الملتقى يشكل جزءاً من الانتفاضة للإطاحة بالنظام الإيراني ويدعو لمقاضاة المسؤولين عن "مجزرة 1988" دوليا.
تعقد المعارضة الإيرانية بالخارج ملتقى تفاعلياً دولياً، السبت المقبل، بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ30 لواقعة إعدام آلاف المعتقلين والمعارضين السياسيين على أيدي نظام الملالي نهاية حقبة الثمانينيات، لفضح مجازر النظام الإيراني والمطالبة بمقاضاة المسؤولين عن المجزرة دولياً من المنتمين لنظام ولاية الفقيه.
- المعارضة الإيرانية: نظام الملالي يعتقل أسر ضحايا "مجزرة 1988"
- مؤتمر "المعارضة الإيرانية" بباريس.. الأهداف والمحاور والنتائج
ومن المقرر أن يشارك في الملتقى أعضاء الجاليات الإيرانية في نحو 30 عاصمة ومدينة رئيسية لدى أوروبا وأمريكا الشمالية.
و"مجزرة 88"، و"مجزرة إيران الكبرى"، و"مجزرة السجناء السياسيين"، و"مجزرة درب الحرية".. هي كلها أسماء لواقعة واحدة جرت أحداثها عام 1988 عقب انتهاء الحرب الإيرانية - العراقية، التي التهمت الأخضر واليابس حينها، قبل أن تشرع طهران في تصفية المعارضين لنظام الملالي بوحشية.
وتشير الروايات المتداولة والموثقة حول تلك الواقعة، إلى أن المرشد الإيراني الأول الخميني أصدر فتوى في تلك الفترة ترتب عليها إعدام أعضاء منظمة "مجاهدي خلق" الذين قدروا بـ30000 معتقل، بسبب رفضهم المثول أمام ضغوط السلطات الإيرانية والإدلاء باعترافات مغايرة.
وفي تنفيذ عملي لفتوى "الخميني" آنذاك تشكلت ما عرفت بـ"لجان الموت" في طهران وفي مختلف مناطق إيران، وأعدمت خلال أشهر أكثر من 30 ألفاً من السجناء السياسيين، وكانت أغلبيتهم من مجاهدي خلق، في الوقت الذي ضمت تلك اللجان مسؤولين إيرانيين بارزين حالياً.
وتعمدت السلطات الإيرانية حينها عدم تسليم جثث هؤلاء الضحايا لأسرهم، بل أقدمت على دفنهم في مقابر جماعية أو مجهولة، لعدم التعرف عليهم، الأمر الذي اعتبره معارضون إيرانيون بمثابة "تصفية سياسية" تمت في غضون شهرين.
وشهد عام 2016 ظهور تسجيل صوتي للعلن يتحدث به أحد أكثر المقربين من المرشد الإيراني الأول حول "مجزرة 88"، لافتاً إلى أن "لجنة الموت" كانت تقضي بالإعدام فوراً ضد المعارضين بالإعدام حال الاعتراف بالانتماء إلى منظمة "مجاهدي خلق".
ويعود تاريخ هذا التسجيل الصوتي لعام 1988، حيث حذر فيه حسين علي منتظري نائب المرشد الإيراني الأول من تداعيات تصفية المعارضين على هذا النحو؛ فيما تعرض نجله لضغوط أمنية إيرانية لحذف التسجيل الصوتي مؤخراً، بحسب المعارضة الإيرانية.
وأصدرت المعارضة الإيرانية التي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقراً لها، والتي تمثلها منظمة مجاهدي خلق في عام 1999، وفق معلومات لها، كتاباً يضم أسماء ومواصفات أغلب ضحايا هذه التصفيات السياسية، في الوقت الذي طالبت مؤخراً بمقاضاة نظام الملالي دولياً.
ودعت مريم رجوي، زعيمة المعارضة الإيرانية، مطلع أغسطس/آب الجاري، جموع الشعب الإيراني إلى مقاضاة نظام الملالي المسؤول عن مجزرة عام 1988، مؤكدة أنها تشكل اليوم جزءاً من الانتفاضة للإطاحة بالنظام.
وأكدت أن "الذكرى الثلاثين لمجزرة ثلاثين ألف وردة حمراء للحرية من أبناء الشعب الإيراني هي يوم شموخ المنتفضين وكل إيراني حر عقد عزمه للإطاحة بنظام ولاية الفقيه".
aXA6IDMuMTQ0LjgyLjEyOCA= جزيرة ام اند امز