انتخاب برلمان كردستان العام الجاري وتحذيرات من تفاقم الانقسام

حكومة إقليم كردستان العراق، أعلنت، إجراء انتخابات لاختيار أعضاء برلمان الإقليم نهاية سبتمبر المقبل.
وسط تحذيرات بتفاقم الانقسام السياسي الكردي، أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق، الثلاثاء، إجراء انتخابات لاختيار أعضاء برلمان الإقليم نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، وهي ثاني انتخابات يشارك بها السكان بعد انتخابات البرلمان الاتحادي العراقي التي ستجري الشهر الحالي.
وقال رئيس مفوضية الانتخابات بإقليم كردستان العراق، هندرين محمد صالح، إن "المفوضية تلقت كتابا رسميا من مجلس وزراء الإقليم يتضمن قرارا موقعا من رئيس الوزراء نيجيرفان البارزاني بتحديد يوم 30 سبتمبر/أيلول 2018 موعدا لإجراء انتخابات برلمان إقليم كردستان المقبلة".
- القوائم الانتخابية بكردستان العراق توقع ميثاق شرف بإشراف أُممي
- المتحدث باسم كردستان العراق يتهم الجيش التركي بتهجير سكان 350 قرية
وأضاف صالح، في تصريح صحفي، "مفوضية الانتخابات سيكون أمامها 120 يوما للاستعداد لإجراء الانتخابات المقبلة، وهي مهلة كافية وستكون لدينا الاستعداد لتنظيمها".
وأشار رئيس مفوضية الانتخابات بإقليم كردستان العراق إلى أن قرار حكومة الإقليم يؤشر لموعد إجراء الانتخابات البرلمانية ولا يتطرق لانتخابات رئاسة الإقليم.
وكان مقررا أن تجري انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق يوم الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إلا أنها تأجلت بسبب عمليات عسكرية للجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي في المناطق المتاخمة لإقليم كردستان، وهو ما دفع البرلمان بالإقليم إلى تمديد عمله 8 أشهر.
ويأتي الإعلان عن خوض انتخابات نيابية محلية في كردستان العراق في الوقت الذي يسيطر الانقسام السياسي الحاد على المشهد السياسي في الإقليم، حتى إن جميع الأحزاب السياسية الكردية قررت خوض انتخابات البرلمان الاتحادي العراقي المقررة يوم 12 مايو الجاري بشكل منفرد لكل حزب وعدم تشكيل ائتلافات كما هو حاصل بوسط وجنوب العراق.
ويتوقع أن يزداد الانقسام الداخلي بسبب توزع الأحزاب والكيانات السياسية على أكثر من جبهة.
وتشير استطلاعات مراكز البحوث المحلية بكردستان العراق إلى أن الأحزاب الكردية ستحصل ما بين 55 و59 مقعدا بالبرلمان الاتحادي العراقي التي ستجرى الشهر الجاري، لكن وبخلاف الدورتين الأولى والثانية للبرلمان في 2006 و2010 يستبعد أن تتألف كتلة كردية موحدة من الأعضاء الأكراد، حيث سيذهب نواب كل حزب للعمل بشكل منفرد.
وأعرب الباحث في معهد واشنطن، ديفيد بولاك، عن قلقه من تفاقم الانقسام السياسي بين الأحزاب الكردية العراقية.
وقال بولاك لتلفزيون يبث بالكردية من العراق: "وحدة العراق بعد الانتخابات البرلمانية الحالية مهمة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، كما تريد أن تكون معالجة المشاكل بين إقليم كردستان وبغداد أولوية مهمة".
وأردف الباحث الأمريكي القول "الأكراد منقسمون بشدة والأحداث الأخيرة في المنطقة زادت من انقسامهم وأدى ذلك إلى ضعف التطلعات الكردية، وهناك في البيت الأبيض قلق جدي إزاء الانقسام الكردي؛ لأن هذا الانقسام يضعف تمثيلهم في العراق وهو سيؤدي إلى تراجع دورهم الإيجابي واختلال التوازن في العملية السياسية بالعراق".
وأضاف بولاك أن "الحكومة العراقية أيا كان الشخص الذي سيقودها مجبر على الوصول إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان، وبلورة موقف بغداد من هذا الموضوع هي أولوية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، كما سيؤثر تعامل الحكومة العراقية المقبلة على تحديد موقف أمريكا من دعم الحكومة العراقية من عدمه".