ناشط إيراني يكسر الصمت ويفضح التعذيب بسجون نظام طهران
الناشط كتب أنه تعرض للتعذيب لمدة 25 يوما، عقب اعتقاله في إقليم خوزستان جنوب غربي البلاد، مطالبا بإجراء تحقيقات في القضية
فضح الناشط الإيراني إسماعيل بخشي التعذيب في سجون النظام الإيراني عقب اعتقاله في إقليم خوزستان، جنوب غربي البلاد، واحتجازه بأحد السجون لنحو 25 يوما، ما دفع السلطات إلى فتح تحقيقات في القضية.
قصة الناشط الإيراني إسماعيل بخشي، لا تختلف في تفاصيلها كثيرا عما لاقاه الكثير من المعتقلين بسجون نظام ولاية الفقيه، غير أن الفارق الوحيد يكمن في أنه "تجرأ" على فضح ما تعرض له من تعذيب عقب اعتقاله، في تحدٍّ لا يبدو أن الحكومة الإيرانية ستغفره له.
فهناك آلاف النشطاء الإيرانيين قتلوا في سجون نظام طهران، وآخرون تعرضوا لشتى أصناف التعذيب، وكل ذنبهم أنهم "تجرؤوا" على تحدي الحكومة الإيرانية عبر انتقادها أو الاحتجاج ضدها.
ففي إيران، تولد كل يوم قصة ناشط جديد، إما تم اختطافه من منزله أو من مقر عمله ، ليقبع خلف القضبان بتهم كيدية تخاط على مقاس حجم خطورته في أعين النظام الإيراني ، قبل أن يقرر الأخير مصيره إما بالتعذيب أو القتل بلا محاكمة، وفي أحسن الأحوال، يظل قابعا في زنزانته حتى يموت جوعا أو قهرا.
وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، المعروفة اختصاراً باسم "إسنا"، ذكرت، الأحد، أن برلمان إيران سيحقق في تصريحاته بأنه تعرض للتعذيب أثناء اعتقاله.
والناشط بخشي هو أحد قادة إضراب نفذه أواخر عام 2018 عمال مصنع "هفت تبه" لقصب السكر، الواقع على بعد أكثر من 500 كم جنوب العاصمة طهران، طالبوا خلاله بصرف رواتبهم المتأخرة.
ووفق المعارضة الإيرانية، اعتقل خلال هذه الاحتجاجات عدد من العمال المحتجين، فيما تكتمت وسائل إعلام حكومة النظام الإيراني عن نشر خبر الإيقافات، مكتفية بانتقاد الاعتصام وعدم شرعيته، بحسب قولهم.
ومع أن المعتقلين غالبا ما يخشون انتقام النظام حال إفشاء ما يتعرضون له خلال فترات اعتقالهم، ويدركون أن موجة الانتقام هذه قد تطال حتى أسرهم والمقربين منهم، إلا أن "بخشي" اختار كسر حاجز الصمت.
فقبل يومين، وتحديدا الجمعة الماضي، كتب الناشط يقول عبر تطبيق أنستقرام، إنه تعرض للتعذيب لمدة 25 يوما، عقب اعتقاله في إقليم خوزستان جنوب غربي البلاد، مطالبا بإجراء تحقيق في الموضوع.
وبتداول أقوال بخشي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالب النائب الإيراني محمد كاظمي، السبت، بالتحقيق في واقعة تعذيب الناشط، وإثبات صحتها، كاشفا عن احتمال دراسة اللجنة القضائية في البرلمان للحادثة.
ونقلت وكالة "إسنا" عن رضا رحيمي، عضو مكتب البرلمان الإيراني، قوله إن رئيس المؤسسة الأخيرة، علي لاريجاني، قبل بمطلب بخشى، وسيتم التحقيق في واقعة تعذيبه.
وأضاف رحيمي أن محمود علوي وزير الاستخبارات الإيراني، سيكون من بين الحاضرين بجلسة ستعقدها اللجنة البرلمانية التي ستتكفل بالنظر في قضية بخشي، في خطوة يبدو أنها تأتي على خلفية مطالبة النائب بالبرلمان الإيراني، علي مطهري، المعروف بمواقفه الصريحة، علوي برد من وزارته على أقوال بخشي.
وفي رد لا يعتبر غريبا بالنسبة للسلطات المحلية، سارع حاكم خوزستان بنفي أقوال بخشي، وقال في تصريحات نقلها موقع إخباري محلي، إنه "أجرى تحقيقات مع السلطات المختصة، وإنه تم دحض مزاعم التعذيب بشدة".
وتواصل الإضراب في مصنع "هفت تبه" لقصب السكر، الذي يضم نحو 4 آلاف عامل، لعدة أسابيع، قبل إنهائه في ديسمبر كانون أول الماضي، إثر دفع الرواتب المتأخرة، في مشهد طغى على إيران في 2018، حيث اندلعت الاحتجاجات في العديد من القطاعات مثل التعدين والتعليم والمناجم والنقل، ما عكس حالة احتقان وغضبا عماليا وشعبيا ينذر بانفجار يعتقد محللون أنه سيقتطع تذكرة نظام طهران نحو الأفول.