الوحدة 400 بفيلق القدس.. ذراع إيران لتنفيذ الاغتيالات في العراق
مسؤول أمني عراقي يكشف عن ضلوع الوحدة 400 في فيلق القدس الإيراني في تنفيذ الاغتيالات بالعراق بعد وصول العمليات إلى ذروتها مؤخرا
وصلت الاغتيالات إلى ذروتها في العراق مؤخرا، خاصة في مدينة البصرة المنتفضة ضد التدخلات الإيرانية، في الوقت الذي كشف فيه مسؤول أمني عراقي عن ضلوع الوحدة 400 بفيلق القدس الإيراني في تنفيذ عمليات الاغتيال.
وكشف مسؤول أمني عراقي لـ"العين الإخبارية" عن أن "فيلق القدس ووزارة الاطلاعات الإيرانية شكلتا وحدة من عناصر المليشيات الإيرانية في العراق مهمتها اغتيال الناشطين والصحفيين وتصفية الضباط الوطنيين والشخصيات الثقافية والفنية العراقية التي تعدها طهران خطرا على نفوذها".
وشهدت بغداد الأسبوع الماضي مقتل وصيفة ملكة جمال العراق السابقة تارة فارس بـ3 طلقات نارية في سيارتها بمنطقة كمب سارة.
وتأتي عملية اغتيال تارة فارس ضمن سلسلة اغتيالات استهدفت نساء ناشطات، ففي أغسطس/آب الماضي لقيت مديرتا أبرز مركزي تجميل في بغداد حتفيهما، الأولى هي الدكتورة رفيف الياسري، صاحبة مركز باربي، والأخرى هي رشا الحسن، صاحبة مركز فيولا.
الوحدة 400.. ذراع عبداللهيان وسليماني
في حديثه إلى "العين الإخبارية"، قال مسؤول أمني عراقي، فضل عدم ذكر اسمه خشية تعرضه للتصفية على يد المليشيات الإيرانية، إن "هناك وجودا مكثفا لضباط فيلق القدس في العراق، خصوصا الوحدة ٤٠٠ المسؤولة عن الاغتيالات والمهمات الإرهابية الخاصة خارج الحدود الإيرانية".
ولفت إلى أن "الوحدة ٤٠٠ يقودها العقيد حامد عبداللهيان الذي كان قائدا لمليشيا الحرس الثوري في إقليم بلوشستان شرق إيران، ويرافق عبداللهيان الإرهابي قاسم سليماني في غالبية جولاته في العراق وسوريا واليمن"، مبينا أن "الوحدة تنفذ خطة سليماني لتصفية الشخصيات العراقية المناهضة للمشروع الإيراني؛ كي تتمكن طهران من فرض نظام ولاية الفقيه على العراق بشكل كامل".
اغتيالات واعتقالات
ولم يكن موت 7 من قادة وضباط جهاز مكافحة الإرهاب في العراق (اللواء فاضل برواري، والمقدم عامر رمضان، والعميد عبدالأمير الخزرجي، والنقيب عقيل غانم الزيرجاوي، والرائد فؤاد الربيعي، والرائد فراس البلداوي، والعقيد رعد سحاب جاسم النداوي) خلال سبتمبر/أيلول الماضي بشكل متتالٍ حالات وفاة طبيعية، فمعلومات المسؤول الأمني تشير إلى أنهم "قتلوا جميعا".
وأضاف أن "أسباب وفاتهم جميعا سجلت في خانة السكتة القلبية والمرض والانتحار وحوادث السيارات"، مؤكدا أن "الوحدة ٤٠٠ الإيرانية هي التي اغتالتهم بالتنسيق مع المليشيات، وبأمر من سليماني كجزء من الحرب التي تخوضها طهران ضد الولايات المتحدة وحلفائها في العراق وفي المنطقة"، في إشارة منه إلى دور جهاز مكافحة الإرهاب في العراق الذي "يعد واحداً من بين أقوى الأجهزة الأمنية في المنطقة، ويتألف من ضباط غير تابعين لإيران ومليشياتها، وتشرف القوات الأمريكية على تدريب أفراد هذه القوة وتسليحهم بأحدث الأسلحة، وقد أدى الجهاز دورا بارزا في معارك تحرير الموصل والمدن العراقية الأخرى من تنظيم داعش".
وتابع: "الوحدة ٤٠٠ نفذت عمليات اغتيال الناشطين في البصرة خلال المظاهرات التي شهدتها المدينة، وبعد المظاهرات أيضا"، موضحا: "عقب إحراق المتظاهرين للقنصلية الإيرانية ومقرات الأحزاب والمليشيات التابعة لإيران في البصرة، شن فيلق القدس وعناصر الاطلاعات الإيرانية بالتنسيق مع مسلحي المليشيات حملة اعتقالات واسعة لا تزال مستمرة وطالت العشرات من شباب البصرة وناشطيها الذين تم نقلهم فورا إلى إيران ليزج بهم في سجون الاطلاعات التي تحقق معهم ولا يزال مصيرهم مجهولا".
تاريخ إيران الدموي
الاغتيالات التي يشهدها العراق اليوم هي نسخة من الحملات الدموية التي يواصل نظام ولاية الفقيه شنها ضد الإيرانيين وشعوب المنطقة منذ تولي الخميني الحكم عام ١٩٧٩ وهي مستمرة حتى الآن بقيادة خليفته علي خامنئي.
ووفقا لمراقبين، فالنظام الإيراني يعد الصحفيين والمثقفين والناشطين والفنانين والرموز الوطنيين في العالم بشكل عام وفي الشرق الأوسط خاصة جزءا من الغزو الثقافي الأمريكي، ولأنه نظام إرهابي يلجأ إلى تنفيذ عمليات اغتيال وتصفية في صفوف هذه الفئات التي تشكل خطرا على المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة.
تعذيب المعتقلين
بدوره، قال حيدر الساعدي، أحد قادة المظاهرات في البصرة لـ"العين الإخبارية"، إن "المليشيات الإيرانية تواصل اغتيال الناشطين والمشاركين في المظاهرات، فخلال الشهر الماضي اغتالت المليشيات في البصرة فقط ٧ أشخاص من ضمنهم الناشطة سعاد العلي، إضافة إلى عمليات اعتقال الشباب بحجج مختلفة لبث الرعب في قلب سكان المدينة".
وشهدت البصرة خلال الأشهر الماضية إلى جانب عمليات الاغتيال 3 حملات واسعة لاعتقال الناشطين والصحفيين والمدونين والمشاركين في المظاهرات نفذتها قيادة عمليات البصرة والمليشيات الإيرانية بالتنسيق مع مليشيات فيلق القدس، تعرض خلالها المعتقلون الذين وصلت أعدادهم إلى نحو 1000 لجميع أنواع التعذيب، وأُجبروا على الاعتراف بتنفيذ عمليات وجرائم لم ينفذوها.
وسلط كاظم السهلاني، المتحدث باسم الحراك المدني في البصرة، الضوء على حملة الاعتقالات المتواصلة حاليا في المدينة، متحدثا أن "هناك مذكرات إلقاء قبض على بعض الناشطين البارزين واتهامات لبعض رؤساء الأحزاب بإحراقهم المقار الحزبية".
بينما كشف الناشط المدني علي المعلم عن "تشكيل خلية أمنية مشتركة من مليشيات الأحزاب و(خلية الصقور)، التابعة لوزارة الداخلية العراقية في البصرة بعد أحداث حرق مقار الأحزاب والقنصلية الإيرانية".
وذكر المعلم لـ"العين الإخبارية" أن "هذه الخلية جمعت أسماء الأشخاص المشاركين في المظاهرات والداعمين لها حتى ولو بمنشور على صفحات التواصل الاجتماعي؛ ومن ثم أدرجت أسمائهم في لوائح خاصة وبدأت بتنفيذ تحري واعتقالات ومداهمات لمنازلهم فجرا، وحتى الآن لم يطلق سراح المعتقلين وهناك مماطلة في إجراءات المحاكمة".
وأشار إلى أن الاغتيالات التي تحدث في البصرة، وموجات التحريض ضد الناشطين والمتظاهرين، أسفرت عن هروب عدد من الناشطين إلى خارج المدينة، بينما لا يخرج الآخرون من بيوتهم خوفا من تعرضهم للاغتيال.
مؤسسات الإرهاب
ويسيطر فيلق القدس والاطلاعات الإيرانية على مفاصل الدولة العراقية، عبر عديد من المؤسسات الاستخباراتية التي تنفذ عملياتها تحت غطاء الشركات التجارية والمؤسسات الخيرية.
وتنفذ هذه المؤسسات العمليات الإرهابية والاغتيالات إلى جانب تجنيد الشباب في العراق، ومنها "مؤسسة الإمام السجاد في كربلاء، ومؤسسة الإمام المهدي في بغداد، ومؤسسة المدينة المنورة في بغداد وأفرعها في المدن العراقية الأخرى، وشركة الرافدين للسياحة والسفر".
كما تضم قائمة المؤسسات المذكورة "مصرف ملي ومؤسسة الكوثر والهلال الأحمر الإيراني ولجنة الإمام للإغاثة ومركز الخميني الثقافي والرياضي في كركوك ومؤسسة إعادة إعمار بناء العتبات المقدسة، ومؤسسة بارسيان الخضراء، ومنظمة الحوار الإنساني الإسلامي التي يديرها رجل الدين الشيعي جلال الدين الصغير، ومؤسسة النخيل التابعة لمليشيا حزب الله العراق".
وجميع هذه المؤسسات تدار من قبل قائد فيلق القدس الإرهابي قاسم سليماني والمليشيات الموالية لإيران، وخاصة مليشيا بدر والعصائب وحزب الله العراق والنجباء وسيد الشهداء وكتائب الإمام علي والخراساني.
وأشارت مصادر عراقية مطلعة لـ"العين الإخبارية" إلى أن المؤسسات المذكورة تؤدي دورا كبيرا في تنفيذ وتسهيل عمليات التصفية التي تنفذها طهران ضد الرافضين لسياساتها التخريبية في العراق.