الحشد في ذكرى تأسيسه الـ7.. إرهابه للعراق وخيراته لإيران
تتحرك بقوة عسكرية ضخمة، وثروات طائلة، مقرها العراق، وبوصلتها إيران.. تلك هي مليشيات الحشد الشعبي، التي اكتملت 7 سنوات على تأسيسها.
بالقوة العسكرية تحوّل الحشد الشعبي خلال السنوات الأخيرة إلى لاعب أساسي في ساحة السياسة بالعراق، فأصبح جناحه السياسي أكبر كتلة في البرلمان، ويتصرف بمليارات الدولارات، من ميزانية البلاد، ويتمتع قادته بامتيازات أمنية خاصة.
ويلاحظ مراقبون أن المليشيات التي تأسست في يونيو/حزيران 2014، لهدف قتال داعش، مدت أذرعها إلى مجال الأحزاب السياسية، تنفيذا لأجندة إيران في المنطقة، متبعة أسلوب طهران، شبرا بشبر وذراعا بذراع، نحو تغول المليشيات وفرض المكانة السياسية بالقوة العسكرية، كما هو الحال في لبنان واليمن، أسوة أيضا بالمليشيا الأم: الحرس الثوري.
وتشير وكالة "فرانس برس" في تقرير لها إلى أن انتخاب المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران، قد يوفر دفعا جديدا للحشد؛ مستشهدة بتهنئة القيادي في المليشيات ذاتها، أبو آلاء الولائي، للرئيس الجديد، التي اعتبرها "تهنئة لنهج المقاومة وهزيمةً للتطبيع والذل"، حسب تعبيره.
نفوذ داخل الدولة
وفي دليل على تعاظم نفوذه، نجح الحشد مؤخراً في الحصول على إطلاق سراح القيادي قاسم مصلح المتهم بعلاقته باغتيال ناشطين؛ وسط خيبة أمل الناشطين المؤيدين للديمقراطية.
وتنقل الوكالة الفرنسية عن الباحث ريناد منصور من مركز "تشاتام هاوس" للأبحاث قوله إن الإفراج عن قاسم مصلح بعد أسبوعين على توقيفه بشبهة تورطه في اغتيال ناشطين، "يظهر مدى عمق صلات الحشد في الدولة.
وكان مصلح أوقف في 26 مايو/ أيار بشبهة اغتيال الناشط إيهاب الوزني، رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء الذي كان يحذّر منذ سنوات من خطورة هيمنة الفصائل المسلحة الموالية لإيران، وأردي برصاص مسلّحين أمام منزله، كما اتهم باغتيال ناشط آخر هو فاهم الطائي من كربلاء أيضاً.
إضعاف الجيش العراقي
وبات عناصر الحشد موجودين في جميع مفاصل القوات الأمنية، وفق ما يقول مسؤول عراقي كبير لـ “فرانس برس"، لدرجة أنهم "لم يعودوا يخشون" تلك القوات.
ويضيف الضابط -الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية المسألة-: "الفصائل المسلحة المنضوية تحت الحشد تعمل على تفكيك ما تبقى من الجيش من أجل إضعافه وتفتيته"، و"لكن لا يزال هناك عدد قليل من القادة المخلصين الذين يحاولون الصمود في وجه هذه المحاولات".
ونتيجة لكل ذلك، لم تعد القاعدة الشعبية للحشد التي حلّ بفضلها في المركز الثاني في البرلمان بعد تشكيله أول قائمة انتخابية في الانتخابات التشريعية لعام 2018، هي طريقه إلى السلطة والنفوذ.
وتقدّر مصادر سياسية في الحشد بأن نتيجته في الانتخابات المقبلة المقرّرة في أكتوبر/ تشرين الأول، ستكون أسوأ من المرة السابقة؛ إذ يأتي الاستحقاق بعد "ثورة" تشرين الأول 2019 حينما تظاهر مئات الآلاف من العراقيين أشهراً في الشوارع ضد النظام.
ويتهم المتظاهرون صراحة الفصائل المنضوية في الحشد بالمسؤولية عن اغتيالات طالت ناشطين شاركوا في هذه الحركة الاحتجاجية وعن القمع الدموي الذي ووجهت به وأودى بحياة 600 شخص.
دولارات الحشد
ويملك الحشد الشعبي ترسانة عسكرية كبيرة، وينشط أيضا من خلال مجموعات مسلحة موازية بأسماء غامضة، يتمكن من خلالها من تسديد ضربات معينة دون المخاطرة بأن توجه إليه أصابع الاتهام، مثل استهداف مصالح أمريكية مثلا؛ حيث يرحب قادة المليشيات إجمالا بإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار ضدّ أهداف غربية في العراق، لكنهم لا يتبنونها؛ تقول الوكالة الفرنسية.
مجموعات الحشد الشعبي تسيطر أيضا على منافذ حدودية وأرصفة موانئ في العراق عبر الفساد والرشاوي، التي تملأ خزائنها بأموال لا تحتاج إليها لدفع رواتب عناصرها لأنها مندمجة في القوات الرسمية وتتلقى رواتبها من الدولة.
لكن دولارات الرشاوى والابتزاز -بحسب خبراء- قد تفيد في النهاية أكثر من جهة، لا سيما إيران المجاورة الخاضعة للعقوبات الأمريكية وحلفائها الإقليميين مثل حزب الله اللبناني.
وتعزو وكالة "فرانس برس" في تقريرها لمسؤول مصرفي عراقي كبير إفادته أن "سياسيين ورجال ميليشيات ينقلون مبالغ مالية نقدية منذ 18 عاماً على متن طائرات إلى لبنان"، مؤكدا أن "60 مليار دولار أرسلت إلى لبنان".
aXA6IDE4LjE4OC4yMDUuOTUg
جزيرة ام اند امز