تعرف أيضا بـ"المنطقة الدولية"، وتعتبر أكثر المناطق تحصينا في العاصمة العراقية، وتربض على الضفة الغربية لنهر دجلة في جانب الكرخ.
"المنطقة الخضراء"؛ المصطلح الذي تداوله الأمريكيون بعد احتلال العراق عام 2003، تحول لاحقا إلى رمز لبغداد، وإشارة إلى تلك القلعة المحصنة التي تضم مقر بعثة الأمم المتحدة ومكاتبها إلى جانب سفارات دول كبرى أهمها الولايات المتحدة وبريطانيا.
تمتد حدودها من حي القادسية وحي الكندي غربا، وجسر الجمهورية ومتنزه الزوراء شمالا، ويحتضنها نهر دجلة من الشرق والجنوب، إضافة إلى جزء كبير من منتزه وساحة الاحتفالات الكبرى.
لكن ورغم أن العراقيين لطالموا نظروا إلى تلك المنطقة على أنها "جنة منعزلة"، إلا أن تواتر الأحداث جردها، في أكثر من مرة، من هالتها، وجعلها بمرمى النيران والغضب.
واليوم السبت، اقتحم محتجون موالون للزعيم الشيعي مقتدى الصدر مبنى البرلمان للمرة الثانية خلال 3 أيام.
وقال مصدر أمني عراقي إن أنصار التيار الصدر دخلوا المنطقة الخضراء المحصنة، كما أظهرت مقاطع مصورة أنصار الصدر داخل أروقة مجلس النواب العراقي.
وتحرك أنصار التيار الصدري عند أسوار المنطقة الرئاسية ببغداد، احتجاجاً على الأوضاع السياسية الجارية ورفضاً لتسمية أحزاب "الإطار التنسيقي" تسمية محمد شياع السوداني، مرشحا لرئاسة الوزراء.
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يصل فيها محتجون غاضبون إلى داخل المنطقة المحصنة، بل شهدت تظاهرات نددت بنتائج انتخابات أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأدت لاقتحامها وسط اشتباكات واسعة أسفرت عن ضحايا.
كما استهدفت المنطقة بالسنوات الأخيرة، وبشكل متكرر، بعمليات قصف، إضافة إلى محاولات مليشيات موالية لإيران اقتحامها وتطويق مقر الحكومة.
"الجنة المنعزلة"
على مساحة نحو 10 كيلومترات تمتد المنطقة الخضراء في بغداد؛ وقد حصلت على اسمها إبان الغزو الأمريكي، في أبريل/نيسان 2003، حين سيطرت عليها القوات الأمريكية، وجعلت منها منطقة شديدة التحصين، بعد أن طوّقتها بحواجز أسمنتية ووحدات مراقبة خاصة، ومنعت العراقيين من دخولها إلا بتصاريح أمنية خاصة.
وبحصولها على اسمها الجديد حينها، تخلت المنطقة عن اسمها القديم الذي كانت تتخذه في عهد صدام حسين، ففي تلك الفترة كان يطلق عليها اسم "كرادة مريم"، وكانت عبارة عن منطقة سكنية لأعضاء الحكومة العراقية، والعديد من الوزارات، وضمت قصورا لصدام حسين وأبنائه.
وحافظت المنطقة حتى سنوات خلت على تحصينها، وبدت شبيهة بـ"الجنة المنعزلة" التي لا يعرف العراقيون عنها شيئا، فهي الواحة الآمنة التي تحتضن المؤسسات والمقار الحساسة، الحكومية كما البعثات الدبلوماسية.
لكن أمواج الفوضى العاتية التي عصفت بالعراق دفعت بالمنطقة إلى مرمى نيران القصف من خلال سلسلة من التفجيرات وعمليات القصف الصاروخي من جماعات مسلّحة رغم كونها المنطقة الأكثر أمنا مقارنة بباقي المناطق في العراق.
والعام الماضي، استهدفت المنطقة بواسطة 10 صواريخ ومسيرتين، وفيها أيضا نجا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من محاولة اغتيال إثر هجوم بطائرات مسيرة على منزله.