تهديدات إيران بأوروبا.. مشاهد إرهابية في القارة العجوز
أوروبا لم تسلم من إيران وإرهابها، الذي تدافع عنه طهران بدعم مليشياته لتنفيذ أجندتها التي تحتفظ بسجل من الجرائم والمؤامرات
لا تترك إيران مكانا إلا وكانت حاضرة فيه بأذرعها الإرهابية، في ضوء مسعاها الخبيث لتدمير المنطقة وتقويض استقرارها.
القارة العجوز أوروبا لم تسلم أيضا من إيران وإرهابها المدمر، الذي تدافع عنه طهران بدعم مليشياته لتنفيذ أجندتها التي تحتفظ بسجل من الجرائم التي تكشف عن مؤامراتها السيئة.
وتعددت مشاهد الإرهاب الإيراني في أوروبا، والتي كان أحدثها تآمر أجهزة المخابرات الإيرانية لتنفيذ هجوم إرهابي على مؤتمر للمعارضة الإيرانية بمدينة فيلبينت الفرنسية في يونيو/حزيران الماضي. لكن هذا المشهد سبقته مشاهد عديدة جاء أبرزها على النحو التالي:
النمسا 1989
رصدت تقارير صحفية قيام مليشيات إيرانية باغتيال عبدالرحمن غاسيمولو، الذي كان يترأس الحزب الديمقراطي الكردستاني بإيران في فيينا، عام 1989.
ونجحت قوات الأمن بفيينا في القبض على المتورطين في الحادث، وكان من بينهم شخص يحمل جواز سفر دبلوماسي.
لكن صاحب جواز السفر الدبلوماسي غادر إلى إيران، جراء ضغوط تعرضت لها فيينا من قبل طهران، وحينها تحدث بوق الحكومة الإيرانية الماسك بزمام وزارة الإعلام، آنذاك، بصورة غير مباشرة عن الواقعة الإرهابية، بقوله: "قادرون على توجيه ضربات موجعة لكوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني".
ألمانيا.. اغتيالات وتحقيقات
ذات يوم جلس 4 أكراد إيرانيين داخل مطعم يوناني في برلين، لكن قبل أن يتناولوا طعامهم باغتهم النظام الإيراني بهجوم أنهى حياتهم بصورة غادرة تكشف عن وجه طهران الإرهابي عام 1992.
وبعد 5 سنوات، قررت محكمة ألمانية، آنذاك، إصدار مذكرة توقيف دولية بحق وزير المخابرات الإيراني، هوغارت علي فليغان، بعد التأكد من أنه أصدر أوامر الاغتيال بعلم مرشده.
ونددت منظمات دولية حينها الواقعة، إذ اعتبرت منظمة العفو الدولية أن عملية الاغتيال التي شهدتها ألمانيا "جزء من منظومة لقتل المعارضين السياسيين الإيرانيين".
كما شهدت ألمانيا تغلغلا عبر جواسيس إيران تم التصدي له من خلال حكم قضائي استهدف مصطفى حيدر، الذي أمرت بسجنه 4 سنوات و3 أشهر، لاتهامه بجمع معلومات لمليشيا فيلق القدس لتنفيذ هجمات إرهابية في برلين وفرنسا.
"الفاشية الدينية الحاكمة لإيران لن تتأخر عن تصدير الإرهاب".. كان التعليق الذي نطق به مسوميح بالورتشي، ممثل المجلس القومي لمقاومة إيران في ألمانيا، وذلك في معرض حديثه عن حكم القضاء الألماني الذي اقتص من يد الإرهاب والغدر الإيرانية، مطالبا في الوقت نفسه بطرد جواسيس النظام من أوروبا، وهو الوقت الذي شهد بعدها إعلان ذراع طهران المقيتة مليشيا "حزب الله" منظمة إرهابية.
وفتحت ألمانيا 22 تحقيقا جنائيا بشأن أنشطة إيران التخريبية، فكان من بين القضايا أن المدعو حيدر سيد ناقفي صدرت له أوامر لتحديد مؤسسات في البلد الأوروبي الكبير وغيرها من الدول الجارة كأهداف محتملة لهجمات إرهابية.
كما انضم لسجل إيران الإرهابي المدعو داني طراف، وهو ألماني من أصول لبنانية، أسهم في شراء بنادق وصواريخ مضادة للطائرات والدبابات وأسلحة أخرى لمليشيا "حزب الله" عبر شركة في سلوفاكيا.
وتلقت إيران ضربة موجعة استهدفت مقر "مشروع الأطفال اليتامى اللبنانيين" في مدينة إسن، المتورطة بتوفير غطاء مالي لخدمة مليشيا حزب الله الإرهابي.
المخدرات كانت ضمن سجل إيران الأسود ومليشياتها، فقد اعتقلت السلطات الألمانية رجلين لبنانين يحملان أكثر من 8 ملايين يورو كانت قد جمعتها شبكة تهريب كوكايين تابعة لمليشيا الحزب الإرهابي، وذلك حين كانا موجودين في مطار فرانكفورت.
وتتبعت صحيفة "البيان" الإماراتية -في تقرير سابق عن تلك الوقائع- سجل رجلي الكوكايين، فتبين أنهما تلقيا تدريبات في معسكرات تابعة لمليشيا حزب الله.
وفي عام 2009، اعتقل رجلان آخران من الشبكة الإرهابية نفسها، لتورطهما في نقل المخدرات من بيروت إلى أوروبا.
قبرص.. إرهاب إيراني بنترات الأمونيوم
عام 2015، تصدت قبرص لمحاولة إيرانية إرهابية كان صاحبها لبناني الأصل يحمل الجنسية الكندية، ويدعى حسين بسام عبدالله.
الإرهابي عبدالله قرر تخزين كمية كبيرة من المواد القابلة للانفجار لصنع عبوات ناسفة تنفذ أهداف إيران الإرهابية، فكان القبض عليه ولديه 8.2 أطنان من مادة نترات الأمونيوم المستخدمة في صناعة الموت أو المتفجرات.
وأدلى عبدالله باعترافات كشفت عن انتمائه لمليشيا "حزب الله" الإرهابية وثبوت 8 تهم عليه أبرزها التآمر لارتكاب الجريمة.
ولم تكتف إيران بما سبق، بل قررت المضي في طريق الإرهاب بخطوات خبيثة، مستهدفة ضرب السياحة القبرصية عام 2012.
لكن مسعاها فشل بعدما وجه الأمن القبرصي ضربة استباقية استهدفت سويديا من أصل لبناني يتدثر بعباءة مليشيا حزب الله الإرهابي ويدعى حسام يعقوب.
وكان يعقوب ينوي استهدف مجموعة من السياح في قبرص لكن محاولته باءت بالفشل بعد مراقبة سير خطواته من قبل السلطات القبرصية التي وضعته خلف القضبان بعد القبض عليه في الفندق الذي اختاره مسرحا شاهدا على فعلته الفاشلة.
تفجير بورغاس
وفي 2012، استهدفت حافلة تقل سياح إسرائيليين في بلغاريا فيما عرف إعلاميا بـ"تفجير بورغاس".
يعتقد محققون أن المتفجرات التي ضربت الحافلة ربما تكون من بين المواد التي تخزنها إيران عبر عناصرها المنتمية لمليشيات "حزب الله" في قبرص، التي تعتبر "بوابة تصدير الإرهاب" إلى أوروبا، وفقا لتقارير صحفية.