أسبوع العراق.. انتفاضة ضد إيران ومساع للعودة إلى المحيط العربي
أحداث ساخنة شهدها العراق تصدرها الاحتجاجات الشعبية ضد تدخلات إيران ومحاولات الحكومة للعودة إلى محيطها العربي مع تواصل إرهاب إيران
أسبوع مضى في العراق شهد الكثير من الأحداث الساخنة تصدرها الانتفاضة الشعبية ضد تدخلات إيران، ومحاولات الحكومة في العودة إلى محيطها العربي.
وتواصل الإرهاب الإيراني بهجمات صاروخية نفذتها مليشياتها على قواعد عسكرية عراقية تحتضن جنودا أمريكيين، ومقر شركة إكسون موبيل الأمريكية في البصرة.
هجمات إرهابية إيرانية
وأصيب ٣ عمال عراقيين، الأربعاء، إثر سقوط صاروخ قرب موقع للتنقيب عن النفط تابع لشركة الطاقة الأمريكية العملاقة إكسون موبيل في محافظة البصرة جنوب العراق.
ويعد الهجوم هو الرابع من نوعه خلال أسبوع، إذ سقط صاروخ من نوع كاتيوشا، الثلاثاء، قرب مقر قيادة عمليات الجيش العراقي في الموصل شمالي البلاد الذي يحتضن جنودا أمريكيين، كما استهدفت كل من قاعدة بلد العسكرية التابعة لمحافظة صلاح الدين وقاعدة التاجي شمال بغداد، الإثنين، بصواريخ كاتيوشا.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي أنها ستضرب بيد من حديد كل من يحاول العبث بأمن العراق، وقالت في بيان لها "كلفت قيادة العمليات المشتركة جميع الأجهزة الاستخبارية بجمع المعلومات والكشف عن الجهات التي تقف خلف إطلاق الصواريخ على عدد من المواقع العسكرية والمدنية في بغداد والمحافظات، لتتخذ القوات الأمنية الإجراءات الرادعة ضدها".
وكشفت "العين الإخبارية" عن نشر فيلق القدس جناح الحرس الثوري الإيراني الخارجي لأكثر من ٣ آلاف صاروخ متنوع المديات في مناطق مختلفة من العراق، وبينت أن مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران هي التي نفذت الهجمات الصاروخية على المواقع العسكرية وعلى شركة إكسون موبيل.
حظر المليشيات.. ضربة لإيران
وفيما يشل ضربة لإيران ومليشياتها في العراق أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، الثلاثاء، منع أي قوة أجنبية أو تشكيلات مسلحة بالعمل أو الحركة على الأرض خارج إطار الجيش العراقي، في إشارة إلى رغبة بلاده في إنهاء تدخلات إيران ومليشياتها الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار البلاد.
وقال عبدالمهدي في بيان "نؤكد مجدداً منع أي قوة أجنبية بالعمل أو الحركة على الأرض العراقية دون إذن واتفاق وسيطرة من الحكومة العراقية، ومنع أي دولة من الإقليم أو خارجه من الوجود على الأرض العراقية وممارسة نشاطاتها ضد أي طرف آخر، سواء أكان دولة مجاورة أخرى أم أي وجود أجنبي داخل العراق أم خارجه بدون اتفاق مع الحكومة العراقية".
وأضاف "يمنع عمل أي قوة مسلحة عراقية أو غير عراقية خارج إطار القوات المسلحة العراقية أو خارج إمرة وإشراف القائد العام للقوات المسلحة من أن تكون لها حركة أو عمليات أو مخازن أو صناعات خارج معرفة وإدارة وسيطرة القوات المسلحة العراقية وتحت إشراف القائد العام".
الحكومة في مهب الريح
ودعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر زعيم تحالف سائرون، الإثنين، الكتل السياسية إلى تفويض رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي لاستكمال التشكيل الوزاري خلال 10 أيام.
وقال الصدر في رسالة أصدرها مكتبه "أوجه كلامي للكتل السياسية أجمع، بأن تفوض رئيس مجلس الوزراء بإتمام تشكيل الحكومة خلال 10 أيام فقط، وإلا سيكون لنا وقفة أخرى، وأنتم أعلم بمواقفنا".
وفقد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الأسبوع الماضي اثنين من حلفائه، حيث أعلن تيار الحكمة الذي يتزعمه رجل الدين عمار الحكيم الذهاب لخيار المعارضة السياسية، وسبقه في ذلك ائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي رئيس الوزراء السابق، والجانبان متحالفان مع الصدر في إطار تحالف الإصلاح والإعمار النيابي الذي شُكلت الحكومة الحالية بموجب توافق سياسي بينه وبين تحالف البناء بزعامة نوري المالكي وكتل أخرى تابعة لإيران".
انتفاضة بالبصرة
عادت الاحتجاجات إلى شوارع محافظة البصرة مجددا، مشكلة ضغطا آخر على حكومة عبدالمهدي التي لم تتمكن خلال الأشهر الثمانية الماضية التي مرت على تشكيله من تنفيذ برنامجه الحكومي، بسبب الصراعات السياسية والتدخلات الإيرانية المستمرة في شؤون البلاد.
واندلعت بمحافظة البصرة، الخميس الماضي، انتفاضة شعبية جديدة ضد تدخلات إيران، والمطالبة بتحسين الأحوال المعيشية.
واحتشد المئات من المتظاهرين أمام المبنى الجديد للمحافظة، مطالبين الحكومة العراقية بتوفير الخدمات الرئيسية وفرص العمل، وسط انتشار مكثف من القوات الأمنية العراقية ومليشيات الحشد الشعبي.
عودة إلى المحيط العربي
وفي محاولة للعودة إلى الحضن العربي شهد العراق، الأربعاء، زيارة الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت.
والتقى أمير الكويت، خلال الزيارة التي تعد الثانية له، رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي والرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، إضافة إلى عدد من النواب والمسؤولين.
واتفق الجانبان على تطوير العلاقات الثنائية وحل المشكلات العالقة بين البلدين، إضافة إلى تفعيل المنطقة التجارية الحرة المشتركة.
وبحث عبدالمهدي مع أمير الكويت الأوضاع الإقليمية، وتبادلا وجهات النظر حول مختلف القضايا.
ورحب رئيس الوزراء العراقي بزيارة أمير الكويت إلى بغداد، مؤكدا أن الزيارة تعد فرصة لتطوير العلاقات الثنائية نحو الأفضل، كما أثنى على مواقف وحكمة ووسطية أمير الكويت في جميع الظروف، مؤكدا أن "العراق وصل إلى مرحلة الحسم في الملفات العالقة مع الكويت".
ولفت إلى "تفعيل اتفاقات التعاون التي أبرمت في الكويت وتشجيع الاستثمارات، وتسهيل منح التأشيرات والتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية لما فيه مصلحة البلدين".
وعلى صعيد متصل، توصَّل العراق والسعودية، الأربعاء، إلى اتفاق ينص على منح تأشيرة الدخول للحجاج والمعتمرين العراقيين من السفارة السعودية في بغداد بعد انقطاع دام أكثر من ٣٠ عاماً.
وقال حسن فهد الكناني، المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للحج والعمرة في العراق، في بيان "اتفق الشيخ خالد العطية، رئيس الهيئة العليا للحج والعمرة، مع عبدالعزيز بن خالد الشمري السفير السعودي، على منح تأشيرة الدخول للحجاج العراقيين من السفارة السعودية في بغداد بعد انقطاع استمر لأكثر من ٣٠ عاماً".
وأوضح الكناني أن "الهيئة بذلت جهوداً كبيرة كي يكون منح التأشيرات للحجاج من بغداد، لتسهيل هذه العملية وكسب الوقت والتكلفة والجهد التي كانت تبذلها الهيئة في كل عام، حيث كانت التأشيرات تمنح من العاصمة الأردنية عمان".
مفاوضات جديدة بين بغداد وأربيل
وفي سياق الجهود الرامية إلى حل المشكلات العالقة بين أربيل وبغداد، وصل رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني إلى بغداد في أول زيارة له بعد تسلمه رئاسة الإقليم في ١٠ يونيو/حزيران الجاري.
واجتمع بارزاني فور وصوله لبغداد مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، ومن ثم التقى رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.
وذكر بيان لرئاسة إقليم كردستان أن عبدالمهدي وبارزاني أكدا حل المشكلات العالقة بين الإقليم وبغداد على أساس الدستور العراقي.
وتابع البيان أن "اللجنة المشتركة المشكلة من الجانبين ستجتمع الأسبوع المقبل لبحث جدول أعمال المفاوضات والقضايا العالقة مثل المادة ١٤٠ الدستورية الخاصة بحل مشكلة المناطق المتنازع عليها بين الجانبين، إضافة لقضايا النفط والموازنة والمالية والبيشمركة والقضايا الأخرى"، مؤكدا أن اللجنة ستتخذ الاستعدادات لبدء المفاوضات بين الطرفين.
عودة النازحين إلى الأنبار
وضمن أحداث أسبوع العراق، كشفت وزارة الهجرة والمهجرين، الإثنين الماضي، عن عودة ألف و٧٢ نازحا من مخيمات عامرية الفلوجة والمدينة السياحية وبزيبز التابعة لمحافظة الأنبار غرب العراق إلى مناطقهم في قضائي القائم والكرمة بمحافظة الأنبار.
وقال مدير فرع وزارة الهجرة والمهجرين في محافظة الأنبار مصطفى حامد سرحان، في بيان، إن "عملية عودة النازحين جرت بالتنسيق المباشر بين فرع الوزارة في الأنبار مع وزارة النقل والمحافظة وقيادة عمليات الأنبار".
aXA6IDE4LjIxNy4xMC4yMDAg جزيرة ام اند امز