خلايا نائمة لداعش على حدود بغداد.. والعمليات المشتركة: لا عودة للتنظيم
رغم فقدان داعش القدرة العسكرية على السيطرة على الأراضي واجتياح المدن إلا أن التنظيم ما زال قادراً على تنفيذ عمليات كر وفر
تضغط العمليات الإرهابية المتكررة التي يشنها مسلحو تنظيم داعش على الأجهزة الأمنية في إعادة وضع الخطط ومتابعة الثغرات التي تستغلها "الخلايا النائمة"، في إعادة إنتاج الحواضن وتنشيط هجماتها.
ورغم فقدان داعش القدرة العسكرية على السيطرة على الأراضي واجتياح المدن على غرار ما حدث في يونيو/حزيران 2014، إلا أن التنظيم ما زال قادراً على تنفيذ عمليات كر وفر في العديد من الأماكن سواء في مناطق حدودية أو عند مداخل المدن.
ودفعت الهجمات الأخيرة التي شهدتها مناطق شمالي العاصمة بغداد، إلى إعلان حالة التأهب وضرب ناقوس الخطر.
وشهدت منطقة الطارمية الأسبوع الماضي، هجمات أسفرت عن وقوع عدد من الضحايا بينها ضابط رفيع المستوى.
تلك الأحداث وتداعيات خطورة ما حدث في الطارمية، اضطرت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى إجراء زيارة عاجلة إلى المنطقة، التقى فيها عددا من المسؤولين والأهالي، محذراً من "دعاة الفتنة والطائفية".
وشكلت مناطق حزام بغداد من الجهة الشمالية والغربية، في السنوات الماضية، مواضع تهديد لأمن العاصمة ومطبخاً خلفياً لتنظيم داعش لشن العديد من الهجمات.
ونفذت القوات الأمنية عمليات تطهير وتفتيش واسعة للقضاء على حواضن التنظيم وملاحقة الخلايا النائمة، في أعقاب الحرب على التنظيم قبل 6 سنوات.
وتسهم التضاريس الجغرافية للمدن القريبة من بغداد، في تسهيل عودة إنتاج الحاضنات الداعشية وتصاعد عمل الخلايا النائمة.
ويشير المحلل الأمني رحيم الشمري إلى أن "كثرة البساتين وتداخل الأنهار وطول المبازل، هيأت البيئة الآمنة لصناعة الأوكار والمخابئ لعناصر التنظيم".
ويضيف رحيم الشمري في حديث لـ"العين الاخبارية"، أن "تحركات التنظيم في خلق الحواضن ونشر خلاياه النائمة عمل خاضع للتخطيط والتحضير والدراية العسكرية والأمنية وهو بطبيعته يبحث عن أرض رخوة لاستخدامها كقواعد لإعادة إنتاج نفسه مجدداً".
من جهته، عزا مهدي أمرلي أسباب عودة نشاط الخلايا النائمة في مناطق حزام بغداد إلى "تراخي الجهد الاستخباري والمعلوماتي في رصد المعلومات المتعلقة بعودة المواطنين إلى أماكن سكناهم".
ولم تسمح القوات الأمنية بعودة العديد من الأهالي النازحين من مناطقهم الساخنة جراء المواجهات إبان مرحلة تحرير العراق من تنظيم داعش، إلا بعد عمليات تدقيق لأسماء وعناوين الأهالي خشية تسلل عناصر إرهابية بين تلك العوائل بذريعة العودة.
وحذر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، في حديث تابعته "العين الإخبارية"، من عودة نشاط الخلايا الإرهابية وتصاعد وتيرة الهجمات"، مشدداً على "تشكيل غرفة عمليات موحدة لدفع الخطر عن العاصمة بغداد".
فيما طمأنت قيادة العمليات المشتركة في وقت سابق، أهالي العاصمة بشأن تطورات المشهد الأمني وخطر تنظيم داعش، مؤكدة أن "بغداد مؤمنة، ولدينا إمكانيات وقدرات وقوات كافية".
وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي ، في تصريح تابعته "العين الاخبارية"، إن "المعلومات الاستخبارية أكدت أنه نتيجة العمليات السابقة من أبطال العراق المرحلة الثانية والثالثة، التي بدأت في كركوك وشمال ديالى وشرق صلاح الدين وسامراء أدت الى هروب بعض الإرهابيين إلى مناطق شمال بغداد".
ولفت إلى أن"هذه المناطق نوعاً ما تكون جغرافياً صعبة لكثرة الأشجار، لذلك يحاول الإرهابيون الاختباء وتحصين أنفسهم ،ومن ثم تنفيذ عمليات إرهابية".
وأعلنت العمليات المشتركة في الـ12 من فبراير/شباط الماضي، انطلاق عمليات "أبطال العراق"، من 5 محاور ، باشتراك قيادة القوات البرية وقيادة عمليات بغداد وقيادة حرس الحدود، لتأمين الحدود العراقية مع سوريا والأردن ومطارد بقايا تنظيم داعش.
ونفذ مسلحو داعش الكثير من الهجمات على الرغم من انتهاء العمليات العسكرية ضد التنظيم وإعلان الانتصار عليه قبل عامين، وكثفوا أغلبها في المناطق الحدودية والصحراوية ضمن المناطق الشمالية والغربية من البلاد .
واستغل تنظيم داعش، تأزم الأوضاع السياسية التي شهدها العراق والتي أجبرت حكومة عادل عبد المهدي إلى تقديم استقالته العام الماضي فضلاً عن الظروف الاقتصادية والأزمة المالية التي تضرب خزائن بغداد بحسب مراقبين.
وكان مسؤول محلي لأحد المناطق التي اجتاحها داعش سابقاً في محافظة صلاح الدين، حذر من "تنامي خلايا التنظيم وتهديدها الكبير لمناطق جنوب تكريت".
ولفت إلى استغلال الارهابيين حالة "الأزمات السياسية وتداخل المهام بين التشكيلات الأمنية".
ودعا مدير ناحية دجلة (مكيشيفة)، جنوبي صلاح الدين، برهان محمد إلى "إعادة انتشار القوات الامنية والحشد الشعبي وارسال تعزيزات اضافية لاحتواء خطر داعش الإرهابي في المناطق الوعرة والزراعية الواسعة".
وأسفرت تفاهمات وتبادل للزيارات مؤخراً بين بغداد وأربيل، عن التوصل إلى اتفاق أمني لإدارة المناطق الواقعة بين حدود كردستان والمحافظات التابعة للحكومة الاتحادية التي يستغلها التنظيم كحواضن ومنطلقات لشن الهجمات بين الحين والآخر".
وعجلت التهديدات الإرهابية لتنظيمات داعش وتكرار الهجمات على "المناطق الحدودية الرخوة"، بتوصل القوات الاتحادية والبيشمركة (حرس الإقليم )، إلى تفاهمات مشتركة أمنية لشغل الفراغ العسكري ضمن اجتماع عقد في أربيل وحضره التحالف الدولي مطلع الأسبوع الماضي.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوة أمنية، الجمعة، 3 عناصر من تنظيم داعش الإرهابي في محافظة كركوك شمال العاصمة بغداد، فيما عثرت على كمية من العتاد ضمن عبوات ناسفة ومقذوفات حربية.
وذكرت وكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية، في بيان حصلت "العين الاخبارية"، على نسخة منه، أن "مفارز وكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية ألقت القبض على 3 إرهابيين بمناطق متفرقة في كركوك مطلوبين وفق أحكام المادة 4 إرهاب لانتمائهم لعصابات داعش الإرهابية".
وأشار البيان، إلى "ضبط كمية من مخلفات داعش الإرهابية في جزيرة مكيشيفة، جنوب تكريت، يحتوي على 31 عبوة قمعية و31 مسطرة و34 مقذوف حربي متنوع وعبوة ناسفة على شكل جليكان 20 لتراً ".
ورغم انتهاء العمليات العسكرية وإعلان النصر النهائي على التنظيم منذ نحو عامين، غير أن داعش مازال قادراً على شن الهجمات بين الحين والآخر.