العراق.. نهاية داعش وبداية صراع نفوذ أمريكا وإيران
التواجد الإيراني داخل العراق قنبلة موقوتة، فبين التقسيم الطائفي والرفض الشعبي يجد العراقيون أنفسهم أمام خطر خسارة بلادهم
"محاولات إيرانية للصعود داخل العراق" كان عنوان تقرير خاص قامت به شبكة بي بي إس الأمريكية حول محاولات توغل إيران في المناطق الشيعية العراقية، ببث سموم التطرف بين أبناء البلد الواحد، في محاولة لفرض مصالحها على المنطقة.
- لجنة تحقيق أممية تكشف عن دلائل لصواريخ إيرانية في اليمن
- قضاة عراقيون: إيران مصدر رئيسي للمخدرات في بغداد
هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في الموصل كشفت عن محاولات مستمرة لنظام الملالي وضع موطئ قدم داخل العراق، وذلك عبر مليشيات الحشد الشعبي التي تعد أحد أوجه إيران في المنطقة، إلا أن الولايات المتحدة تحاول وقف هذا المد بالعمل مع الحكومة العراقية، وذلك عبر توعية المسؤولين العراقيين بشأن أخطار التوغل الإيراني في بلادهم.
وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قال إن المليشيات الإيرانية متواجدة داخل العراق، لكن مع هزيمة داعش، لابد لتلك المليشيات إما نزع سلاحها أو الخروج من العراق إلى الأبد.
وأكد رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، مايك بومبيو، أنه أرسل رسالة لقاسم سليماني، قائد سرايا القدس بالحرس الثوري الإيراني، مفادها أن الإدارة الأمريكية ستحمله هو، ونظامه الملالي، المسؤولية تجاه أي هجمات ضد المصالح الأمريكية في العراق من قبل المليشيات أو القوات التابعة لقاسمي.
وشدد بومبيو أن تلك الرسالة تأكيد على أن طهران لابد أن تعي أن الولايات المتحدة "سترد بشكل فوري" على أي مساس بالمصالح الأمريكية في العراق أو في أي مكان آخر في الشرق الأوسط.
إلا أن العراقيين بدؤوا يضيقون ذرعا بالتواجد الإيراني داخل بلادهم، حيث يقول علي العامي، أحد أصحاب متاجر التجزئة في بغداد، إن موقع العراق إستراتيجي في المنطقة، مما يجعله مطمعا لإيران منذ قديم الأزل.
وأضاف أن الإيرانيين، أو نظام الملالي تحديدا، يحاولون رسم صورة للعراقيين أنهم هنا في العراق لمصلحة العراقيين، إلا أنه وعددا كبيرا من العراقيين يعلمون أنهم أتوا إلى بلادهم لمصلحة الملالي وليس العراق.
ويؤكد السياسي العراقي مثنى أمين نادر أن تواجد إيران داخل العراق قد يتحول إلى حرب بالوكالة بين كل من الولايات المتحدة وإيران.
وشدد نادر على أن الشعب العراقي هو المتضرر الأول من التواجد الإيراني في العراق، حيث يدفع العراقيون ثمنا باهظا بسبب الانشقاقات الطائفية التي تنفخ في نارها إيران والتي ستؤدي في النهاية إلى دمار العراق، وأضاف قائلا "نحن لا نريد دعمهم، نحن نريد أن يبتعدوا عنا".