محللون غربيون: نظام إيران "يلعب بالنار "
الكاتب الفرنسي فرنسيس بيران يقول إن النظام الإيراني يلعب لعبة غير محسوبة مع الدول الغربية.
حذر محللون غربيون من أن النظام الإيراني يلعب لعبة خطرة في مضيق هرمز، وأكدوا أن احتجاز طهران واعتداءاتها على ناقلات النفط والملاحة الدولية لعب بالنار، وأن هذه الأفعال ستنقلب عليها في النهاية.
وقال لويك تاس، أستاذ العلوم السياسية الكندي، المتخصص في الشؤون الآسيوية، إن الإيرانيين اقترفوا خطأ كبيرا بإثارة التصعيد العسكري مع الولايات المتحدة وحلفائها، ظنا منهم أن التصعيد سيدفع الغرب إلى التراجع والجلوس على طاولة المفاوضات مثل كوريا الشمالية، ولكن على العكس سينقلب ذلك التصعيد على الإيرانيين وسيكون حافزا للغرب لتطوير الصراع.
وأوضح تاس لصحيفة "لوجورنال دو مونتريال" الكندية الناطقة بالفرنسية أن "إيران ليست كوريا الشمالية، وأنها مهددة من تلك الحرب أكثر من أي طرف آخر، في ظل الظروف الاقتصادية التي تعاني منها وزيادة مواقفها العدائية، مشيرا إلى أن الاستيلاء على ناقلة نفط البريطانية يؤجج من ذلك التوتر".
وأوقفت طهران، الجمعة الماضي، ناقلة بريطانية واقتادتها إلى المياه البحرية الإيرانية، في حادث تكرر خلال الفترة الماضية، حيث دأبت إيران وأذرعها الإرهابية المنتشرة بالمنطقة على استهداف السفن التجارية، لا سيما ناقلات النفط.
اختلاف بين كوريا الشمالية وإيران
الباحث السياسي الكندي أكد أن الوضع بين كوريا الشمالية وإيران مختلف، لأن إيران تحتل منطقة حيوية بالنسبة للغرب، حيث تتحكم في الممر المائي الذي يمر عبره ثلث النفط العالمي "مضيق هرمز"، كما أن التهديدات المستمرة باعتراض ناقلات النفط تؤثر في أسعار النفط العالمية".
ولفت تاس إلى أن إيران تفتقر إلى الدعم الإقليمي، حيث أعلنت عدة دول مجاورة مساندتها لكوريا الشمالية والدفاع عنها أمام الولايات المتحدة حال حدوث أي هجوم.
وأضاف أن هذه المساندة غير متوفرة لدى إيران التي أصبحت في عزلة إقليمية بسبب مليشياتها الإرهابية التي تستخدمها لزعزعة استقرار الدول المجاورة، مشددا على أن كوريا الشمالية ليست لها عداوات مع دول منطقتها مثل إيران.
ورجح الباحث السياسي أنه حال حدوث حرب مع إيران فإن المنتصر فيها سيكون الولايات المتحدة وحلفاؤها، على الرغم من محاولات إيرانية بشن عمليات تخريبية ضد حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة.
وفي السياق ذاته، نقلت إذاعة "فرانس إنفو" الفرنسية عن مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي فرنسيس بيران قوله إن "إيران تلعب بالنار".
وأضاف بيران أن النظام الإيراني يلعب لعبة غير محسوبة مع الدول الغربية، ظناً منه أنه سينجح في الضغط على الدول الأوروبية والولايات المتحدة، للعودة إلى طاولة المفاوضات حول الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن العام الماضي".
بدوره، قال السفير الفرنسي السابق لدى إيران (2001-2005) فرنسوا نيكولو: إن "انتقام إيران بالاستيلاء على ناقلة النفط البريطانية، جاء لعجزهم عن التوصل لحلول للأزمات التي تواجههم.
وتصاعدت حدة التوترات بين إيران والغرب منذ سريان العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية بالكامل في مايو/أيار الماضي، بالتزامن مع الذكرى السنوية لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.
ومنذ ذلك الحين، تتسارع وتيرة المواجهة بين إيران والغرب، حيث أرسلت الولايات المتحدة في 5 مايو/أيار مجموعة هجومية تضم حاملة طائرات وقاذفات إلى الشرق الأوسط.
فيما أعلنت إيران في 8 مايو/أيار أنها ستخفف بعض القيود المفروضة على برنامجها النووي، قبل أن تحذر البحرية الأمريكية في العاشر من الشهر ذاته من هجمات إيرانية محتملة على حركة الملاحة في الخليج.
وبالفعل وفي أقل من شهر تعرضت حركة الملاحة الدولية في الخليج لتهديدات غير مسبوقة، حيث تعرضت 4 سفن من بينها ناقلتان سعوديتان للهجوم في 12 مايو/أيار بالخليج العربي.
وحمّل مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إيران مسؤولية الهجوم، قبل أن تتعرض ناقلتان للهجوم جنوبي مضيق هرمز في 13 يونيو/حزيران، وتتهم واشنطن إيران بالوقوف وراءه.
ولم تتوقف التهديدات الإيرانية عند استهداف حركة الملاحة الدولية فحسب، ولكنها امتدت إلى أبعد من ذلك وأسقطت إيران في 20 يونيو/حزيران طائرة استطلاع أمريكية عسكرية مسيرة في المياه الدولية بالخليج العربي.
كما صوبت مليشيا الحرس الثوري الإيراني مدافعها تجاه ناقلة النفط البريطانية هيريتدج عند المدخل الشمالي لمضيق هرمز في 10 يوليو/تموز، قبل أن تعلن اختطاف ناقلة نفط بريطانية تسمى "ستينا إمبيرو" لدى عبورها مضيق هرمز الجمعة الماضي.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA=
جزيرة ام اند امز