العراق يفتتح انتخابات 2025.. تصويت خاص للعسكريين والأمن والنازحين
انطلقت صباح الأحد في عموم العراق أولى مراحل الانتخابات البرلمانية لعام 2025، مع بدء التصويت الخاص المخصص لمنتسبي القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والنازحين.
جاء ذلك وسط إقبال واسع وتنظيم محكم وصفته السلطات بـ«الاختبار الأول لشفافية العملية الانتخابية» قبل يوم الاقتراع العام.
انطلاق التصويت الخاص
بدأت عملية التصويت عند السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي في 809 مراكز اقتراع تضم 4501 محطة انتخابية موزعة على جميع المحافظات العراقية.
وبحسب رئيس خلية الإعلام الأمني الفريق سعد معن، فإن عدد المشاركين في التصويت الخاص يبلغ أكثر من مليون و313 ألف ناخب من مختلف التشكيلات الأمنية، إضافة إلى 26 ألفًا و538 نازحًا موزعين على 27 مركزًا انتخابيًا.

وأوضح معن أن عملية الاقتراع جرت على وجبات متتالية لتمكين جميع الضباط والمنتسبين من الإدلاء بأصواتهم دون التأثير على المهام الأمنية، مشيرًا إلى أن المراكز شهدت إقبالاً كبيراً وتنظيماً لافتاً منذ الساعات الأولى من الصباح.
مفوضية الانتخابات: العملية تسير بشفافية
وأكد رئيس مجلس المفوضين عمر أحمد أن العملية الانتخابية «تجري بشفافية عالية» بعد استكمال جميع الاستعدادات اللوجستية والتقنية.
وقال أحمد في تصريح لوكالة الأنباء العراقية إن المفوضية جهزت المراكز بالأجهزة الحديثة ودرّبت الكوادر المشرفة على إدارتها، مشددًا على أن جميع مراحل التصويت تخضع لرقابة فنية صارمة.

وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي أن أجهزة التصويت «تعمل بكفاءة كاملة» ولم تُسجل أي أعطال تُذكر، مشيرة إلى أن فرقاً تقنية متخصصة تنتشر في جميع المحافظات لمتابعة سير العملية ومعالجة أي طارئ بشكل فوري.
الجيش: مشاركة مرتفعة وتنظيم دقيق
في المقابل، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة صباح النعمان أن عملية التصويت الخاص «تسير بانسيابية تامة وبحرية مطلقة»، مشيرًا إلى أن الإجراءات الأمنية الموضوعة تضمن حماية المراكز والمقترعين في كل المناطق.
كما أعلن اللواء ياسين صاحب من مديرية الاستخبارات والأمن في وزارة الدفاع أن الإقبال «واسع جداً»، موضحًا أن الوزارة قسمت منتسبيها إلى وجبات لتفادي إخلاء المقرات العسكرية، وأن العملية تجري «بحفاوة وتنظيم كبيرين».

ونفت رئاسة أركان الجيش الأنباء التي تحدثت عن سحب هواتف المنتسبين المكلفين بحماية مراكز الاقتراع، مؤكدة أن هذه الأخبار «عارية عن الصحة تماماً» وأن جميع الإجراءات تنفذ بتنسيق مباشر مع اللجنة الأمنية العليا والمفوضية.
القوات الأمنية: التصويت دون تعطيل للواجبات
أكد قائد عمليات بغداد الفريق الركن وليد خليفة التميمي أن قيادة العمليات أعدّت خطة أمنية شاملة لتأمين العملية الانتخابية بالتنسيق مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ووزارة الداخلية ووكالات الاستخبارات والأجهزة الساندة، مشيراً إلى أن تصويت القوات الأمنية الخاص سيكون وفق جداول زمنية ودون تعطيل للواجبات.
وقال التميمي لوكالة الأنباء العراقية (واع): أن "قيادة العمليات أعدّت خطة أمنية شاملة لتأمين العملية الانتخابية، ولا سيما المراكز الانتخابية، بالتنسيق العالي مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ووزارة الداخلية ووكالات الاستخبارات والأجهزة الساندة
وأوضح، أن "الخطة ترتكز على تأمين المراكز الانتخابية ومحطات الاقتراع ومراكز العدّ والفرز، من خلال توزيع القوات على ثلاثة أطواق أمنية متكاملة، تشمل الطوق الداخلي المكلّف بحماية المراكز الانتخابية بشكل مباشر، الطوق الأوسط لتأمين الطرق المؤدية إلى المراكز والطوق الخارجي لمنع أي خرق أمني أو تحركات مشبوهة".
وفيما يخص تصويت القوات الأمنية (التصويت الخاص)، بيّن قائد العمليات أنه "تم إعداد خطة دقيقة ومنظمة لعملية النقل تضمن وصول المنتسبين إلى مراكز الاقتراع في أوقات محددة، وفق جداول زمنية معدّة مسبقاً وعلى شكل وجبات متناوبة، بحيث يواصل قسم من القوات أداء الواجب الأمني، فيما يتوجه القسم الآخر للإدلاء بصوته، مع توفير حماية كاملة أثناء التنقل لتجنب أي زخم أو تعطيل".
وأكد الفريق التميمي، أن "قيادة عمليات بغداد تعمل بطاقتها القصوى؛ لضمان بيئة آمنة ومستقرة تسهم في إنجاح العملية الانتخابية وإتمامها بانسيابية عالية".
القضاء الأعلى: لا خروقات ولا ضغوط سياسية
من جانبه، شدد رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان على أن «القضاء والمفوضية يعملان في استقلال تام»، وأنه «لن يُسمح بأي خرق للقانون أو الدستور».
وأكد زيدان أن قرارات استبعاد بعض المرشحين «قانونية ومستندة إلى المعايير التي أقرّها مجلس النواب»، نافياً وجود أي تدخل سياسي أو خارجي في مجريات العملية الانتخابية.
كما دعا القوى السياسية إلى احترام المدد الدستورية لتشكيل الحكومة بعد إعلان النتائج، مشيرًا إلى أن المحكمة الاتحادية «لن تتأخر في المصادقة على النتائج النهائية».
رئيس الجمهورية يحضّ على المشاركة
وفي رسالة إلى الشعب العراقي عشية الاقتراع، دعا الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد الناخبين والقوات الأمنية إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات، مؤكدًا أن الاقتراع الحر والنزيه هو الطريق الوحيد لإصلاح النظام السياسي وبناء حكومة قوية تعبّر عن إرادة العراقيين.

وقال رشيد إن هذه الانتخابات تمثل «مرحلة جديدة نحو إرساء السلام والاستقرار والتنمية»، مشيدًا بتضحيات الجيش والشرطة والحشد الشعبي والبيشمركة في حماية العملية الديمقراطية.
أجواء هادئة واستعداد لليوم العام
وحتى ظهر الأحد، أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عدم تسجيل أي خروق أمنية أو تقنية في عموم المحافظات، فيما يُتوقع أن تعلن نسبة المشاركة النهائية في الساعات المقبلة.
وسيُغلق التصويت الخاص عند الساعة السادسة مساءً، على أن تبدأ عملية فرز الأصوات إلكترونيًا ويدويًا بنسب محددة، تمهيداً ليوم الاقتراع العام المقرر، الإثنين المقبل، حيث سيتوجه ملايين العراقيين إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس النواب الجديد.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU0IA== جزيرة ام اند امز