عاش العراق في عزلة عربية وإقليمية منذ غزو صدام للكويت، ثم الاحتلال الأمريكي الذي أعطى الفرصة لإيران بالتدخل في الشأن العراقي.
لقد عاش العراق في عزلة عربية وإقليمية منذ غزو صدام للكويت، ثم الاحتلال الأمريكي الذي أعطى الفرصة لإيران بالتدخل في الشأن العراقي، لتتعمق عزلة العراق عن محيطه العربي والإقليمي، وتنتشر الطائفية والتشدد بمباركة بعض المسؤولين العراقيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي سلم البلاد لجنرالات الحرس الثوري الإيراني التي سلخت العراق من هويته العربية ونهبت ثرواته، ونشرت مليشيات إيران الطائفية في أنحاء العراق، ولذلك لم يكن التقارب مع العراق حينها خياراً صحيحاً، وكانت العلاقات مع العراق في فتور كبير.
أما إيران فهي بالتأكيد تراقب هذه الخطوات السعودية الجادة والتي من شأنها أن تعيد العراق إلى محيطه العربي من جديد، ولذلك فإنها لن تترك الأمور تسير على نحو ما يشتهيه الطرفان، ولكن الطرفين أجمعا على اتباع سياسة حسن الظن رغم وجود مخاوف حقيقية وهواجس لا يمكن إنكارها
اليوم، أدرك العراقيون أن إيران لم تجلب لهم سوى الإرهاب والطائفية والعزلة، وجمود العلاقة مع عمق العراق الاستراتيجي القومي العربي والثقافي الإسلامي المتمثل في الدول العربية وعلى رأسها السعودية، اليوم نشاهد لمحات من عراق جديد معتد بذاته وبجيرانه العرب، متطلعا إلى محيطه، عراق يتعافى ويستحضر تاريخه العظيم وثقافته العظيمة بعودته إلى حاضنته العربية، ولتكون الرياض العمق العربي والإسلامي بوابة لهذه العودة المنتظرة.
السعودية بدورها العربي القيادي سارعت لاحتضان العراق القادم إليها من جحيم مخططات الفرقة والتقسيم والانفصال، وأدركت أن الظروف والمعطيات الراهنة أصبحت مواتية لإعادة العراق لعمقه العربي وتخليصه من التبعية لطهران، بدأت السعودية بخطوات عملية لتجسيد التقارب السعودي العراقي بتشكيل مجلس تنسيقي بين البلدين وتأهيل المنافذ الحدودية لزيادة حجم للتبادل التجاري بينهما، وأعلنت دعمها لمشروع إعادة الإعمار بالعراق ومنحة مدينة رياضية متكاملة من الملك سلمان.
الزيارة المهمة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي للسعودية وشهدت توقيع اتفاقيات اقتصادية وتنموية غير مسبوقة بين البلدين وقبلها بأيام زيارة وفد سعودي رفيع المستوى لبغداد تؤكد هذا التحول الكبير في السياسة السعودية تجاه العراق، وأنها تستطيع أن تكون شريكاً اقتصاديا كبيراً، وتساهم في نهضته، وتعزز استقراره ووحدته.
أما إيران فهي بالتأكيد تراقب هذه الخطوات السعودية الجادة والتي من شأنها أن تعيد العراق إلى محيطه العربي من جديد، ولذلك فإنها لن تترك الأمور تسير على نحو ما يشتهيه الطرفان، ولكن الطرفين أجمعا على اتباع سياسة حسن الظن رغم وجود مخاوف حقيقية وهواجس لا يمكن إنكارها، السعودية مهدت الطريق أمام العراق للتخلص من تبعية طهران، والكرة الآن في ملعب بغداد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة