باحث أمريكي: فساد النخبة وثراؤهم الفاحش يصعّدان الغضب بإيران
أكثر من 40% من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر، وكثير منهم يشعرون بخيبة الأمل نتيجة الفجوة بين الفقراء والأثرياء
قال الباحث السياسي الأمريكي مجيد رفيع زاده إن القادة الإيرانيين كثيرا ما يعزون الفقر المستشري في بلادهم إلى عوامل خارجية، مثل العقوبات الأمريكية على البرنامج النووي والأنظمة المصرفية، إلا أن الحقيقة تؤكد أن الفساد المالي والمحاباة والمحسوبية عوامل حاسمة في مستويات الفقر المرتفعة في البلاد.
وأوضح زاده -خلال مقال بصحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية- أن كثيرا من الإيرانيين بدأوا انتقاد النظام بدلًا من الولايات المتحدة، والتعبير بشكل متزايد عن الغضب بسبب الفجوة الحادة بين الأثرياء والفقراء، وانعدام المساواة الاقتصادية بين النخبة وعامة الإيرانيين.
- أدلة أمريكية جديدة ترجح احتمال تورط إيران في هجوم أرامكو
- "رضوان تاجي".. عميل استخبارات إيران لاغتيال معارضيها بأوروبا
وأعاد الباحث الأمريكي التذكير بأن أحد أهم الأسباب التي كانت وراء ثورة عام 1979 كان الغضب حيال الفساد المالي المستشري، مشيرا إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي أظهر تعاطفا مع الناس عندما شكوا من الفساد منذ أكثر من عقدين من الزمن، والآن يتساءل كثير من الإيرانيين عن الاختلافات بين النظام السياسي الحالي ونظام الشاه.
وضرب الباحث مثالا بحسين فريدون، شقيق الرئيس الإيراني حسن روحاني والعضو بحزب الاعتدال والتنمية الذي ألقي القبض عليه مؤخرا في تهم تتعلق برشاوى وجرائم مالية، وفي ديسمبر/كانون الأول 2017 وجهت اتهامات بالفساد والاحتيال لحامد بقائي مساعد الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد.
كما أشار إلى أنه تم توقيف نائب محافظ البنك المركزي الإيراني للصرف الأجنبي أحمد عراقجي عام 2018 إلى جانب آخرين في قضية فساد بقيمة 200 مليون دولار، فضلًا عن الإمبراطورية المالية للمرشد الأعلى نفسه ومعروف أنها تساوي 95 مليار دولار على الأقل.
وأوضح الباحث الأمريكي أن هذه بضع أمثلة فقط على الأمور التي أثارت غضب المجتمع الإيراني، إذ إن كثيرا من الناس غاضبون حيال الحياة المترفة التي يعيشها أبناء النخبة وعائلاتهم، في حين أن الناس العاديين يعانون لتغطية نفقاتهم حتى يتمكنوا من إطعام أطفالهم وإدخالهم المدارس.
وأشار إلى أنه رغم انتقاد إيران للغرب فإنه معروف جيدًا أنهم يبعثون أطفالهم ليعيشوا ويحصلوا على الشهادات الدراسية من هناك، فضلًا عن أن أفراد النخبة الإيرانيين يبقون ممتلكاتهم في الحسابات الأجنبية.
واختتم مقاله بالقول إن أكثر من 40% من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر، وكثير منهم يشعرون بخيبة الأمل نتيجة الفجوة بين الفقراء والأثرياء والفساد والمحاباة والمحسوبية واسعة النطاق.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjIuNzMg
جزيرة ام اند امز