العراق ينجو من كارثة مشابهة لـ"مرفأ بيروت" في زرباطية
مع تنبه دول الشرق الأوسط للتخلص من المواد الخطرة الموجودة في مواقع غير مهيأة لذلك نجحت السلطات العراقية في ضبط شحنة سريعة الاشتعال.
يبدو أن الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى منفذ زرباطية الحدودي مع إيران، قبل 3 أسابيع، أنقذت بلاده من كارثة تشبه إلى حد كبير انفجار مرفأ بيروت.
ومع تنبه دول الشرق الأوسط للتخلص من المواد الخطرة الموجودة في مواقع غير مهيأة لذلك، نجحت السلطات العراقية الثلاثاء في ضبط شحنة سريعة الاشتعال عند هذا المنفذ الحدودي.
وبحسب بيان لهيئة المنافذ الحدودية العراقية فإنه تم ضبط مركبتين تحملان مواد سريعة للاشتعال، في منفذ زرباطية الحدودي مع إيران، بعد بقائهما فيه أكثر من 40 يوماً، دون أوراق رسمية.
وكشفت تفاصيل العملية عن تعاون بين جهاز المخابرات والقوة المخصصة من العمليات المشتركة في منفذ زرباطية الواقع في محافظة واسط العراقية.
وتبين من التحقيقات الأولية أن المواد المخزنة في المركبتين بقيت بشكل غير مناسب وسيئ، مع عدم مراعاة حفظها بدرجة حرارة من 5 إلى 35 درجة مئوية، مما يفقدها خاصيتها ويحولها بالتالي إلى مواد سامة تؤثر على النباتات والتربة.
وفي يوليو/تموز الماضي، شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على ضرورة ضبط العمليات عند المعابر والمنافذ الحدودية.
لكن الأمر المثير أن ضبط شحنة المواد السامة هذه يأتي بعد أكثر من أسبوعين على إعفاء العميد ضياء حسين جاسم مدير منفذ زرباطية الحدودي ومعاونه من منصبيهما، وإن لم يتم الربط بين الواقعتين.
وتشتهر ناحية زرباطية بـ"ناحية الذهب"؛ حيث تقع في محافظة واسط، وهي منفذ حدودي مع إيران، وسبق أن تعرضت المدينة إلى الخراب والدمار خلال الحرب العراقية الإيرانية وكانت مسرحا للقتال ودمرت بساتينها وهدمت منازلها وهجرها السكان.
وشهد لبنان الثلاثاء قبل الماضي انفجارا هائلا ناجما عن اشتعال 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم (يعادل 1800 طن من مادة "TNT" شديدة الانفجار) في مرفأ بيروت، ما أسفر عن مقتل 171 شخصا وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين، وإلحاق الضرر بنصف العاصمة وتشريد أكثر من 300 ألف شخص.
انفجار "الثلاثاء الأسود" أطلق عليه "هيروشيما بيروت"، نظرا لفداحته وشكل سحابة الفطر التي خلفها والدمار الذي لحق به، ما شبهه كثيرون بأنه يضاهي تفجير قنبلة نووية، ما دفع دول العالم إلى الإسراع في تقديم يد العون والمساعدة للبنان والإعراب عن تضامنها معه في هذه الفاجعة التي هزت أرجاء العاصمة.
ورغم فرضية أن الانفجار كان "عرضيا" فإن ذلك لم يبرئ حزب الله اللبناني أو يخلِ مسؤوليته عن الحادث، في ظل الحديث عن أنشطته المشبوهة في مرفأ بيروت وحوادثه السابقة المرتبطة بنفس المادة المتسببة في الفاجعة، وكذلك لغز عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الكمية الهائلة من نترات الأمونيوم الموجودة منذ 2013 رغم مطالبات عدة بإعادة تصديرها والتخلص منها.