فصائل عراقية تدعو عناصرها للتطوع في صفوف حزب الله اللبناني
دعت فصائل عراقية عناصرها إلى الالتحاق بمعسكرات خاصة بالعاصمة بغداد بهدف الاستعداد للتطوع بالسفر إلى لبنان والانخراط في صفوف حزب الله.
وتكبد حزب الله خسائر فادحة بمقتل العديد من كبار القادة العسكريين واختراق أنظمة الاتصالات الخاصة به، ووفقا لمسؤولين إسرائيليين، فقد دمرت إسرائيل جزءا كبيرا من الترسانة الصاروخية لهذه الجماعة المسلحة في الأيام القليلة الماضية.
وقالت مصادر عراقية مطلعة لـ"العين الإخبارية"، إن "مليشيات حركة النجباء المنضوية في الحشد الشعبي التي يتزعمها رجل الدين أكرم الكعبي أبلغت عناصرها بضرورة الالتحاق في مراكز عسكرية جنوب العاصمة بغداد بهدف التطوع والانخراط في الحرب بين حزب الله وإسرائيل".
ووفق المصادر فإن "فصائل عديدة من بينها النجباء وكتائب حزب الله وأنصار الله الأوفياء بدأت تروج للتطوع للذهاب إلى لبنان اعتماداً على بيان ذكره المرجع الشيعي البارز في النجف (وسط العراق) أمس بضرورة ببذل كل جهدٍ ممكن لوقف هذا العدوان الهمجي المستمر وحماية الشعب اللبناني من آثاره المدمرة".
وبحسب المصادر فإن "تلك الفصائل بدأت في مجموعاتها عبر تطبيقات مختلفة منها واتساب وتليغرام فضلاً عن نشر ملصقات دعائية في مراكز التدريب تحث على التطوع والذهاب إلى لبنان لمساندة حزب الله اللبناني".
من جانبه، أكد علي جعفر من سكان بغداد وهو مقاتل في حركة النجباء وقاتل في سوريا لسنوات لـ"العين الإخبارية"، صحة تلك المعلومات، مشيراً إلى أنه وشقيقه المقاتل الآخر تلقوا مثل هذه الإشعارات من قيادة حركة النجباء.
وأضاف "طلبوا من التواجد في المعسكرات في مدة أقصاها خلال 27 ساعة وبالتالي ستكون أمام فرصة حتى يوم الجمعة للحضور هناك".
وحركة النجباء هي مليشيات شيعية عراقية مصنفة كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي انشقت عن حركة عصائب أهل الحق التي يتزعمها رجل الدين قيس الخزعلي عام 2013 التي انشقت بدورها عن جيش المهدي بزعامة مقتدى الصدر عام أواخر عام 2004.
من جانبه، اعتبر الباحث السياسي العراقي علي فضل الله وهو مقرب من الجماعات الشيعية المسلحة في تغريدة له عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس"، أن "العبارة التي ذكرت في بيان السيستاني (بذل كل جهد ممكن)، إنما أضفت غطاء شرعياً لأبناء محور المقاومة (الجماعات المسلحة)".
وجماعة "حركة النجباء" لم تنخرط في المشهد السياسي العراقي، وتركز على أنشطة ثقافية وسياسية.
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، تم استهداف قواعد القوات الأمريكية والتحالف الدولي من قبل هذه النجباء وكتائب حزب الله في العراق وسوريا أكثر من 200 مرة بهجمات صاروخية وانتحارية بطائرات بدون طيار.
إيران
وقال سياسي عراقي شيعي مقرب من الحكومة العراقية لـ"العين الإخبارية"، إن "طهران في موقف محرج للغاية بسبب الضربات الشديدة التي يتعرض لها حزب الله اللبناني وتصفية عدد من كبار قادته العسكريين في اليومين الماضيين".
وأضاف أن "إيران ربما أوعزت لوكلائها في العراق بالقتال إلى جانب حزب الله بدلاً من زج نفسها هي بشكل مباشر في هذا الصراع الذي ربما يدفع الولايات المتحدة للتدخل بشكل مباشرة".
ويعتقد أن "العراق كحكومة يرفض الدفع بمواطنيه في هذه الحرب حيث أن البلاد لم تتعاف بعد من الحروب والصراعات كما أن العراق يعمل على استمرار الاستقرار السياسي والأمني الذي تشهده البلاد منذ تسلم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني رئاسة الوزراء".
ويرى أن "تلك الفصائل لا تأخذ أوامرها من بغداد أو المسؤولين في الحكومة وبالتالي ستضع العراق في موقع محرج للغاية".
وكانت تقارير لوسائل إعلام إيرانية مقربة من الحرس الثوري أفادت في يوليو/تموز الماضي، أن قوة القدس الإيرانية قد تطلب الدعم من الجماعات المسلحة العراقية لمساعدة حزب الله اللبناني في حالة التوغل الإسرائيلي في لبنان.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي "يراقب بقلق حوالي 40,000 من مقاتلي المليشيات والمرتزقة الذين جاءوا من دول مختلفة، بما في ذلك العراق واليمن وسوريا، وهم في سوريا، بالقرب من مرتفعات الجولان، في انتظار دعوة الأمين العام لحزب الله للانضمام إلى القتال".
وفي نفس الوقت الذي تصاعدت فيه الهجمات الإسرائيلية ضد حزب الله اللبناني، أفاد موقع أكسيوس الأمريكي، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن هذه الجماعة المسلحة طلبت من طهران مهاجمة إسرائيل.
ونقل الموقع في تقرير له عن مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسي غربي أن حزب الله اللبناني طلب من طهران مهاجمة إسرائيل في أعقاب الهجمات الإسرائيلية المتزايدة في الأيام الأخيرة، لكن إيران رفضت حتى الآن القيام بذلك.
ووفقاً لمسؤولين إسرائيليين، فقد أخبر المسؤولون الإيرانيون حزب الله أن الوقت الحالي ليس "الوقت المناسب" لمهاجمة إسرائيل، حيث أن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، موجود حالياً في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقدم بزشكيان خلال مؤتمر صحفي مع عدد من الإعلاميين الأمريكيين إسرائيل على أنها الطرف الذي يبحث عن حرب أوسع في المنطقة، وأكد أن إيران لا تريد الوقوع في هذا "الفخ".
وقال الرئيس الإيراني إن "حزب الله لا يمكنه أن يقف بمفرده في مواجهة النظام الذي تدافع عنه الدول الغربية والدول الأوروبية وأمريكا وتدعمه وتوفره".
وأكد مسؤول إسرائيلي كبير في محادثة مع موقع أكسيوس أن الأمر الذي أصدره مجلس الوزراء الأمني لقوات الدفاع في البلاد هو أيضًا تجنب الإجراءات التي تعطي إيران ذريعة للانضمام إلى الحرب.
وأمس الثلاثاء، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل وجهت "ضربات قاسية" لقيادة حزب الله وذكر أن هذه المجموعة "ليست نفس حزب الله الذي عرفناه الأسبوع الماضي".
وأكد جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أن رسالة واشنطن إلى طهران هي الامتناع عن مهاجمة إسرائيل لأن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن حليفتها في الشرق الأوسط.
وفقًا للمراقبين الدوليين، فإن الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة بشكل كبير وربما يدفع الولايات المتحدة للانخراط في المواجهة.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية بعد ظهر الثلاثاء، أن عدد الضحايا جراء الغارات الإسرائيلية منذ مطلع الأسبوع الجاري بلغ 558، منهم "50 طفلا و94 امرأة"، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 1835.
وبحسب هذه الإحصائيات، فإن يومي الاثنين والثلاثاء كانا أكثر الأيام دموية في لبنان منذ الحرب السابقة بين الجانبين عام 2006.