"سقوط حر".. نظام ملالي إيران يأكل نفسه
الأخطاء الفادحة التي يرتكبها نظام الملالي بحق شعبه ودول الجوار تسهم بشكل كبير في انهياره.
أشارت عدة تقارير دولية، كان آخرها تقرير لوزارة الخارجية الأمركيية، إلى بداية عملية "سقوط حر" لنظام الملالي الإيراني بسبب القمع الممنهج للحريات والشرطة السرية وعمليات التعذيب والإعدام غير المبررة.
كما أثبت النظام الإيراني فشلا في القدرة على إدراة شؤونه الداخلية، مما زاد من وتيرة الاحتجاجات والانتفاضات، والتي هي نفسها الأسباب والسياسات الفاشلة التي قادت لسقوط نظام الشاه في عام 1979.
وبعد 38 عاما من الانقلاب على الشاه، لا تزال الظروف التي أدت الى ثورة الإيرانيين كما هي، الفقر في زيادة والبنية التحتية في حالة رثة، والنظام السياسي في طهران جعل من فرض أجندته التوسعية في الشرق الأوسط أولوية عن إطعام شعبه وتوفير مرافق الحياة الأساسية لهم.
وتعد تلك الأجندة التوسعية تهديدا يطال المنطقة بأسرها، بالإضافة إلى الشعب الإيراني نفسه، فالتدخل العسكري في كل من سوريا والعراق واليمن، بالإضافة إلى دعم عدد كبير من المليشيات الإرهابية في مناطق الصراع تلك، مثل حزب الله في سوريا والحشد الشعبي في العراق ومليشيات الحوثي في اليمن، يضع عبئا كبيرا على كاهل الشعب الإيراني اقتصاديا، بالإضافة إلى كونه تهديدا إقليميا مباشرا لجميع دول الشرق الأوسط، بحسب مجلة "الإكونومست" البريطانية.
وتقوم القوات الإيرانية بعمليات استفزازية لعدد من دول المنطقة والعالم، آخرها كانت اقتراب فرقاطة إيرانية من سفينة "يو إس إس إنفنسبل" التابعة للبحرية الأمريكية في خليج عمان بالقرب من مضيق هرمز، والتي تم الإشارة إليها بأنها عملية استفزازية بسبب عدم إعلان طاقم الاقتراب من السفينة الأمريكية، مما وضع احتمالا بعملية هجوم محتملة.
وبالرغم من المحاولات الدولية للتواصل مع النظام الإيراني للوصول إلى إتفاق لتقليل العقوبات عن إيران، على غرار الاتفاق النووي الإيراني المنبثق من مجموعة 5 + 1، رأفة بالشعب الإيراني الذي يعاني القمع والظروف الاقتصادية السيئة والفشل في مشاريع البنية التحتيتة، إلا أن النظام لا يزال مُصرّا على الظهور كتهديد لدول المنطقة وللمصالح الدولية بشكل أساسي لإزكاء قوة فارغة، طبقا لتقرير نشرته "مجموعة الأزمات الدولية".
- قرقاش: ادعاءات أعضاء بالشورى الإيراني حول جزر إماراتية "مضحكة"
- جرائم إيران مستمرة.. طهران تدرب طلابها على القتل في سوريا
وتعمل تلك الملابسات على نخر عظام النظام الملالي الإيراني، الذي وضع أولوياته في البقاء على حساب الشعب الإيراني نفسه، وتعزيز قوته على حساب أمن المنطقة كاملة، وتسخير جميع موارد البلاد لحساب نخبة النظام على حساب قوت الإيرانيين الذين بدأو بالخروج في عدة محافظات للتنديد بالأحوال الاقتصادية المزرية التي تعانيها الأسر الإيرانية بسبب غلاء الأسعار وقلة الموارد، بحسب وسائل الغعلام الإيرانية.
السخط الشعبي على ممارسات النظام الداخلية، والغضب الدولي المتصاعد تجاه ممارساته الإقليمية تضع النظام في موقف ضعف شديد، ويصف اللورد كين ماجينوس، عضو مجلس اللوردات ورئيس شعبة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني، الوضع الآن في إيران بحالة "سقوط حر"، أي بداية مرحلة الانهيار الفعلي، وشدد ماجينوس على أنه من المهم لدول الجوار الاستعداد لمساعدة الشعب الإيراني في حال سقوط النظام.
ويشير خبراء في معهد "بوركينجز" الدولي للدراسات السياسية إلى أن إحتمالية انهيار النظام باتت وشيكة، حيث عملت الظروف الاقتصادية على توليد حالة من السخط الشعبي والضغط الاجتماعي ضد نظام الملالي، ويتوقع أن تزيد وتيرة الاحتجاجات والانتفاضات خلال السنوات القليلة المقبلة.
ويضيف ماجينوس أن استمرار سياسة القمع والتهديد والتوسع باستعمال الإرهاب ستتسب في توسيع نطاق الحرب قبل انهيار النظام الملالي، لذلك يجب على الجهود الدولية التدخل لتحجيم نظام طهران ومليشياته لتقليل الأضرار الناتجة عن تلك السياسات الجائرة، إلا أنه حذر من أن الضغوط الداخلية في إيران قد تعمل بشكل كبير على تفجير ثورة جديدة داخل إيران ضد نظام جعل من بقائه الأولوية ضاربا بعرض الحائط احتياجات شعبه وأمن واستقرار المنطقة.