حظي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي منذ وصوله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واستقبله الرئيس دونالد ترامب بترحيب غير مسبوق.
شهدت الأيام الماضية، تحديداً منذ، زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية غضب في الأوساط السياسية الإيرانية، والتي رأت بمثل هذه الزيارة ابتعاد العراق تدريجياً عن نفوذها. إيران من جانبها ردت بتقليص مياه نهر "الزاب" إلى العراق، مما أدى إلى شح ونقص حاد بالمياه، وهذا الأسلوب السقيم قام باستخدامه النظام التركي سابقاً ويعاود استخدامه الآن.
هناك تقارب بنفس الأيديولوجيا التي تسلكها إيران، وكذلك تركيا، كلا الدولتان لديهما أطماع توسعية في العراق، إذ لا يخفى على أحد كيف تُحرك إيران أذرعها من "المليشيات" التي تخضع لنفوذها وتوجهها لإطلاق "الصواريخ" واستهداف المنطقة الخضراء في بغداد وكذلك القواعد أمريكية بشكل مستمر، وزادت في وتيرة إطلاق الصواريخ واستهداف الناشطين عبر الاغتيالات من كتاب وسياسيين عراقيين مناهضين للمشروع الإيران في العراق.
حظي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي منذ وصوله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واستقبله الرئيس دونالد ترامب بترحيب غير مسبوق، حيث تم استقباله استقبالا اعتبره المحللون تاريخيا، ولم ينله أي من رؤساء الوزراء السابقين مثل "المالكي" و" العبادي"، توجت هذه الزيارة بتوقيع العراق صفقات تصل قيمتها إلى 8 مليارات دولار، مع شركات الطاقة والتنقيب الأمريكية، وهذا الأمر أغضب إيران بشدة، واعتبرته خيانة لها.
منذ تسلم الكاظمي رئاسة وزراء العراق شهدت البلاد تغيرا حقيقيا وملموسا، خاصة في إطار وقف نفوذ إيران في العراق، وقد وصلت حدة الخلافات الإيرانية العراقية إلى أسوأ مستوياتها منذ عام 2003م، اذ شكلت سياسة الكاظمي بالتركيز بشكل كبير على سيادة العراق ووحدة أراضيه وعدم السماح بالتدخل في شؤونه الداخلية خاصة من إيران، والتي تهدف من جعل العراق تحت نفوذها بالكامل، وكذلك الحد من التدخلات التركية، ومنع مخططاتها من التوغل عسكرياً داخل أراضي العراق.
هل سينجح العراق بكبح نفوذ إيران ووقف الاعتداءات التركية على أراضيه؟
حكومة الكاظمي حتى الآن باتت أفضل من يمثل العراق، وهي تنتهج سياسة تهدف إلى إعادة العراق إلى محيطه العربي ووقف نفوذ إيران عبر وتقليصه شيئاً فشيئاً، وكذلك رفض الهجوم التركي على أراضيه، ومثل هذا النهج هو ما يحتاجه العراق وشعبه، وحتى الآن نجحت خطوات الكاظمي ضد إيران، وكذلك ضد تركيا، وأصبح العراق قريباً لمحيطه العربي، ومع ذلك يحتاج الكاظمي المزيد من الوقت، وكذلك المزيد من الدعم العربي كون العراق الآن يمر في مرحلة مفصلية هامة.
بالمقابل وجدت أمريكا من حكومة الكاظمي أفضل حكومة تحافظ على مصالح العراق وسيادته، وكبح النفوذ الإيراني المتغلغل في النسيج العراقي، والذي كان من نتائجه أن جلب للعراق الخراب والدمار، الولايات المتحدة من جانبها من متوقع أن تفرض مزيداً من العقوبات على إيران قريباً، وأتوقع أن تشهد العلاقات العراقية الإيرانية مستقبلاً ارتفاعا في وتيرة الخلافات بشكل غير مسبوق .
كلنا سعداء بعودة العراق وسيادته ورفض التدخلات الإيرانية والتركية، فالعراق عربي وسيبقى عربياً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة