الكاظمي يعبر "جسر الزيتون" لجبر ذاكرة المجزرة الإيرانية
رئيس الوزراء توجه بعد ذلك إلى منزل المختطف سجاد والتقى ذويه في مسعى لإظهار اهتمامه بملف المختطفين.
التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الإثنين، محتجين على جسر الزيتون وسط مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار جنوب البلاد في مسعى لطمأنتهم بشأن ملف المختطفين والتأكيد على نهاية سلسلة الاعتداءات بحقهم.
ووصل الكاظمي اليوم الإثنين إلى المحافظة الجنوبية في زيارة هي الأولى من نوعها منذ توليه مقاليد السلطة، لذي قار التي كانت ضمن المحافظات المحرومة التي شهدت أعنف موجة للمواجهات بين محتجين على تردي الأوضاع ومليشيات موالية لإيران.
وشهد العراق على مدى الشهور الماضية موجات من المظاهرات الغاضبة على تردي الوضع الاقتصادي والخدمي كانت ذروتها في محافظات الجنوب المحروم، فيما انصب الغضب على هيمنة طهران على القرار السياسي في بغداد.
واختار الكاظمي جسر الزيتون للقاء المحتجين بعد عقده اجتماعات مع قيادات أمنية وسياسية في المحافظة.
وشهد الجسر وقائع مجزرة في نوفمبر/تشرين الثاني حينما هاجمت قوة أمنية مظاهرة ضد الأداء السيئ لحكومة عادل عبد المهدي حينها، وفتحت نيران أسلحتها على المحتجين ما أسفر عن سقوط 25 قتيلا و400 مصاب. ووجهت الاتهامات حينها لمليشيات موالية لإيران.
ويرى الناشط المدني في محافظة ذي قار، حسين العامل في حديث لـ"العين الاخبارية"، أن الزيارة تأتي لتطييب خواطر المتظاهرين بعد سلسلة من الاعتداءات وعمليات الخطف التي لحقت بهم في المحافظة والتي كان آخرها اختطاف الناشط سجاد العراقي.
وأفادت مصادر لـ"العين الاخبارية" بأن "رئيس الوزراء توجه بعد لقائه بالقيادات الأمنية في ذي قار إلى منزل المختطف سجاد والتقى بذويه".
وشهدت ساحات التظاهر في الناصرية تصعيدا في حرمتها الاحتجاجية بعد ساعات من إعلان اختطاف الناشط سجاد العراقي، وطالبوا حكومة الكاظمي متابعة ملف المختطفين وإطلاق سراحهم.
وكانت قوة مسلحة اعترضت طريق الناشط سجاد العراقي في ساعة متأخرة من ليل الـ20 من سبتمبر /ايلول الماضي، واقتادته إلى جهة مجهولة.
واستجابة لردود الأفعال الشعبية الغاضبة، أرسلت الحكومة العراقية، بعد يومين على الحادثة، قوة من مكافحة الإرهاب لتحديد مكان الخاطف وتحريره، غير أنها تصادمت مع قوة عشائرية في منطقة في أطراف المحافظة يشتبه أن يكون المختطف سجاد محتجزا فيها.
وما زال مصير الناشط المدني سجاد العراقي الذي عرف بمواقفه المناهضة للحركات والفصائل المسلحة الموالية لإيران، مجهولاً كبقية العشرات من المحتجين الذين غيبوا منذ اندلاع الغضب في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.