عبد المهدي ينثر "شعرا" ردا على منتقدي دعم بغداد لبيروت
عبد المهدي يستعرض وشائج الترابط العربي بين بغداد وبيروت، مستعيناً بكتب الأدب الشاهدة على تاريخ من الأخوة والتقارب
رد رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي، الخميس، على المنتقدين لتعاطف العراق مع تفجير بيروت، ببيت شعري من قصيدة شهيرة للجواهري، أجرى عليه تعديلاً عند مدخله قائلا: "لبنان: باق وأعمار الطغاة قصار" .
واستعرض عبد المهدي، وشائج الترابط العربي بين بغداد وبيروت مستعيناً بكتب الأدب شاهداً على تاريخ من الأخوة والتقارب، بأبيات من الشاعر اللبناني الأخطل الصغير كان قد أطلقها قبل عقود من الزمن:
من قلب لبنان الكئيب لـقـلـب بـغــداد الكـئـيــب
أتلمس الأشباح والأرواح مــن خــلل الحقــوب
وقال عبد المهدي، في بيان، "يقولون اهتموا بشؤونكم، ما دخلكم بلبنان وفلسطين وغيرهما. نقول لهم تبا لكم، هذا منطق الجهلاء والمستعمرين والإسرائيليين والمهزومين ليتمكنوا منا واحدا بعد الآخر وليضعفوننا جميعا، فان لم نقف مع إخواننا وأهل بيتنا، فهل بعد هذا عار وخذلان أكبر لانفسنا قبل أن يكون لغيرنا.
وعرض عبد المهدي أشعارًا كان نظمها شاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري عام ١٩٢٢:
أرض العراق سعت لها لبنانُ فتصافح الإنجيلُ والقرآنُ
وتطلَّعت لكَ دجلـةٌ فتضاربت فـكأنمـا بعبُابتهـا الهَيَمـان
ويستعين بقصيدة اخرى للجواهري نظمت عام ١٩٥٠ في تأبين المرحوم عبد الحميد كرامي ومطلعها:
باق وأعمارُ الطغاة قصـارُ، من سفر مجــدكِ عاطــرٌ مـوارُ
وفي أخرى وليست أخيرة عام ١٩٦١:
لبنـانُ يا خمري وطيبي.. لا لامستكَ يدُ الخطوب
لبنـانُ يا غرفَ الجنــان الناضحــات بكـل طيب
لبنـانُ يا وطني إذا حُـلـئتُ عن وطني الحـــبيــبِ
وتابع عبد المهدي: "فيجيب اللبنانيون على لسان الأخطل الصغير برائتعة وكأنها تتنبأ بما يحصل لنا جميعا اليوم":
قولي لشمسك لا تغيبي وتـكبدي فـلـك الـقـلـوب
بغداد يا وطن الجهـاد ومرضع الأدب الخصيب
غناك دجلـة والفــرات قـصائـد الزمـن العجيـب
بغداد يا شغف الجمال وملعب الغـزل الـطـروب
من قلب لبنان الكئيب لـقـلـب بـغــداد الكـئـيــب
أتلمس الأشباح والأرواح مــن خــلل الحقــوب
وختم عبد المهدي بيانه، "تغمد الله الشهداء برحمته الواسعة، ومن على الجرحى بالشفاء العاجل، وأعاد المهجرين إلى بيوتهم، وسيبقى لبنان عزيزا قويا شامخا وسينتصر على جراحاته".
وتابع: "وستبقى بيروت عروس المدائن وقبلة الحرية والأحرار، وسيبقى العراق وفيا لاهله وحاملا همومهم وأحلامهم، وستبقى بغداد قلعة الأسود وكعبة المجد والخلود".
وأعلنت الحكومة العراقية، بعد ساعات على وقوع تفجير مرفأ بيروت، تضامنها مع لبنان وإرسال مساعدات طبية وفريق متخصص من 15 طبيباً.
فيما شهدت الأوساط الشعبية تعاطفا كبيرا وواسعا مع العاصمة اللبنانية المنكوبة.
وشهد لبنان يوم الثلاثاء انفجارا هائلا ناجما عن اشتعال 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم (يعادل 1800 طن من مادة "TNT" شديدة الانفجار) في مرفأ بيروت، ما أسفر عن مقتل 135 شخصا وإصابة أربعة آلاف آخرين، وإلحاق الضرر بنصف العاصمة وتشريد أكثر من 300 ألف شخص.
انفجار "الثلاثاء الأسود" أطلق عليه "هيروشيما بيروت"، نظرا لفداحته وشكل سحابة الفطر التي خلفها والدمار الذي لحق به، ما شبهه كثيرون بأنه يضاهي تفجير قنبلة نووية، ما دفع دول العالم إلى الإسراع في تقديم يد العون والمساعدة للبنان والإعراب عن تضامنها معه في هذه الفاجعة التي هزت أرجاء العاصمة.
ورغم فرضية أن الانفجار كان "عرضيا" فإن ذلك لم يبرئ حزب الله اللبناني أو يخلِ مسؤوليته عن الحادث، في ظل الحديث عن أنشطته المشبوهة في مرفأ بيروت وحوادثه السابقة المرتبطة بنفس المادة المتسببة في الفاجعة، وكذلك لغز عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه الكمية الهائلة من نترات الأمونيوم الموجودة منذ 2013 رغم مطالبات عدة بإعادة تصديرها والتخلص منها.