في اليوم العالمي للمرأة.. هناء إدوارد: العراقية صوت دولة وليست عورة (حوار)
تحتفل نساء العراق باليوم العالمي للمرأة، وسط مطالبات أممية وحقوقية بتشديد التشريعات التي تحمي النساء من العنف الأسري المتصاعد.
وتدفع المنظمات النسوية العراقية منذ سنوات بضرورة معالجة عدة قضايا تقف حجر عثرة في طريق تعزيز حقوق المرأة وصيانة كرامتها، وذلك عبر الدعوة لتغيير بعض التشريعات والقوانين تفتح الباب أمام ظلم النساء، مثل حق "تأديب الزوجة"، و"زواج القاصرات"، وما يعرف بـ"غسل العار".
وفي أبريل/ نيسان 2020، حثت الأمم المتحدة، البرلمان العراقي على الإسراع في إقرار قانون مناهضة العنف الأسري، وسط تقارير مثيرة للقلق عن ارتفاع حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الأسري في جميع أنحاء البلاد.
"العين الإخبارية"، فتحت ذلك الملف المؤلم من خلال حوار مع هناء إدوارد، الناشطة المدنية والمناضلة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، تناول المكتسبات المتحققة والآمال المنشودة لنساء العراق.
إدوارد استهلت حديثها بالقول: "أعتقد أن الاحتفال بعيد المرأة في العراق بدأ يتسع شيئاً فشيئًا وأصبحت هذه المناسبة قضية مهمة لا تُعنى فقط بالعنصر النسوي المثقف وإنما تمتد لبقية الشرائح المختلفة في الريف والمدينة، وهذا ما يؤشر لحالة من التعافي يمكن التأسيس عليه بشكل أكبر ".
وتضيف: "هنالك تحول في موضوع الاحتفاء بالمرأة خصوصاً أن هناك نشاطات بدأت تأخذ اهتماماً كبيراً، وأخص بالذكر الحملة الأممية لمناهضة العنف ضد المرأة، التي هيأت وأسهمت بشكل كبير في توجيه الأنظار نحو مظلوميتها وحقوقها المستلبة".
وتلفت أدوار إلى أنها "وبمعية نساء أخريات وضمن أنشطة عديدة أطلقن خلال الفترات الماضية حملات تهتم بالتثقيف والتوعية بحقوق الأسرة بما فيها المرأة والطفل، وسط أماكن نائية ذات طابع قبلي وعشائري، وقد وجدنا تفاعلاً واستجابة واسعتين من قبل أهالي تلك المناطق".
ومن بين الأماكن التي استهدفتها الحملة مناطق داقوق والحويجة والعباسية عند أطراف محافظة كركوك وأيضاً في الأنبار وبغداد وغيرها.
وتقول الناشطة في مجال حقوق المرأة: "لمسنا حرصاً كبيراً من قبل العنصر الذكوري على إرسال بناتهم وزوجاتهم إلى تلك المراكز الإرشادية، في رغبة لتعريف المرأة بحقوقها وواجباتها تجاه المجتمع وأسرتها".
وتدفع إدوارد بجملة من الأمثلة التي تدلل على اتساع دور المرأة واستساغة تقبلها شريكاً للرجل في المجتمع العراقي، من بينها ما حصده العنصر النسوي في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول التشريعية، إذ إن أغلب الفائزات حصدن أصواتاً مكنتهن من استحصال المقعد النيابي دون الحاجة إلى "الكوتا".
وتواصل القول: "فضلاً عن ذلك، فإن المظاهرات الاحتجاجية العارمة التي عمت أرجاء البلاد في خريف 2019، أخرجت لنا جيلاً جديداً مختلفاً من الشباب الذين يناصرون المرأة في نضالها لاسترداد الحقوق بعد أن أطلقوا صيحتهم المعروفة أن صوت المرأة دولة وليس عورة".
وبشأن ما تبحث عنه المرأة العراقية وتطمح إلى تحقيقه، تقول إدوارد: "هي تريد أن تكون مواطنة مكتملة الحقوق مثلها مثل الرجال دون النظر بضعف واستهزاء وانتقاص من قدرتها على صناعة الحياة ودخول شتى المجالات سواء في العلوم أو سوق العمل".
وتؤكد إدوارد، أنه "مع ذلك تبقى القوانين والتشريعات عاملاً معطلاً ومعرقلاً في السفر النضالي للمرأة العراقية، خصوصاً أن هناك عقلية ذكورية داخل السلطة السياسية ترى فيها ديكوراً فقط لإبعاد الشبهات عنهم وتخليصهم من الاتهام بتغييب الجنس الآخر".