مراقبون عن التقارب العراقي الأمريكي: "يدخل إيران مرحلة الصدمة"
تأخذ العلاقات العراقية الأمريكية منحى تصاعدياً يؤشر لحالة من التعافي والتطور على المستوى الاستراتيجي، وتشكل "صدمة" لإيران بحسب مراقبين.
ويأتي هذا التقارب خلافا لما كانت تتوقع إيران بعد وصول محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء، بحسب مراقبين للشأن السياسي.
- السوداني: العراق لا يحتاج إلى قوات قتالية أمريكية على أراضيه
- "المدنيون وقودها".. استراتيجية أمريكا ضد "داعش" العراق ناجحة ولكن
وينحدر السوداني، الذي تسلم رئاسة الحكومة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد أزمة عاصفة استمرت نحو عام، من مظلة قوى الإطار التنسيقي التي تضم كيانات وأحزاب مقربة من طهران، كانت حتى وقت قريب تضع العراقيل أمام أي تحرك عراقي باتجاه الولايات المتحدة.
ويبدى السوداني رغبة كبيرة في التحليق بفضاء دولي بدءاً من دول الاتحاد الأوروبي وصولاً إلى رأس القافلة الغربية عند واشنطن وهو ما باتت تؤكده بغداد وتعززه من خلال الاتفاقيات ومذكرات التعاون المشترك.
وكان وزير المالية فؤاد حسين، أجرى زيارة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، قام خلالها بجولة مفاوضات مهمة استهدفت تسكين أزمة الدولار في البلاد والحصول على الدعم الأمريكي في جوانب عدة يتقدمها الاقتصاد والسياسية.
والأسبوع الماضي، وصفت سفيرة الولايات المتحدة لدى بغداد، ألينا رومانوسكي، زيارة حسين إلى واشنطن بـ"التاريخية"، مؤكدة "استعداد الشركات الأمريكية لزيادة الاستثمار في العراق وخاصة في مجال الطاقة بما يخدم السكان ويسهم في تحقيق السيادة لهذه البلاد.
ويجري الحديث عن زيارة متوقعة لرئيس الوزراء السوداني إلى واشنطن، لكنها مرهونة بحسب مصادر مطلعة بقدرة بغداد على إقناع الولايات المتحدة بجدية الحكومة في تحجيم الفصائل المسلحة والسيطرة على تهريب الدولار.
رئيس مركز "تفكير السياسي"، إحسان الشمري، يقول إن "العلاقات حتى الآن تتسم بالاختبار والحذر من الجانب الأمريكي، فهي تضع بعض المعايير وعلى الحكومة في بغداد تأكيد قدرتها على استقبال وتقبل وتطبيق ذلك".
ويضيف الشمري لـ"العين الإخبارية"، أن "الولايات المتحدة تبدي رغبة حقيقية بالتعاون مع العراق من خلال المضي باتفاقية الإطار الاستراتيجي والتعاون والدعم في مجال السياسات المالية والاستثمار في مجالات الطاقة والاقتصاد".
فضلاً عن ذلك، كما يوضح الشمري فإن "حكومة السوداني تسير في علاقاتها مع واشنطن بنوع من التأني والخطى الهادئة بعيدا عن الضجيج حرصا منها على عدم الإخلال بمبدأ التوازن في العلاقات الخارجية وكذلك خشية استفزاز إيران تحديداً".
ومن جانبه يرى عصام الفيلي أستاذ العلوم السياسية، أن "العلاقات بين العراق والولايات المتحدة شهدت طفرة نوعية خلال حكومة السوداني إذ أن الأطراف التي كانت تعارض أي تقارب بين بغداد وواشنطن بدت الآن تؤيد وتساند وتبدي الرغبة في توسيع أفق التعاون وهذه علامة فارقة لم تتحقق منذ عام 2003".
ويضيف الفيلي خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "السوداني وبحكم انحداره السياسي المتأتي من الإطار التنسيقي قد أكسبه القوة والمساحة الأكبر في إعلان تلك الرغبة علانية دون الخشية أو المواربة وهو ما يؤشر لتنامي مستوى العلاقة بين العراق والولايات المتحدة بالاندفاع نحو أفق أكبر".
ومن منطلق أن "تأتي متأخراً خير من ألا تأتي"، على حسب تعبير الأكاديمي والباحث في الشأن العراق عصام الفيلي، يؤسس ذلك النوع من الارتباط والتفاهم وخصوصاً بعد ما تحقق في زيارة السوداني إلى واشنطن لارتباط أكثر وثوقاً من جانب الولايات المتحدة وأكثر أمناً وتأميناً من أي حقبة مضت.
ويلفت بالقول: "تلك التحولات قد فرض معطياتها على أرض الواقع فعلى سبيل المثال نرى أن القوى المعترضة بالأمس على مد الأنبوب النفطي بين البصرة والأردن عبر العقبة تبدي موافقة وتقبلاً لذلك الأمر".
ويضيف الفيلي أن "القوى السياسية التي كانت على خط ممانع مع التقارب بين بغداد وواشنطن بدأت تعيد حساباتها وخصوصاً بعد إدراكها أن هناك أكثر من 40 مليار دولار توجد في الخزانة الأمريكية كأسهم عراقية فضلاً عن بالون الاختبار الذي أطلقته الولايات المتحدة بشأن منافذ بيع الدولار وما تسبب بأزمة كبيرة في الداخل العراقي".
ويختتم حديثه بالقول: "إيران تعيش صدمة كبيرة خلال المرحلة الآنية بعد أن كانت تعول كثيراً على القوى المسؤولة عن وصول السوداني لمنصة الحكم حيث بدأت تصف بعض منها بالإطار التطبيعي وليس التنسيقي".
aXA6IDMuMTQ0LjEwMy4yMCA= جزيرة ام اند امز