والدة معتقلة إيرانية تخاطب قضاء طهران: حتى متى هذا الظلم؟
والدة ناشطة بارزة معتقلة في سجون إيران، تبعث رسالة إلى الادعاء العام تطالبه فيها بمنح ابنتها إفراجا مؤقتا؛ لرؤية والدها المريض وصغارها.
بعثت والدة ناشطة بارزة معتقلة في سجون إيران رسالة إلى الادعاء العام بالعاصمة طهران، تطالبه فيها بمنح ابنتها إفراجا مؤقتا؛ لرؤية والدها المريض وصغارها، لا سيما وأنها تعاني متاعب صحية شتى في محبسها دون أدنى رعاية طبية، مشيرة إلى أنها تتعرض إلى "ظلم لا نهاية له".
"عذرا بازرجان" والدة المعتقلة الإيرانية "نرجس محمدي"، وجهت في رسالتها التي نشرها مركز "المدافعين عن حقوق الإنسان" على موقعه الرسمي، مناشدة إلى "عباس جعفري آبادي" المدعى العام الإيراني؛ بهدف مخاطبة المسؤولين المختصين للحصول على إفراج مؤقت تتمكن من خلاله الناشطة من لقاء والدها قعيد الفراش، الذي تلازمه أزمات صحية لفراق ابنته طوال سنوات، معتبرة أن هذا الأمر أبسط حقوقها الإنسانية.
واستهلت "بازرجان" رسالتها بكلمات موجزة إلى القضاء الإيراني الذي يتعنت في اعتماد إفراج لابنتها، بقولها: "لماذا لا توافقون على إطلاق سراح نرجس مؤقتا؟، حتى متى ستظلمون ابنتي؟".
وأشارت إلى عجز الأسرة عن رؤية "محمدي" طوال 4 سنوات من سجنها سوى مرات معدودة، إلى حد طلب الناشطة من المسؤولين الإيرانيين وضع مراقبة خاصة لها في مستشفى يمكث بها والدها الذي تجاوز عمره 80 عاما، كي تتمكن لمدة ساعة واحدة من رؤيته والاطمئنان عليه خشية رحيله دون وداعها، لكن طلبها قوبل بالرفض أيضا.
وأوضحت والدة الناشطة الإيرانية المعتقلة منذ سنوات أن "نرجس محمدي" تعاني متاعب صحية بالغة في معتقل إيفين سيئ الصيت شمالي طهران، مؤكدة أن الادعاء العام على علم بتلك الأمور ويتجاهل تقديم الرعاية والعلاج لها، مشددة على عجزها إزاء هذا الظلم البالغ، ولا تملك سوى التضرع والدعاء لله لأجل الخلاص.
وأعربت "عذرا برزجان" في نهاية رسالتها عن أنها تختصم القضاء في إيران؛ بسبب ظلم ابنتها البريئة من التهم المنسوبة إليها، وكذلك الأحكام المغلظة ضدها بالسجن، وأنها لا ترغب سوى في الحصول على إطلاق سراحها مؤقتا في حراسة أمنية كى يهدأ روع والدها المريض.
ولفت "تقي رحماني"، زوج الناشطة الإيرانية المعتقلة، إلى أنها تعاني من انسداد رئوي وشلل عضلي، واستمرار وجودها في السجن يفاقم مرضها ويعرض حياتها للخطر، خاصة أنها أودعت مستشفى السجن الشهر الماضي؛ لسوء حالتها الجسمانية، محذرا من تعرضها لإعاقة جسدية لعدم توافر العناية اللازمة بمعتقل إيفين.
وتعتبر نرجس محمدي من أبرز الناشطات المدافعات عن حقوق الإنسان في إيران، حيث تتولى منصب نائبة مركز المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران، الذي تديره شيرين عبادي الناشطة الحقوقية الإيرانية، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 2003.
- وفاة أقدم سجين سياسي إيراني في ظروف غامضة
- إيران تواصل ابتزاز مزدوجي الجنسية.. بريطانية تواجه محاكمة جديدة
وبدأت ملاحقة "محمدي" بعد فضحها انتهاكات حقوقية يمارسها النظام الإيراني في تعامله مع الحريات الفردية ومبادئ الديمقراطية، حيث سبق أن أغلقت السلطات الإيرانية مركزها الحقوقي عام 2008؛ لتركيزه على دعم قضايا تعزيز القيم الديمقراطية والحرية في إيران.
وعرف عن الناشطة المعتقلة أيضاً تنظيمها للقاءات عدة في العاصمة الإيرانية طهران؛ لدعم الشفافية الانتخابية، حيث سعت إلى خلق قاعدة ضغط على النظام الإيراني للتوقف عن تنفيذ أحكام الإعدام بحق المواطنين الإيرانيين دون سن الـ18 عاما، إلى أن أصدرت السلطات الإيرانية عام 2012 حكما بسجنها لمدة 6 أعوام ثم أفرج عنها بعد 3 أشهر من مكوثها في المعتقل؛ بسبب تدهور أوضاعها الصحية.
وطالتها المحاكمات مجدداً في عام 2016 بزعم تورطها في "الدعاية ضد النظام"، و"تهديد الأمن القومي"، إضافة إلى تأسيس مركز غير قانوني، حيث قضت محكمة إيرانية بسجنها 16 عاما، منها 10 سنوات واجبة التنفيذ، في الوقت الذي أدانت منظمة العفو الدولية تثبيت تلك الأحكام بحقها مؤخرا.