إيران تستخدم مضيق هرمز كما تقول بالدرجة نفسها التي تستخدم بها بريطانيا مضيق جبل طارق لتقول للعالم إن لنا سفينة هناك ولكم سفينة هنا.
هل بدأ العالم يشم رائحة البارود في كل مكان من الأرض، وهل تكون حرب المضائق شرارة دولية في حال اندلعت كحرب؟ يبدو أننا أمام أزمة معاني في التصريحات الدولية التي تتصدر وسائل الإعلام العالمي؛ لأن الكل يهدد وبقوة: مثلا إيران تهدد بريطانيا، والرئيس روحاني يتحدث عن (أم الحروب) في تذكير سريع لتلك المعركة التي سماها الرئيس العراقي السابق صدام حسين (أم المعارك).
كل ما تتمناه منطقة الخليج أن تتحول هذه الأزمة إلى مسلك سياسي أكثر استقرارا؛ ليذيبها في وسط منطقة دبلوماسية هادئة؛ لأن الجميع يعلم أن معادلة القوة بين الأطراف ليست متعادلة، فما تملكه دول الغرب من قوة ضاربة سيدفع بهذه الأزمة إلى تدمير لكل ما تحقق في المنطقة
إيران تستخدم مضيق هرمز كما تقول بالدرجة نفسها التي تستخدم بها بريطانيا مضيق جبل طارق؛ لتقول للعالم إن لنا سفينة هناك ولكم سفينة هنا، هذه الحرب الإعلامية لن تشبه السحب الركامية التي تسبح في الفضاء وبمجرد هبوب الرياح تتبدد، هذه الحرب الإعلامية تنشر رائحة البارود في المنطقة بل في العالم كله الذي يعاني من القلق على مستقبلة بشكل تلقائي دون مزيد من تلك التصريحات.
فيما يخص التصريحات الإعلامية بين الدول وتلك المقالات التي تنشرها وسائل الإعلام بشتى أنواعها فلن تجد سوى التبرير والدفاع المتبادل بين المتناحرين ووعيد وتهديد، ولكن لا أحد يضع الأسئلة المهمة حول الاحتمالات الممكن حدوثها ليس في منطقة الخليج فقط، ولكن في كل العالم الذي يشهد انطلاقة حرب إعلامية ومشادات ناشئة أيضا بين أمريكا والصين بعد رغبة الأولى نشر صواريخ متوسطة المدى في بعض الدول الآسيوية.
لا أحد يريد الحرب ولا (أم الحروب) بحسب الرئيس روحاني، ولكن الحرب كما قال "هربرت ويلز: إذا لم نقض على الحرب، فإن الحرب ستقضي علينا" فالحرب بطبيعتها مصدر مهم لخلق الشر ونشره وإذا بدأت لا تنتهي، هذا كل ما يقلقنا في منطقة الخليج المزدحمة بحارها اليوم بكم هائل من القطع البحرية العسكرية التي تنشر رائحة الحرب في كل مكان في المنطقة.
كل ما تتمناه الشعوب الخليجية ومن المؤكد أيضا قيادات هذه الدول ألا تدخل مجبرة في معادلة سياسية تقوم على تقسيم العالم من حولها إلى الفكرة الفلسفية (أعداء أو أصدقاء)؛ لأن العالم اليوم أصبح مسرحا يوميا للتجارب الصاروخية النووية التي تجريها دول عالمية تملأ الشرق والغرب، حيث ينطلق سباق القوة من جديد بين الدول في ظاهرة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
كل ما تتمناه منطقة الخليج أن تتحول هذه الأزمة إلى مسلك سياسي أكثر استقرارا؛ ليذيبها في وسط منطقة دبلوماسية هادئة؛ لأن الجميع يعلم أن معادلة القوة بين الأطراف ليست متعادلة، فما تملكه دول الغرب من قوة ضاربة سيدفع بهذه الأزمة إلى تدمير لكل ما تحقق في المنطقة، ولن تكون (أم الحروب) سوى تاريخ مماثل (لأم المعارك)، إيران مطلوب منها أن تدرك أنها يجب أن تكسب جيرانها وتعيد حساباتها السياسية حسب مصالح مشتركة بينها والمنطقة، وإلا فقد تؤمن دول المنطقة أن إمكانية نجاتها ودولها من هذه الأزمة لا بد وأن يمر عبر تحالفاتها الدولية البعيدة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة