العراق يستخدم القوة للسيطرة على الدولار.. حملة على المضاربين

داهمت قوات الأمن العراقية أكبر بورصات تبادل العملات، في عملية استهدفت "المضاربين" على العملة الأجنبية بغية السيطرة على أسعار الصرف.

ويسجل الدولار الأمريكي ارتفاعا متصاعدا أمام الدينار العراقي منذ أكثر من شهرين، في منحنى تعتقد السلطات أنه مدفوع بشكل عمدي من المضاربين في أكبر البورصات بالعاصمة بغداد وعدد من المحافظات الأخرى.

وقالت وزارة الداخلية العراقية، في بيان رسمي، إنها "تسعى إلى تحقيق الأمن الاقتصادي ومتابعة المخالفين للقوانين والضوابط في عملية سعر صرف الدولار بشكل يومي، ووضع الخطط الملائمة لمتابعة المتلاعبين بالأسعار ومحاسبتهم وفق القانون".

وأضاف البيان أنّ "الأجهزة الأمنية المختصة نفذت عملية أمنية في العاصمة بغداد والمحافظات للقبض على المتلاعبين بأسعار صرف الدولار خارج الضوابط والتعليمات، وكذلك أصحاب محال الصيرفة غير المرخصة".

وتابع البيان أنّ "هذه العملية لم تستهدف أصحاب الشركات الذين يتعاملون بصورة قانونية بعيدة عن المضاربة التي تستهدف قوت المواطنين وكذلك تهريب الدولار وإرباك السوق".

صعود الدولار

ومنذ أواخر العام الماضي، تسجل أسعار صرف الدولار تصاعداً متنامياً أمام الدينار العراقي مسجلاً أرقاماً غير مسبوقة من قبل.

وحتى السبت، شهدت أسعار الصرف تجاوز الدولار الواحد لأكثر من 1168 دنيارا عراقيا وسط مخاوف اقتصادية من مخاطر ذلك الصعود وانعكاسه على حركة السوق المحلية.

وقابل ارتفاع أسعار صرف الدولار غلاء كبيرا في السلع الغذائية والاستهلاكية، فضلاً عن بقية المواد الأخرى بعد أن تجاوزت أسعارها أكثر من 20% مقارنة بما كانت عليه قبل ذلك الصعود.

وتعزو السلطات البنكية في العراق، ارتفاع أسعار الدولار إلى سياسات إجرائية اتبعتها في منافذ بيع العملة مما يسهم في إبعاد الشركات المشبوهة من دخول المزاد.

الحظر الأمريكي

وبدأ الدولار بالتصاعد مع قرار الخزينة الأمريكية بفرض الحظر على 4 مصارف أهلية في العراق من دخول مزاد بيع العملة عقب اتهامها بعمليات تهريب وغسل أموال.

ورغم كل الإجراءات الحكومية والعهود التي تطلقها منذ بدء ارتفاع أسعار صرف الدولار إلا أنها بدت عاجزة عن إيقاف ذلك التدهور في قيمة العملة المحلية.

وكانت السلطات الحكومية المختصة قد عمدت إلى رفع سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي وتثبيته في موازنة 2021، عند 1145 للدولار الواحد على وقع أزمة مالية عاشتها البلاد إبان انتشار جائحة كورونا وظروف الإغلاق العالمية التي تسببت بشبه انهيار لأسعار النفط الخام.