دنيا ميخائيل.. عراقية تترشح لـ"البوكر" من أرض المهجر
دنيا ميخائيل، شاعرة وكاتبة عراقية ولدت بمنطقة الكرادة وسط بغداد، عام 1965، لأبوين من أصل كلداني تعود أصولهما إلى قرية تلكيف.
ظهرت بوادر الاهتمام بالروايات والقصص والشعر منذ بواكير صباها ولكن انتظرت الوقت حتى تكتسب المهارة والنضج الكافيين للتحليق بمخيلتها نحو الأفق الأبعد والأقرب لروح الكاتبة دنيا ميخائيل.
حصلت على بكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة بغداد وأكملت دراستها العليا في جامعة وين ستيت حيث حصلت على الماجستير في الآداب الشرقية، وهي تعمل حالياً أستاذة للغة العربية وآدابها في جامعة أوكلاند في ولاية ميتشجان.
أول بواكير منجزها الأدبي مجموعة شعرية بعنوان "نزيف البحر"، قرأت منه نصوصاً على منصة حفل أقيم أيام دراستها الجامعية عام 1987 ببغداد، وبعد خمس سنوات أصدرت مجموعة شعرية أخرى بعنوان "مزامير الغياب"، والذي كشف عن قدراتها في الكتابة وسلط الضوء على بداية تستحق الانتباه في الوسط الأدبي العراقي.
كانت "العين الإخبارية"، قد أجرت حواراً مقتضباً مع الروائية والشاعرة دنيا ميخائيل بشأن رواية "وشم الطائر"، التي رشحت قبل أيام لجائزة البوكر العربية.
تخبرنا ميخائيل قبل التحليق مع "وشم الطائر" أن لديها الكثير من الإصدارات في مجال الشعر والرواية وقد حصد البعض منها جوائز ومشاركات في مهرجانات كبرى، فقد صدرت لها تسعة كتب بالعربية وتُرجمت بعضها إلى اللغات الإنجليزية والإيطالية والبولندية والصينية والفرنسية والهندية.
وصلت مجموعتها الشعرية "الحرب تعمل بجد" (2005) التي ترجمتها إليزابيث وينسلو، إلى القائمة القصيرة لجائزة "غريفن- Griffin" للشعر، وفازت مجموعتها الشعرية "يوميات موجة خارج البحر" (2009) التي ترجمتها دنيا ميخائيل وإليزابيث وينسلو بجائزة أفضل كتاب لكاتب عربي أمريكي للعام 2010.
وترشح كتابها "في سوق السبايا" (الذي ترجمته الكاتبة مع المترجم ماكس وايس إلى الإنجليزية) للقائمة الطويلة للجائزة الوطنية للأدب المترجم 2018 وللقائمة القصيرة لجائزة جون كينيث كالبريث، كما اختارت مكتبة نيويورك العامة مجموعتها الشعرية "الغريبة بتائها المربوطة" الصادرة عن دار الرافدين كواحدة من بين أفضل عشرة كتب شعر لعام 2019.
وعن دار الرافدين أيضاً صدرت روايتها الأولى "وشْم الطائر" المرشحة الآن في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية، وتقع أحداث رواية "وشْم الطائر"، على مدى عقدين صاخبين في العراق تعيش خلالهما بطلة الرواية حباً كبيراً ومحنة كبيرة كذلك.
في قريتها الجبلية الوادعة شمال غرب العراق، تتعرّف هيلين إلى إلياس الصحفي القادم من الموصل مقتفياً طائر القبج، وبعد تجربة مفعمة بالحياة، يتم اختطاف هيلين وبيعها من قبل تنظيم داعش.. الرواية ترصد تحولات عالمها الزاخر بالجمال والاضطراب معاً، من قرية حليقي إلى مدينة الموصل وأخيراً إلى كندا.
وبحسب تعبير الناقد عباس عبد جاسم "يرتقي وعي الشاعرة دنيا ميخائيل في رواية (وشم الطائر) إلى مصاف الكيفية في إعادة تعريف بنية مجتمعية (مهمشة ـ تابعة) مغمورة ومقهورة معزولة تماماً عن العالم، وهي تؤسس لكتابة جديدة تقوم على إعادة تعريف التاريخ المسكوت عنه من الهامش وكيفية تمثيل ذاته في مواجهة إكراهات العبودية، كعبودية الجسد واستعباده".
وقبل أيام، أعلنت الدورة الـ 14 للجائزة العالمية للرواية العربية، (البوكر) عن 16 رواية مرشحة للقائمة الطويلة للعام 2021، جرى اختيارها من 11 دولة عربية، من بين 121 رواية صدرت بين تموز/يوليو 2019 وحتى آب/أغسطس 2020، وتصدرت دول المغرب العربي قائمة المنافسة، مع اختراق مشرقي محدود عبر الحضور العراقي.
ومن الروايات الـ16 المرشحة، ثلاث منها للجزائر هي: "عين حمورابي" للروائي عبد اللطيف ولد عبد الله، و"طير الليل" للروائي عمارة لخوص، و"جيم" للروائية سارة النمس.
وضمّت القائمة الطويلة روايتين من المغرب هما: "الملف 42" للروائي عبد المجيد سباطة، و"حياة الفراشات" للروائي يوسف فاضل، ومن تونس، روايتا "الاشتياق إلى الجارة" للروائي "الحبيب السالمي"، و"نازلة دار الأكابر" للروائية أميرة غنيم.
وتساوت العراق مع المغرب وتونس، بروايتين هما "بنت دجلة" للروائي محسن الرملي، و"وشم الطائر" للروائية دنيا ميخائيل، فيما ضمت قائمة الترشيحات رواية واحدة لأدباء سبع دول عربية أخرى.
والروايات الأخرى هي: "بساتين البصرة"، للمصرية منصورة عز الدين، و"حفرة إلى السماء" للسعودي عبد الله آل عيّاف، و"قاف قاتل.. سين سعيد" للكويتي عبد الله البصيص، و"عُلب الرغبة" للبناني عبّاس بيضون، و"دفاتر الورّاق" للأردني جلال برجس، و"عينان خضراوان" للسوداني حامد الناظر، و"فاكهة الغربان" لليمني أحمد الزين.