العراق وعام على هزيمة داعش.. احتفالات وتحديات
انتهت 3 سنوات من الحرب الدامية في ديسمبر/كانون الأول 2017، بإعلان الحكومة في بغداد "النصر" على تنظيم داعش الإرهابي ودحره من البلاد.
يحيي العراق، اليوم الإثنين، الذكرى الأولى لـتحرير البلاد من تنظيم داعش الإرهابي، مع تعهد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى مناطقهم.
وبعد عام على إعلان العراق انتصاره على تنظيم داعش الإرهابي تجد البلاد نفسها في مهب التنافس السياسي الذي أهملته في أيام الحرب، وأمام تحديات عدة ليس آخرها عجزا في الحلول الاجتماعية والاتفاق على حكومة.
- أمريكا تحذر مواطنيها من السفر إلى العراق في ذكرى النصر على داعش
- رئيس العراق: نجحنا بدحر داعش والبلاد بحاجة لإصلاحات اقتصادية
وتوقفت شوارع بغداد كباقي محافظات العراق، ظهر الإثنين، عن الحركة في دقيقة صمت إجلالا لشهداء العراق الذين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم في سبيل داعش، وخاضوا معركة تعد من أصعب العمليات العسكرية، وفق السومرية نيوز.
كان المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي أعلن، في بيان، مباركته لأبناء الشعب العراقي الذكرى الأولى للانتصار على عصابات داعش الإرهابية.
كما دعا إلى إطلاق الألعاب النارية والاحتفالات العامة، مساء الإثنين في عموم البلاد، ورفع الأعلام العراقية فوق المؤسسات والبيوت والشوارع والسيارات.
منذ نحو 40 عاما، لم يعرف العراق إلا الحرب، بدءا من الحرب مع إيران (1980-1988) إلى غزو الكويت وتبعاته (1990-1991) مرورا بالحصار الدولي والغزو الأمريكي للبلاد (2003-2011)، وصولا إلى الحرب الأهلية وبعدها دخول تنظيم داعش الإرهابي وسيطرته على ما يقارب ثلث مساحة العراق في 2014.
وانتهت 3 سنوات من الحرب الدامية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بإعلان بغداد "النصر" على التنظيم الإرهابي ودحره من البلاد.
وقال الباحث في معهد "شاتام هاوس" ريناد منصور: "هذه ليست المرة الأولى التي يحقق فيها العراق نصرا عسكريا. هناك مهمات عدة أنجزت سابقا. لكن النصر الأكثر تحديا اليوم هو النصر السياسي الذي لطالما تم تأجيله".
وأضاف منصور أن "أحدا لم يكن فعلا مستعدا لإيجاد حل سياسي. كانوا يعالجون الأعراض وليس جذور المشكلة".
بدوره قال المحلل السياسي العراقي جاسم حنون إنه في يوم "الانتصار على داعش"، دخل العراق عصر ما بعد الإرهابيين، وشهدت البلاد انتخابات تشريعية في مايو/أيار الماضي شابتها شكوك وطعون، وانتهت بإعادة فرز يدوي أنتج برلمانا جديدا مشتتا.
وأضاف حنون أن العراق يعيش، من حينها، مرحلة انتقالية وعدم استقرار سياسي وانعدام رؤية واضحة لإدارة البلد، وفق ما يضيف حنون.
نصف حكومة
بعد 5 أشهر من الانتخابات، تم تكليف عادل عبد المهدي تشكيل حكومة قبل بداية نوفمبر/تشرين الثاني.
لكن رئيس الوزراء الجديد الذي يعد من الشخصيات التوافقية النادرة في البلاد ويتعرض لضغوط الولايات المتحدة وإيران، لم يتمكن من تقديم إلا 14 وزيرا من حكومته، لأنه واجه معارضة عدد من أعضاء البرلمان لبعض مرشحيه، وخصوصا لحقيبتي الداخلية والدفاع الأساسيتين.
وأكد مصدر مقرب من الحكومة إن هناك "حلا قريبا لأن الأمر يتعلق بتصفية حسابات سياسية أكثر منه فترة انتقالية".
كما يواجه رئيس الوزراء تحديا هائلا في إعادة إعمار بلد دمرته معارك طرد الإرهابيين على مدى 3 سنوات.
1,8 مليون نازح
وقال ريناد منصور: "بعد الانتصار على داعش، كان الناس يتطلعون إلى حياة أفضل، كان هناك أمل، هم نفسهم بدأوا اليوم يتساءلون عما إذا كانت هذه النخبة السياسية قادرة أو حتى مستعدة للتعامل مع جذور المشكلة".
ولا يزال "أكثر من 1,8 مليون عراقي نازحين في جميع أنحاء البلاد، و حوالي 8 ملايين شخص بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية"، وفق تقرير صادر عن المجلس النروجي للاجئين.
وأشار التقرير إلى أن منازل أكثر من نصف النازحين تضررت أو تدمرت بالكامل، منها موجودة في مدن لا تزال تحت الأنقاض بكاملها مثل الموصل وسنجار.
وسيكون على سلطات بغداد أيضا معالجة آثار الاحتجاجات التي تصاعدت وشهدت أعمال عنف في بعض الأحيان، في بلد يحتل المرتبة 12 ضمن لائحة الدول الأكثر فسادا في العالم، للمطالبة بالخدمات العامة بينها معالجة البطالة والكهرباء.
ويخوض العراق مفاوضات مع شركتي "جنرال إلكتريك" الأمريكية و"سيمنز" الألمانية لإعادة شبكة الكهرباء التي ستتأثر بالعقوبات الأمريكية على طهران، المورد الرئيسي، رغم فترة السماح الأمريكية للعراق.
ويشهد العراق تراجعا ملحوظا في العنف، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عام، إذ كان نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الأقل من الضحايا المدنيين لأعمال العنف منذ 6 سنوات في العراق، بحسب الأمم المتحدة، وأقل من نصف عدد الضحايا في الشهر نفسه من 2017.
aXA6IDE4LjIxOC4xNjkuNTAg جزيرة ام اند امز