عقوبات إيران بعيون الإعلام الفرنسي.. غضب الشعب على الملالي يتزايد
وسائل الإعلام الفرنسية اجتمعت على أن تلك العقوبات ستؤدي إلى تغيير حتمي للنظام الإيراني، ما لم يغير سياسته الخارجية تجاه دول المنطقة.
سلطت وسائل الإعلام الفرنسية الضوء على القرار الأمريكي بإعادة فرض العقوبات التجارية على إيران، واجتمعت على أنها ستؤدي إلى تغيير حتمي لنظام الملالي، ما لم يغير سياسته الخارجية تجاه دول المنطقة.
في هذا الصدد علقت صحيفة "ليزيكو" الفرنسية بأن إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران بأنها أول ضربة قاسمة حقيقية للنظام الإيراني، مشيرة إلى خشية الإيرانيين من تأثير تلك العقوبات.
- مسؤولون أمريكيون يستعرضون عقوبات إيران وتأثيرها في وأد مؤامراتها
- واشنطن تتصدى لإرهاب إيران.. عقوبات أغسطس ليست الأخيرة
ولفتت الصحيفة إلى أن الإيرانيين كانوا محمومين من تلك اللحظة المنتظرة منذ نحو 3 أسابيع، مشيرة إلى أن تلك العقوبات ستكون الأصعب على إيران، في الوقت الذي يعانون منه من نقص الأغذية والأدوية، كما أن العملة الإيرانية فقدت خمس قيمتها في أقل من أسبوعين، إضافة إلى فقدانها قرابة 50% من قيمتها منذ مارس/آذار، فضلاً عن ارتفاع معدل التضخم ليصل إلى 210% خلال العام الجاري، وهي ثاني أعلى معدل تضخم على كوكب الأرض.
احتجاجات الشعب الإيراني ضد الملالي
وحسب الصحيفة فإن "الإيرانيين خلال الأسابيع الماضية قرروا كنوع من الإجراءات الاحترازية مغادرة البلاد، فيما انفجر البعض الآخر غضباً في موجة احتجاجات، وإضرابات في عدة قطاعات بالبلاد"، موضحة أن "لحظة الاختناق الحقيقية للاقتصاد الإيراني في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل".
ونقلت الصحيفة عن الباحث الفرنسي المتخصص في الشأن الإيراني بالمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية "كليمون تيرم" قوله: "إن الرئيس الإيراني حسن روحاني تحت قيادة المرشد الأعلى علي خامنئي في مأزق حقيقي، ما ينذر بموجة احتجاجات حقيقية خلال الفترة المقبلة حتى تتحول إلى ثورة وتغير النظام الإيراني".
من جانبها، أشارت صحيفة "شالنج"الفرنسية الاقتصادية تحت عنوان "لماذا على إيران القلق من إعادة فرض العقوبات الأمريكية؟"، إلى أنه في ظل أزمة اقتصادية واستشراء الفساد والحكومة الهشة، فتلك العقوبات تعزز من الاحتجاجات وتفجر غضب الشعب الذي يعاني منذ سنوات من سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه خلال الأسابيع الماضية كانت المدن الكبرى الإيرانية مسرحاً لتظاهرات حاشدة ضمت كل طوائف الشعب، موضحة أن تلك الاحتجاجات كانت ثمرة تزايد القلق والشعور بالغضب تجاه النظام السياسي الإيراني.
قمع الصحفيين
وأشارت الصحيفة إلى أنه "لاحتواء ذلك الغضب خرج الرئيس الإيراني على شعبه في مقابلة تلفزيونية في محاولة لاحتواء الأزمة بطمأنة الإيرانيين ولكن دون جدوى، إذ فشل في تهدئة الرأي العام الثائر من سلوكيات النظام".
وعادت "شالنج" قائلة إن السلطات الإيرانية فرضت قيودا مشددة على الصحافة، مما يجعل من المستحيل على الصحفيين الوصول إلى مكان الاحتجاجات، كما خفضت خدمات شبكة الإنترنت من الهواتف المحمولة في منطقة "كاراج" لعرقلة تغطية الانتخابات.
إلى ذلك، لفتت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أنه بعد عودة العقوبات فإن "رياح الغضب والأسى تهب على إيران"، مشيرة إلى أن رياح الغضب هبت على المجتمع الإيراني، كما خيمت عليهم مشاعر الحزن والإحباط.
ولفتت "لوموند" إلى أن هناك العديد من الناخبين حالياً يأسفون على وصول روحاني إلى السلطة، وحصوله على ولاية ثانية، آملين في رحيله.
ونقلت الصحيفة الفرنسية شهادات إيرانيين، غاضبين من تصرفات نظاهم ويعربون عن رغبتهم في تغيير النظام، بينهم محمد رضا أزالي (30 عاماً)، قائلاً: "من بين الكثير من أبناء جيلي نرغب في تغيير النظام".
تغيير السلوك الإيراني
بدورها، سلطت إذاعة "20 مينيت" الفرنسية الضوء على رد فعل طهران إزاء إعادة فرض العقوبات، قائلة: "طهران تصرخ وتزعم بـ(الحرب النفسية ضد إيران)"، مشيرة إلى أن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران جاء نتيجة سلوك طهران المزعزع لاستقرار المنطقة.
ودللت الصحيفة بأمثلة على تلك السلوكيات الإيرانية التي تغضب الشعب الإيراني والأمريكيين وهي"التقارب مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، والمتمردين الحوثيين في اليمن، ومليشيات حزب الله في لبنان".
من جانبها، أشارت صحيفة" لاتريبين" الفرنسية إلى أن المراقبين أجمعوا أن تغيير السلوك الإيراني تجاه دول المنطقة طوق النجاة الوحيد للهروب من العقوبات الأمريكية.
على صعيد آخر، أشارت مجلة "باري ماتش" الفرنسية إلى النتائج المترتبة عن عودة العقوبات، وتأثيرها على الشركات الأوروبية لا سيما الفرنسية، موضحة أن "أبرز القطاعات الأوروبية التي ستتأثر بالعقوبات (السيارات والطاقة والملاحة الجوية ومنتجات التجميل).
وأضافت المجلة أن نتائج تلك العقوبات لن تنعكس على أوروبا وحدها فحسب، بل ستهدد النظام الإيراني نفسه إلى الزوال.