"قنديل خط أحمر".. مظاهرات غاضبة بشمال العراق ضد انتهاكات أردوغان
وغارات جوية تركية تقتل 15 كرديا
المتظاهرون رددوا هتافات منددة بأردوغان وانتهاكاته المتواصلة، في حين شن الطيران الحربي التركي ضربات جوية قتلت 15 كرديا.
احتشد المئات من الأكراد عند سفح جبل قنديل بشمال العراق، للتنديد بقصف وتوغل نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي طال منطقة قنديل، التي يتمركز بها مقاتلو حزب العمال الكردستاني.
وردد المتظاهرون، من عناصر ومؤيدي حزب العمال الكردستاني، وناشطون من المجتمع المدني، الجمعة، هتافات منددة بأردوغان وانتهاكاته المتواصلة، منددين بالقصف التركي وتهديدات أنقرة باجتياح عسكري لملاحقة الحزب وعناصره.
وفي حين رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "قنديل خط أحمر"، أبدوا في الوقت ذاته تضامنهم مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني الموجودين بالمنطقة منذ أكثر من 20 عاما.
المظاهرة الحاشدة جرت في قرية "بردة شال" "لتفنيد التصريحات التركية، وإظهار أن هذه القرية ما زالت على حالها وتحت حماية عناصر العمال الكردستاني"، حسب مصدر لوكالة الأنباء الفرنسية.
وفي الوقت الذي شهدت فيه منطقة قنديل هذه المظاهرات الغاضبة شن الطيران الحربي التركي ضربات جوية الجمعة في شمال العراق، وقتل 15 كرديا في منطقة كارا.
وصرح المتحدث باسم حزب العمال الكردستاني سرحد فارتو لفرانس برس: "نحن أخذنا كل الاستعدادات، وكل تحركاتنا هي وفق ظروف الحرب، ولهذا نحن لن نعطي الفرصة لأردوغان، كي يشن هجوما من هذا النوع علينا، ويقتل هذا العدد الكبير من قادتنا".
وأضاف أن "هناك اجتياحا وهناك قوة كبيرة، ولكن في الوقت نفسه هناك مقاومة عنيفة، وحولنا الصراع إلى حرب عصابات، ولا أعتقد أن الطرف المحتل يستطيع تحقيق النصر في حرب العصابات أو يسيطر على منطقة معينة بالكامل".
وأعلن أردوغان في 11 يونيو/حزيران أن عملية عسكرية تركية تجري ضد قواعد المسلحين الأكراد في شمال العراق، تتضمن غارات جوية مكثفة ستستمر لفترة طويلة.
وحسب حزب العمال الكردستاني فإن الجيش التركي توغل 30 كيلومترا داخل الأراضي العراقية.
وخلال التظاهرة، قالت الناشطة المدنية ميترا زردشت: "نحن كشباب من إقليم كردستان منذ 14 يوما، واليوم ننظم هذه التظاهرة في سفح جبل قنديل لنكون دروعا بشرية ضد التهديدات التركية باجتياح جبل قنديل.. سنبقى هنا إلى حين زوال التهديدات التركية".
ومنذ 1984 يخوض حزب العمال الكردستاني، الذي تعده أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي تنظيما "إرهابيا"، تمردا داميا على الأراضي التركية، لكن قيادته العسكرية تتمركز في جبال قنديل بشمال العراق قرب الحدود مع تركيا.
ويشهد جنوب شرقي تركيا مواجهات شبه يومية بين قوات الأمن والمتمردين الأكراد منذ صيف 2015، حين انهار وقف إطلاق النار الذي كان يهدف إلى وضع حد لنزاع أوقع نحو 40 ألف قتيل منذ 1984.