محللون أمنيون: تحرير العراق لا يعني نهاية داعش
الاستخبارات العراقية وثقت ظهور حركة إرهابية عنيفة جديدة في البلاد التي عانت من هجمات شنتها فصائل إرهابية على مدار 15 عاما.
أعلن العراق رسميا انتهاء الحرب على تنظيم داعش الإرهابي بعد استعادة آخر الأراضي التي كان يسيطر عليها، بعد أكثر من 3 سنوات على اجتياح أفراد التنظيم لثلث العراق وإلقاء الجزء الأكبر منها في حالة فوضى، إلا أن خبراء ومحللين حذروا من أن ذلك لا يعني نهاية التنظيم.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن ثمن هذا النصر كان باهظًا، فمساحات كبيرة من البلاد تدمرت، وقتل آلاف المدنيين والجنود، وتشرد الكثير من السكان.
وعلى الرغم من خسائر التنظيم خلال الأشهر الأخيرة وخسارته عاصمته في الرقة السورية ومعقله في الموصل العراقية، إلا أنه لم يكن قد أبيد كاملًا.
ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: رغم هذا النصر إلا أن محللين أمنيين وقادة عسكريين حذروا من أن انتهاء المناورات العسكرية واسعة النطاق لا تعني نهاية تهديد تنظيم داعش.
وقال حسين علاوي، أستاذ الأمن القومي بجامعة النهرين في بغداد، إن من بين التحديات العاجلة التي يواجهها المسؤولون الآن لضمان الأمن والاستقرار خطط إعادة بناء مدن مثل الموصل، التي تدمرت خلال القتال، إلى جانب برامج المصالحة بين المجتمعات السنية والشيعية في العراق.
وأكد علاوي أن المعركة ضد داعش انتهت، لكن الحرب لم تنتهِ.
وأوضح حاكم الزاملي -الذي يرأس لجة الدفاع والأمن بالبرلمان- أن حوالي 20 ألفاً من مؤيدي داعش باقون في البلاد، مختبئين بين مجموعات كبيرة من الأناس المشردين، أو في مناطق بعيدة من الصحراء الغربية.
وخلال الأسابيع الأخيرة وثقت الاستخبارات العراقية ومسؤولون ظهور حركة إرهابية عنيفة جديدة في البلاد، التي عانت من هجمات شنتها عدة فصائل إرهابية على مدار 15 عاماً الماضية.
ونبه الزاملي ومسؤولون عسكريون إلى أنه يجب على العراق تخصيص مصادر استخباراتية واسعة النطاق لإيجاد هؤلاء المتطرفين وتعقبهم، مشيراً إلى أن الدعم العسكري المتواصل من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة كان ضرورياً لهذه المهمة المتواصلة.
وأشار مسؤول أمني بالحكومة العراقية إلى أن الجزء الصعب من المعركة العسكرية ضد داعش انتهى، لكن المعركة نفسها لم تنتهِ مع استمرار وجود الإرهاب وخلاياه النائمة، مشيراً إلى أن المعركة القادمة ستكون في ملعب الاستخبارات.
كما أكد واثق الهاشمي، رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، أن العراق لا يزال في حاجة إلى تعاون استخباراتي مع التحالف الدولي والدول المجاورة؛ لأن هناك كثيرا من الأماكن أمام تنظيم داعش للاختباء فيها.
وأشار الهاشمي إلى أن "قادة داعش الآن متواجدون بدول مختلفة من العالم".
كان رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي قد أعلن، السبت، نهاية الحرب على داعش مع انتصار القوات على التنظيم في معارك الصحراء الغربية.
وقال العبادي، في كلمة له بمؤتمر الإعلام العربي: "أزف بشرى لجميع العراقيين، القوات انتهت من تطهير منطقة الجزيرة من داعش، وسيطرت على الحدود مع سوريا".
aXA6IDMuMTQ3LjYyLjUg جزيرة ام اند امز