"مجزرة الرسالة" بالموصل تبحث عن فاعل منذ 10 أيام
قيادة العمليات المشتركة في العراق تعلن انتشال 61 جثة من تحت أنقاض مبنى قالت إن تنظيم داعش الإرهابي فخخه في غرب الموصل شمالي العراق
أعلن قيادة العمليات المشتركة في العراق، الأحد، أنه تم انتشال 61 جثة من تحت أنقاض مبنى فخخه تنظيم داعش الإرهابي في حي الرسالة غرب الموصل شمالي العراق.
وجاء بيان القيادة (تجمع بين القوات العراقية والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده الولايات المتحدة) لينفي ما تردد عن أن التحالف الدولي في معركة الموصل هو المسئول عن ضرب المنزل في الحي القديم بغارة جوية في 17 مارس/آذار الماضي، أوقعت عشرات الضحايا من المدنيين.
وقال البيان، إن شهود عيان قالوا للقوات العراقية إن الإرهابيين لغموا المباني، وأجبروا السكان على الدخول إلى أقبيتها لاستخدامهم كدروع بشرية، كما أطلق الإرهابيون النار على القوات من تلك المنازل.
وفي التفاصيل قال، إنه في 17 مارس/آذار الجاري اقتحم جهاز مكافحة الإرهاب حي الرسالة؛ حيث فجرت عصابات داعش عددا من العجلات المفخخة الكبيرة مع انتحاريين لإعاقة تقدم القوات، غير أن القوات نجحت في تدميرهم وتطهير حي الرسالة بالكامل في ذات اليوم.
وتابع أنه عقب ذلك وجه التحالف الدولي ضربة جوية على مجموعة من الدواعش بطلب من القوات العراقية؛ بناء على معلومات دقيقة من مواطنين قالوا، إن داعش تحتجز العوائل في بيوت مفخخة، وتجبرهم على البقاء بها، وتستخدم البيوت للقناصين والانتحاريين، وتفجرها عليهم عند تقدم القوات العراقية.
وبناء على ذلك -يتابع البيان- تم تشكيل فريق لفحص هذا البيت، ووجد مفخخا، ومحتجز فيه 25 من النساء والأطفال تم إنقاذهم جميعا.
كما لفت إلى أن البيت كان مدمرًا بشكل كامل؛ حيث كان مفخخ من كل الجوانب، ولا توجد أي حفرة تدل على أنه تعرض لضربة جوية، كما وجد بجواره عجلة كبيرة مفخخة وتم إخلاء 61 جثة منه.
واستشهد بروايات شهود عيان قالوا للمحققين إن داعش فخخت البيوت، وأجبرت العوائل على النزول في سراديب، واستخدمت البيوت لإطلاق النار باتجاه القوات الأمنية.
ولفتت القيادة المشتركة إلى أن "التحقيقات لازالت مستمرة".
كما دعت القيادة وسائل الإعلام والشخصيات السياسية إلى "توخي الدقة وأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية للوقوف على الحقائق".
وترددت أقاويل وصدرت تقارير متضاربة في الأيام الأخيرة من شهود عيان ومسؤولين محليين حول كيف تم استهداف المنزل وعدد الضحايا من المدنيين.
وتباينت الأقاويل بين أن المبنى تم استهدافه بغارة من التحالف، أو بمفخخات من تنظيم داعش، وبأن عدد القتلى يتراوح عددهم ما بين 130- 240 شخصا.
فقد قال التحالف، السبت، إنه نفذ ضربة جوية، بأمر من الجيش العراقي، على عناصر داعش في المنطقة التي تم الإبلاغ فيها عن القتلى المدنيين، لكنه لا يزال يحقق.
وبحسب ما نقلته "رويترز" عن نائب محلي وشاهدين فإن الضربة الجوية للتحالف ربما استهدفت شاحنة ملغومة كبيرة مما تسبب في انفجار أدى لانهيار المباني.
وسلطت الواقعة الضوء على تعقيد المعارك حول الحي القديم في غرب الموصل؛ حيث يختبئ الإرهابيون وسط الأسر، ويستغلون ضيق الشوارع والأزقة لصالحهم في حرب عصابات يصعب على القوات العراقية النظامية مواجهتها.
وأمر وزير الدفاع عرفان الحيالي، السبت، بفتح تحقيق فوري بشأن الواقعة.
وسبق أن قال الجيش الأمريكي، السبت أيضاً، بأن طائرة تابعة له قصفت بناء على طلب من قوات أمن عراقية، موقعا في غرب الموصل، وأنها فتحت تحقيقا للتأكد من الموقع الذي تم استهدافه وما إن كان أسقط مدنيين.
وبدوره دعا سليم الجبوري، رئيس مجلس النواب، إلى جلسة برلمانية طارئة، الثلاثاء المقبل، لبحث الواقعة.
وعلى وقع هذه الخسائر في صفوف المدنيين، جدد متحدث باسم قوات الأمن، السبت، الإعلان عن توقف تقدم القوات في المدينة القديمة بغرب الموصل؛ بسبب المعدل المرتفع للقتلى والمصابين في صفوف السكان.
وتوقفت التقدم منذ يوم الجمعة؛ حيث واجهت القوات صعوبات بسبب اعتماد داعش على سلاح القناصة والسيارات الملغومة وقذائف المورتر بشكل مكثف للدفاع عن آخر نقطة له في المدينة التي احتلها 2014.
وقال المقدم عبدالأمير المحمداوي، المتحدث باسم قوات الرد السريع، إن الهجمات ستستأنف قريبا بالاستعانة بأساليب جديدة تناسب القتال في الحي القديم.
لكنه لم يسهب في التفاصيل.
وبدأت القوات العراقية بالتعاون مع قوات التحالف معركة لتحرير غرب الموصل من تنظيم داعش في 19 فبراير/شباط الماضي، وأحرزت تقدما كبيرا في تلك الفترة؛ ويتبقى لها تحرير البلدة القديمة التي يتحصن بها التنظيم الإرهابي.