رعب إيراني "مستتر" من صفقة الأسلحة السعودية
تعليقات المسؤولين الإيرانيين على صفقة الأسلحة الأمريكية للسعودية، تكشف عن حالة رعب يحاولون إخفاءها بالحديث عن استفادة واشنطن المادية.
يقول خبراء الصحة النفسية، إن الشعور بالخوف يدفع الإنسان أحياناً إلى القيام بسلوك مغاير كرد فعل طبيعي لتجنب هذا الخطر، وهو ما بدا واضحاً في تعليقات المسؤولين الإيرانيين على صفقة الأسلحة التي تم إبرامها بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، خلال زيارة ترامب للرياض التي اختتمت الأحد بعقد القمة العربية الإسلامية الأمريكية.
فرغم حالة الخوف من تعزيز الصفقة لإمكانيات السعودية العسكرية، إلا أنهم يحاولون في الوقت ذاته إخفاءها بالقول، إن الرئيس الأمريكي يعالج مشكلات بلاده الاقتصادية بعقد صفقة أسلحة للحصول على الأموال.
وتتضمن الصفقة وفق بيان للخارجية الأمريكية، أول أمس السبت، منظومات دفاعية من طرازي ثاد وباترويوت، لمساعدة السعودية في الدفاع عن نفسها والمنطقة من الهجمات الصاروخية والجوية، وإضافة إلى هذه المنظومات، توجد أيضاً قطع من المناطيد والدبابات والمدفعية والرادارات المضادة لقذائف الهاون وعربات المشاة المصفحة والمروحيات؛ لضمان الأمن السعودي البري، والتصدي للإرهاب، وسيتم تزويد قطاع الأمن البحري والساحلي، في إطار الصفقة المبرمة بعدد من السفن والمروحيات وزوارق الدورية والأسلحة المتخصصة لهذه المعدات.
وتجاهل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، التعليق على هذه التفاصيل، والتي ستعزز من إمكانيات السعودية الدفاعية، وركز بدلاً من ذلك على أن الولايات المتحدة الأمريكية ستحصل على أموال نظير تلك الصفقة.
وقال ظريف، الأحد، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، إن واشنطن تسعى خلف أموال السعودية التي وقعت مع الولايات المتحدة، السبت، عقوداً بقيمة 480 مليار دولار.
وتكرر نفس التوجه في التعليق على الصفقة عند مستشار قائد الثورة الإيرانية، علي أكبر ولايتي، والذي قال إن زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية، تهدف إلى جمع الأموال للاقتصاد الأمريكي المنهار.
ولم يفلح محسن رضائي، أمين ما يعرف بـ"مجمع تشخيص مصلحة النظام" في إيران، في التغطية على حالة الخوف، زاعماً أن أموال المسلمين (يقصد السعودية) تستخدم في تهديدهم.
وقال في تعليق عبر حسابه على موقع أنستقرام: "إن بيع الأسلحة الأمريكية للسعودية إشعال للنيران وزعزعة للأمن في المنطقة بأموال المسلمين ضدهم".
ما يعتبره رضائي تهديداً لهم، هو في الواقع حماية من شرورهم، وهو ما أكد عليه بيان الخارجية الأمريكية، أول أمس، وشدد عليه وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني.
وقال بيان الخارجية الأمريكية، إن الغرض من الصفقة هو ضمان الأمن طويل الأمد للسعودية ومنطقة الخليج في مواجهة النفوذ الإيراني السلبي والتهديدات المرتبطة بإيران.
وعاد وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، وأكد على نفس المعنى بقوله، أمس، إن صفقة الأسلحة الأمريكية ستمكن السعودية من التصدي للتدخلات الإيرانية والإرهاب.
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjY0IA==
جزيرة ام اند امز