حاول نظام الملالي أن يلعب دورا يظهره بمظهر القوي الذي لم يتأثر بالعقوبات الدولية، لكنه لم يتمكن من إجادة الدور فانكشف أمر سفينته
"نحن نسيطر على قرار ست عواصم عربية".. رددها أكثر من مسؤول إيراني وكانوا جميعا يعرفون جيدا أنهم سيفقدون السيطرة على عاصمتهم طهران قريبا، لكنهم كانوا يأملون في أن يخدعوا الشارع الإيراني المغلوب على أمره بأنهم أقوياء، وأنهم قادرون على الانتقام منهم في حال فكروا في الثورة ضد وليهم الفقيه.
الصور التي تخرج للعالم بصعوبة تبشر باقتراب نهاية هذا النظام الشرير، وتدلل بوضوح على أن الشارع الإيراني قرأ معطيات الشارع العربي الذي تضرر من تدخلات نظام الملالي وأعلن رفضه الطائفية والمذهبية التي صنعها الملالي وعملوا على تغذيتها، وحتما فإن الفرصة مواتية للإطاحة بهم، وها هو موسم الحصاد قد حان
حاول نظام الملالي أن يلعب دورا يظهره بمظهر القوي الذي لم يتأثر بالعقوبات الدولية، لكنه لم يتمكن من إجادة الدور، فانكشف أمر سفينته التي هامت في البحر قبل أن تبيع حمولتها بثمن بخس، ثم عاد محاولا ضبط أداء دور القوي فهاجمت مليشياته ناقلات النفط الدولية في مياه الخليج محاولة إشعال المنطقة فما وجدت سوى الحكمة التي ارتأت ألا تعير تلك الاستفزازات أكبر من قدرها، جن جنونها فعمدت إلى استهداف منشآت أرامكو مرتين، وكذلك لم تجد سوى الحكمة التي تقتضي حماية المنطقة بأكملها من جنون كهول طهران الممتلئين حقدا على كل شيء حولهم، وعلى كل من لا يحمل فكرهم، ودونكم تصريحات وأفعال وكلائهم في لبنان واليمن والعراق.
تلكم التصرفات ما هي إلا "حلاوة روح" كما يقال في مصر، وتعني منازعة وخروج الروح عن صاحبها، وما يحدث في هذه الأيام من انتفاضة شعبية في مدن إيران ما هي إلا حصاد حقيقي لما زرعه ملالي طهران من أذى.
ولا يخفى على من يتابع الشأن الإيراني أن أسباب الإطاحة بهذا النظام البائس كثيرة جدا داخليا وخارجيا، ولكن الشرارة الأخيرة التي أشعلت فتيل الحلقة الأخيرة للانتفاضة اندلعت بسبب الزيادة الأخيرة في سعر المحروقات في الداخل الإيراني، وهو الأمر الذي كانوا ينوون تغطية عجز جيوبهم وخزائنهم التي أفرغوها في إنشاء ودعم المليشيات والأحزاب الطائفية في المنطقة، متجاهلين انخفاض الأسعار العالمية للبترول في هذه الفترة، وهذا إن دل فإنما يدل على تخبط هذا النظام وانعدام حيلته وانعدام ثقة المجتمع الدولي به بعد انعدام ثقة الشعب به.
توق الشعب الإيراني المكلوم للحرية والعيش بسلام كبقية شعوب العالم هو السلاح الأقوى، الذي يتسلح به في معركته مع هذا النظام الذي استشرى في قمع الشعب وإخضاعه لمبادئ ثورته الكهنوتية البغيضة، التي لم يخجل أبدا في أن يسرق عبرها خيرات الشعب المكلوم، بل كان يسعى بكل وقاحة لتصدير تلك الأيديولوجيا البغيضة التي لقيت ما لقيت من رفض صريح في اليمن وأفريقيا ولبنان والعراق وغيرها.
صحيح أن محاولات الشعب الإيراني في الوصول إلى غايته طال أمدها، لكن لم يبق الكثير للوصول إلى بر الأمان، وعلى الرغم من قطع خدمة الإنترنت بشكل كامل عن إيران إلا أن الصور التي تخرج للعالم بصعوبة تبشر باقتراب نهاية هذا النظام الشرير، وتدلل بوضوح على أن الشارع الإيراني قرأ معطيات الشارع العربي الذي تضرر من تدخلات نظام الملالي، وأعلن رفضه للطائفية والمذهبية التي صنعها الملالي وعملوا على تغذيتها، وحتما فإن الفرصة مواتية للإطاحة بهم وها هو موسم الحصاد قد حان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة