العراق يستعيد 240 مهاجرا غير شرعي من بيلاروسيا
أعلنت وزارة الخارجية العراقية، الثلاثاء، انطلاق رحلة على متنها 240 عراقياً من العالقين في بيلاروسيا وحدودها المشتركة مع ليتوانيا، لإعادتهم إلى العراق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجيّة العراقية، أحمد الصحّاف، في تغريدة على تويتر، إن "رحلة إعادة العراقيين العالقين والمسافرين في بيلاروسيا وحدودها المشتركة مع ليتوانيا تتوجه الآن إلى بغداد وعلى متنها 240 راكبا".
وشدد الصحاف على أن "الخطوط الجوية العراقية تبذل جهوداً استثنائية مع الكادر الدبلوماسي المقيم في منسك، لتقديم كافة التسهيلات اللازمة".
وكان العراق ولاتفيا وليتوانيا والاتحاد الأوروبي، أجروا مباحثات مكثفة خلال الأيام الماضية، بشأن آلاف اللاجئين العراقيين الذين يعبرون حدود بيلاروسيا إلى دول الاتحاد.
وذكرت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، الجمعة الماضي، أن وزيرها، فؤاد حسين، تلقّى عدّة اتصالات من الممثل الأعلى للسياسة والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ووزير خارجية ليتوانيا، جابريليوس لاندسبيرجيس، ووزير خارجية لاتفيا، إدجار رينكيفيتش.
وأضاف البيان، أن الحكومة "اتخذت مجموعة إجراءات من شأنها أن تحد من استغلال المسافرين إلى عدد من الدول"، رغم أن "القوانين العراقية تكفل حرية السفر للمواطن العراقي".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجيّة العراقية، أحمد الصحاف، أعلن أمس تنفيذ رحلة جوية من مينسك إلى بغداد على متنها أكثر من 80 مسافرا.
وقال الصحاف في تغريدة على تويتر، أمس الإثنين: "الخطوط الجوية ستنفذ يوم غد رحلة سيكون على متنها حسب المسجلين حتى الآن 200 شخص، وسيتم نقل جثمان المتوفى العراقي جعفر الحارس والذي قضى على الحدود البيلاروسية الليتوانية".
وفي الـ4 من الشهر الجاري، عثر حرس الحدود البيلاروسي على مهاجر عراقي مقتول في بلدة ميدينينكاي البلاروسية الحدودية مع ليتوانيا.
وأمر الرئيس البلاروسي، ألكسندر لوكاشنكو بفتح تحقيق في وفاة المهاجر العراقي والعثور كذلك على أقرباء المتوفى وإصدار تأشيرة لهم تمكنهم من دخول بيلاروسيا واستلام الجثمان، بحسب "بول بيرفوجو".
وكان الصحاف أشار في وقت سابق، إلى أن "وفد سفارة جمهورية العراق في موسكو على تواصل تام مع السلطات البيلاروسية لمعرفة كافة التطورات في المناطق الحدودية والتنسيق لإعادة من يرغب، والفريق الدبلوماسي العراقي المقيم في منسك يقوم بمنح جوازات العبور لمن فقد جواز سفره ويرغب بالعودة للوطن".
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، أن الوفد العراقي الذي وصل إلى بيلاروسيا حصل على صلاحية لمنح جوازات عبور لكل العراقيين الذين فقدو جوازاتهم لأي سببٍ كان للتمكن من العودة الطوعية إلى بغداد وبشكلٍ آمن.
وبين أن "الخطوط الجوية العراقية تعمل من خلال مكتبها في بيلاروسيا على تسجيل أعداد العراقيين الراغبين في العودة"، موضحاً أن "الأمر يتعلق بالهجرة غير الشرعية، حيث وقع عدد من العراقيين ضحية الاتجار بالبشر من خلال تهريبهم عبر دول أوروبية".
وعن موقفهم القانوني، أكد المتحدث الرسمي باسم الخارجية العراقية، أنهم "دخلوا إلى بيلاروسيا بفيزا سياحية ممنوحة بشكل أصولي، وذلك يعني دخولهم إلى بيلاروسيا بطابع رسمي سياحي، ولذلك لم يتقبل الجانب البيلاروسي توصيفهم كلاجئين كونهم جاؤوا بصفة سياح".
ودعا الصحاف، المواطنين العراقيين إلى العودة طواعية للوطن والحصول على جوازات العبور بشكل عاجل والاستعانة بمكاتب الخطوط الجوية العراقية للعودة، حتى يتجنب الجميع الوقوع في شباك تجار البشر.
وفي وقت سابق، قالت مستشارية الأمن القومي العراقي، في بيان ردًا على طلب الاتحاد الأوروبي بخصوص وصول مهاجرين بشكل غير قانوني إلى ليتوانيا، إن: "العراق لا يشجع مواطنيه على الهجرة، ولكن بعض السياح العراقيين يتم التغرير بهم من قبل عصابات الهجرة غير الشرعية ويقررون الهجرة".
وشهدت ليتوانيا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي، تدفقا لمهاجرين أغلبهم من العراق، خلال الأشهر القليلة الماضية.
واتهمت الحكومة الليتوانية رئيس بيلاروسيا، أليكسندر لوكاشينكو، بتشجيع تدفق المهاجرين، ردا على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي بحق بلاده، بعد تحويل مسار طائرة ركاب لاعتقال صحفي منشق كان على متنها.
ورد لوكاشينكو الخميس الماضي، بإصدار أوامر لأجهزة الدفاع والأمن "بإغلاق كل متر من الحدود" كي لا يتمكن أي مهاجر قادم من ليتوانيا من العودة إلى بيلاروسيا.
ومنذ بداية العام الحالي، بلغ عدد المهاجرين الذين دخلوا ليتوانيا عبر جمهورية بيلاروسيا أكثر من 4000 شخص، غالبيتهم من العراقيين، بينهم عدد كبير من الكرد.
وذكر بعض المهاجرين في تصريحات لوسائل إعلام أوربية، أن هناك 3500 مهاجر داخل المخيمات في ليتوانيا، توجهوا من مطاري أربيل والسليمانية الدولييّن إلى بيلاروسيا بصفة سائحين وانتقلوا من ثم إلى ليتوانيا بطريقة غير شرعيّة، ومع وصولهم خضعوا للحجر الصحي لمدة 14 يوماً.
ويعيش بعض المهاجرين الكرد في مخيم بابرادي في ليتوانيا، وهم يواجهون ظروف معيشية ونفسية سيئة.
وأكدت مسؤولة مكتب منظمة الهجرة الدولية في ليتوانيا، يوفيتا سانداتي، أن عدد المهاجرين إلى البلاد يزيد بشكل سريع، خصوصاً في الأسابيع الماضية، مبيّنة أن المنظمة تضع أمام أولئك المهاجرين خيار العودة إلى بلادهم بشكل طوعي.