مليشيا "الحشد".. ذراع إيران لاقتحام جامعات العراق
مليشيات الحشد الشعبي اقتحمت حرم جامعة كركوك ومنعت رئيسها الجديد من تولي منصبه كما تعمل على تجنيد الطلاب في صفوفها.
كشف اقتحام مليشيات الحشد الشعبي، حرم جامعة كركوك ومنعها رئيس الجامعة الجديد صباح أحمد إسماعيل من تولي منصبه، مدى سيطرة المليشيات الإيرانية على مفاصل العراق وتدخلاتها في شؤون حكومته.
- أسبوع العراق.. صراع بين أذرع إيران ورئيس جديد لكردستان
- مليشيا "الحشد الشعبي" تواصل قمع سكان الأحواز تنفيذا لمخطط إرهابي
وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، الأسبوع الماضي، عن إعفاء عدد من رؤساء الجامعات، وتعيين رؤساء جدد لها بالوكالة.
وعينت الوزارة صباح أحمد إسماعيل رئيسا لجامعة كركوك بعد إعفاء رئيسها السابق عباس حسن تقي، لكن الأخير لم يسلم المنصب ولجأ إلى مليشيات الحشد الشعبي التي استجابت له ودخلت جامعة كركوك، الخميس الماضي، ومنعت رئيسها الجديد من تولي مهامه وهددته الأمر الذي أثار تحفظ الطلبة وأساتذة الجامعة.
وقال الطالب وجدان أحمد أحد شهود العيان على اقتحام المليشيات الإيرانية جامعته، لـ"العين الإخبارية": "كانت صدمة كبيرة عندما شاهدنا سيارات الحشد الشعبي المدرعة تدخل الحرم الجامعي، توقعنا أن هناك عملية عسكرية ضد إرهابيين، لكن اتضح لنا فيما بعد أنهم جاءوا للإبقاء على رئيس الجامعة السابق ومنعوا الرئيس الجديد من تسلم المنصب تحت قوة السلاح، ورددوا شعارات طائفية وعنصرية وانهالوا على الأساتذة والطلبة بالشتائم وهددوا الجميع".
تدخل مليشيات الحشد الشعبي في شؤون التعليم في العراق ليس وليد اليوم بل يعود إلى بداية تأسيس هذه المليشيات عام ٢٠١٤ بحجة محاربة إرهابيي داعش بفتوى من علي السيستاني وبأوامر مباشرة من الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس جناح الحرس الثوري الخارجي.
وبدأ قادة هذه المليشيات التابعين لإيران في العراق بدخول الجامعات وإلقاء الخطب لتجنيد الشباب العراقيين في صفوف المليشيات وإغرائهم بالرواتب والزواج، فغالبية الذين انضموا إلى المليشيات الإيرانية كانوا من الفقراء وأبناء الأرياف، وزجت بهم إيران في معاركها بالمنطقة وقتل غالبيتهم.
ولم تتوقف هذه التدخلات عند هذا الحد فحسب بل تجاوزته إلى تطبيق قوانين وقرارات نظام ولي الفقيه الإيراني على الجامعات والقطاع التعليمي العراقي، وأصبحت هذه المليشيات تتدخل في تفاصيل الحياة اليومية للعراقيين وتفرض قوانينها بالقوة عليها.
ويلزم الدستور والقوانين العراقية المؤسسات التعليمية بالابتعاد عن الصراعات الطائفية والسياسية، لكن غالبية الجامعات باتت جزءا من هذا الصراع، بعد تكليف أشخاص موالين للأحزاب والمليشيات التابعة لإيران برئاستها، وتعيين عدد من أساتذة منتمين للمليشيات فيها كي تسهل على النظام الإيراني التوغل بشكل واسع في كافة مجالات الحياة بالعراق.
وكان الإرهابي قيس الخزعلي، الأمين العام لمليشيا عصائب أهل الحق، أول من أسس مليشيا الحشد الجامعي عام ٢٠١٧ ودعا الطلبة والشباب إلى الانضمام إليها، وتوالى بعد ذلك قادة المليشيات الأخرى إلى تجنيد أكبر عدد ممكن من الشباب الجامعي العراقي في صفوفها.
واعتبر شيروان الدوبرداني، النائب في مجلس النواب العراقي، في حديث مع "العين الإخبارية"، أن "ما جرى في جامعة كركوك من تدخل الحشد الشعبي في منع تنفيذ قرار وزير التعليم العالي سابقة خطيرة جدا".
ودعا الدوبرداني رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي إلى التدخل ومنع تدخل القوات العسكرية في القرارات الحكومية والإدارية، كاشفا "ستكون هناك جلسة لمجلس النواب بعد انتهاء عطلة عيد الفطر لمناقشة هذا الموضوع".
وفتحت إيران خلال السنوات الماضية العشرات من مراكز التدريب والمدارس الشرعية في بغداد ومدن العراق الأخرى مهمتها تجنيد الشباب من خلال غسل أدمغتهم.
وتنظم هذه المراكز والمدارس رحلات سفر لهؤلاء الطلاب إلى إيران، بهدف تجنيدهم في صفوف فيلق القدس وجهاز الاستخبارات، واستخدامهم لتنفيذ عمليات إرهابية في دول المنطقة خصوصا في اليمن ولبنان وسوريا.
aXA6IDMuMTcuMTc5LjEzMiA= جزيرة ام اند امز