سياسيون عن انسحاب أمريكا: يغرق العراق في بحر أزمات
النائب عن كتلة التغيير غالب محمد يقول إن العراق في ظل الصراعات الدولية يحتاج تمثيلا أكبر للبعثات وقنوات اتصال مع المنظمات الدولية
تزايدت دعوات السياسيين العراقيين لحكومة مصطفى الكاظمي، بضرورة تقديم طمأنة للبعثات الدبلوماسية بعدم تعرضها لهجمات مسلحة، خاصة أن انسحاب البعثة الأمريكية في حال حدوثه "سيغرق البلاد في بحر من الأزمات".
حكومة الكاظمي تعيش تحت ضغط دولي كبير منذ إعلان الولايات المتحدة اعتزامها إغلاق سفارتها في بغداد، والانسحاب، وهو ما سيدفع باقي البعثات الدبلوماسية لحذو نفس الحذو الأمريكي.
وبحسب السياسيين، فإن تلك الخطوة إذا ما صادق عليها البيت الأبيض تنذر بإدخال العراق في بحر من الأزمات، خصوصا أن بغداد تعيش حالة شبه إفلاس مالي نتيجة انخفاض أسعار النفط، والفساد المستشري في مؤسسات الدولة.
وقال النائب الكردستاني عن كتلة التغيير غالب محمد إن "العراق في ظل الصراعات الدولية يحتاج تمثيلا أكبر للبعثات الدبلوماسية وقنوات اتصال مع المنظمات الدولية للإسهام في مساعدة العراق.
وأضاف، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "حكومة بغداد يقع عليها اليوم تحد كبير في اهتزاز ثقة البعثات الدبلوماسية بالمناخ السياسي".
وشدد النائب عن التغيير على أن العراق يحتاج إلى بناء دبلوماسية عالية بوجود البعثات والمنظمات والسفارات الدولية لما يمر به العراق من أوضاع سياسية صعبة وغير مستقرة أوصلت البلاد إلى الخيارات القلقة والمهلكة".
ويرتبط العراق مع الولايات المتحدة بعدد من الاتفاقيات الرسمية في شتى المجالات، من بينها العلاقة الاستراتيجية التي تم التوقيع عليها العام 2008.
ويحذر المحلل السياسي واثق الجابري من خطورة التقاطع الدبلوماسي وتعريض العراق إلى العزلة الدولية، خصوصا أن الظروف التي تشهدها بغداد لا تحتمل أكثر من ذلك التعقيد".
ويؤكد الجابري في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "الانفلات الأمني وعدم السيطرة على بنادق الظل هي نتاج لأداء سياسي مرتبك طيلة الفترات السابقة رغم التحذيرات والمطالبات التي نادت بضرورة انتشال المؤسسة الأمنية من واقعها".
وتابع "أن الوجود الأمريكي في العراق على المستوى السياسي أمر مرحب به، وكذلك الحال لبقية بعثات الدول الأجنبية"، منوهاً بأن "تقاطع المصالح الإقليمية والدولية يجب ألا ينعكس على القرار السيادي للعراق واستقلاليته في تحديد مصالح البلاد".
وبدوره، أشار القيادي في ائتلاف النصر عقيل الرديني إلى أن "الولايات المتحدة غير جادة في قرار إغلاق السفارة، وتصريحاتها هي رسائل للحكومة للضغط عليها بشكل أكبر حتى تمضي بنزع السلاح من المليشيات التي تهدد أمن الوجود الأمريكي في العراق".
ويستبعد الرديني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن تقدم أمريكا على إغلاق سفارتها وقطع علاقتها مع بغداد لكونها ترتبط مع العراق باتفاقيات قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى مما يفرض عليها الالتزام والاستمرار.
وكان رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي أكد في لقاء مع 25 من السفراء والقائمين بالأعمال الأجانب، الأربعاء الماضي، حماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية، وحصر السلاح بيد الدولة.
ومنذ شهور، تتصاعد الهجمات على المنطقة "الخضراء" وسط بغداد، والتي تضم مقارا حكومية وبعثات سفارات أجنبية بجانب قواعد عسكرية تستضيف قوات التحالف الدولي.
وعادة ما تتهم واشنطن فصائل مسلحة تتلقى الدعم والتمويل من إيران، بينها "كتائب حزب الله" العراقي، بالوقوف وراء الهجمات.
وحذر مجلس الشيوخ الأمريكي، الخميس، من خطورة الانسحاب الدبلوماسي من العراق، وإغلاق السفارة، مشيرا إلى أن الخطوة ستسهم في تنامي دور إيران وتوسيع نفوذها.
aXA6IDMuMTQ0LjIxLjIwNiA=
جزيرة ام اند امز