة إيران في ذلك البلد.
كما اعتبر أن السعي للحد من "نفوذ ومحبة" إيران في نيجيريا هو مؤامرة من الخارج تقودها إسرائيل وأمريكا.
وأشار إلى أنه خلال الأسبوع المقبل ستنطلق مظاهرات من كافة الأطياف في نيجيريا للمطالبة بإطلاق زكزاكي.
و"الحركة الإسلامية في نيجيريا" حركة شيعية أسسها زكزاكي وتلقى دعما مباشرا ومعلنا من إيران.
ومن المتوقع أن تشهد تلك المظاهرات في حالة خروجها مصادمات دامية مع قوات الأمن والجيش تستغلها طهران في التسخين والتحريض الدائم ضد المؤسسات النيجيرية، وتصويرها على أنها من أتباع "المستكبرين" الذين يضطهدون "المستضعفين" في إشارة إلى الشيعة.
وسبق أن حرضت إيران أتباعها في نيجيريا على تنظيم مظاهرات واحتجاجات بحجة تعرضهم للقمع، واشتد هذا الأمر منذ عام 2014؛ ما أوقع قتلى تستغلهم إيران حتى الآن في التحريض ضد مؤسسة الحكم في نيجيريا.
ففي يوم القدس العالمي 2014 حرضت طهران أتباعها في نيجيريا على الخروج في مظاهرات بزعم مناصرة قضية فلسطين، ووقعت فيها صدامات مع رجال الأمن.
ويوم القدس العالمي ابتدعه الخميني المرشد الراحل لإيران بزعم دعم القدس، ولكن هدفه الحقيقي يتجلى في الشعارات التي يتم رفعها خلال المظاهرات وتتعلق بمدح قادة ثورة إيران ومهاجمة الأنظمة الحاكمة في الدول التي تخرج فيها هذه المظاهرات إن كانت غير متوافقة مع إيران.
وفي يوم القدس 2015 كان التحريض الأكبر من إيران لأتباعها في نيجيريا للصدام مع أجهزة الأمن، ما أوقع قتلى ودفع الأخيرة لإجراء اعتقالات في صفوف "الحركة الإسلامية" الطائفية في مدينة زاريا، وعلى رأسهم زعيم الحركة إبراهيم زكزاكي.
وحينها قادت وسائل الإعلام والخارجية الإيرانية هجوما مباشرا وحادا على الجيش النيجيري، وتسويقه أمام الرأي العام العالمي بصفة المعتدي على "المسلمين والإسلام"، واتهمته بشكل مباشر بقتل "ألفي" شخص وحرق جثثهم أو دفنهم في مقابر جماعية.
وينفي الجيش النيجيري وقوع هذا العدد من القتلى، ويتهم قيادات أتباع الخميني في نيجيريا بأنهم من يفتعلون ويبدأون الصدامات مع قوات الأمن.
وقال إن الاشتباكات في زاريا بدأت عندما حاولت مجموعة شيعية الهجوم على قافلة عسكرية كانت ترافق قائد الجيش؛ ما اضطر الجيش للرد عليها.
ولكن نقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء عن عضو "الحركة الإسلامية في نيجيريا " حسن بالا قوله إن السبب الرئيسي لما وصفها باعتداءات الجيش على زعيم زكزاكي هو قمع اتباع أهل بيت النبي وما وصفه بالإسلام المحمدي، وأفكار الخميني.
وفي يناير/ كانون الثاني 2016 أقامت طهران في عدة مدن إيرانية مراسم ذكرى مرور 40 يوما على ما وصفتها بمجزرة "زاريا"، وذلك لتحريض الشيعة في نيجيريا على استمرار الاحتجاجات والمظاهرات.
واعتبر المدعي العام الإيراني- حينها- إبراهيم رئيسي الذي اعتبر أن اعتقال زكزاكي قامت به قوى "الاستكبار العالمي" بهدف التخلص من "الصحوة الإسلامية".
ومصطلحات الصحوة الإسلامية والثورة الإسلامية من المصطلحات الثابتة في الخطاب الإيراني الخميني، وتشير بشكل خاص إلى الثورات المسلحة والولاء لفكر الخميني.
واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال النيجيري في طهران لتقديم احتجاج.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016 تدخلت الحكومة الإيرانية مجددًا بشكل رسمي في شؤون نيجيريا؛ حيث أدان المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي ما وصفه بالاعتداء الإرهابي على الموكب الحسيني في نيجيريا، واصفا هذا الاعتداء بأنه يبعث على القلق وغير مقبول.
وفي ذات الشهر تجددت المواجهات بتحريض إيراني بين الشرطة والجماعة الشيعية سقط فيها 9 قتلى.
كما شوهدت عروض عسكرية نظمها أعضاء "الحركة الإسلامية في نيجيريا"؛ ما ينفي عنهم أي طابع سلمي، وخاصة أن الحركات الطائفية الموالية لإيران في الخارج يشرف عليها مليشيا الحرس الثوري الإيراني.
ونشر موقع قناة "العالم" الإخبارية الإيرانية في مارس/آذار 2017 تقريرًا بعنوان "شيعة نيجيريا في دائرة الاستهداف" اتهمت فيه الجيش النيجيري بتعمد استهداف واضطهاد من وصفتهم بأتباع آل البيت.
والضغط على النظام الحاكم في نيجيريا هو علامة من علامات تمدد النفوذ الإيراني في إفريقيا والذي نشطت فيه بشكل صامت منذ ثورة الخميني 1979، وبات يؤتي أكله في السنوات الخمس الأخيرة، بتحول أتباع الخميني في عدة بلاد إفريقية إلى النشاط المسلح، الذي يؤشر لما تسميه طهران بـ"الثورة الإسلامية"
فقد بدأ التوغل الإيراني في نيجيريا على يد دعم إبراهيم زكزاكي، وبهذا الدعم جمع حوله أنصارا، بات عددهم يكبر مع الوقت ومع العمل السري، حتى تكونت أعداد غفيرة تتسبب الآن في اندلاع أعمال عنف بينها وبين قوات الجيش والشرطة، وتتهم تلك الميليشيا على إثرها الحكومة النيجيرية باضطهاد الشيعة.
ويبلغ عدد سكان نيجيريا 150 مليونا، 55% منهم مسلمون، والبقية مسيحيون، ولم تعرف نييجريا المذهب الشيعي قبل اندلاع ثورة الخميني في إيران 1979.
وغير معروف بالضبط عدد الشيعة الآن في نيجيريا، ولكن تقدرهم منظمات حقوقية بما بين 3-4 ملايين، في حين تقول وكالات أنباء إيرانية أن عددهم 15 مليونا، وهو رقم عليه علامات استفهام وشكوك.
ومن الأحداث التي تؤكد ولاء حركة زكزاكي لإيران التظاهرة التي نظمتها في ديسمبر/كانون الأول الماضي لمناصرة المرجعية الشيعية في البحرين عيسى قاسم الذي تدعمه إيران، ونددت خلالها بالحكومة البحرينية.