عراقيون في ذكرى احتجاجات "25 أكتوبر": أين قتلة المتظاهرين؟
قبل نحو عام، كان الآلاف من المتظاهرين يتدفقون نحو ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد لاستئناف حركتهم الاحتجاجية الغاضبة بعد توقف استمر أيام عقب سقوط مئات القتلى والجرحى، بنيران قوات الأمن العراقية والمليشيات المدعومة إيرانيا.
عرفت تلك الاحتجاجات فيما بعد بـ"حركة 25 أكتوبر"، التي جاءت استكمالاً للمظاهرات الشعبية التي انطلقت في عموم العراق في أكتوبر/تشرين الأول.
هذا المشهد يتكرر اليوم السبت، بعودة المظاهرات لساحة التحرير في بغداد، حيث تضم شرائح متعددة من أكاديميين وطلاب وأصحاب مهن ومثقفين، للتأكيد على مطالبهم، وأيضاً المطالبة بمحاكمة قتلة المتظاهرين.
يقول مصطفى حسين، وهو شاب عشريني سجل حضوراً في المظاهرات منذ بدء انطلاقها العام الماضي، إن "الأوضاع لم تتغير حتى الآن، ومطالبنا التي كتبناها بدم الشهداء ما تزال على لائحة المسؤولين دون أي تنفيذ".
ويؤكد حسين لـ"العين الإخبارية"، أن حركة الاحتجاجات لن تتراجع مثلما يعتقد البعض، بل قد تكون خلال الأيام المقبلة أشد وطأة وضغطاً على السلطات العراقية، سواء التنفيذية أو التشريعية أو القضائية".
وتدفقت الحشود المليونية على ساحة التحرير ببغداد لتأكيد تضامنها مع مطالب حركة "25 أكتوبر"، مثلما حدث في نهاية 2019.
ويستذكر نوار الخزرجي، أحد المتظاهرين في حديث لـ"العين الإخبارية"، الأيام الأولى لانطلاق مظاهرات أكتوبر في العام الماضي، وكيف سقط نشطاء في دمائهم.
وجاءت انطلاقة حركة "25 أكتوبر"، رداً على سقوط أكثر من 150 قتيلا وأكثر من 3 آلاف مصاب بين المتظاهرين العراقيين، إثر استخدام الأمن والمليشيات المدعومة إيرانيا قنابل الغاز والذخائر الحية عبر القناصة.
وسجلت الأيام الأولى من المظاهرات العراقية المطالبة بمحاسبة الفاسدين، 3 مجازر سقط على أثرها العشرات في: "السنك" و"الخلاني" ببغداد، وأخرى جنوبا في ذي قار، والتي عرفت بحادثة "جسر الزيتون".
رواء شهاب ناشطة عراقية أشارت إلى أن قرارات حكومة عادل عبدالمهدي آنذاك تجاه المظاهرات أسفرت عن سقوط قتلى أغضبت الشارع، و"أذكت نيران ثورتهم بعد أن اتهم (طرفا ثالثا) مجهول الهوية بقتل المتظاهرين".
وأضافت: "الجميع يعرف أن المليشيات والقوى السياسية المدعومة من إيران هي المسؤولة عن قتل المتظاهرين، وأمام رئيس الوزراء العراقي الحالي مصطفى الكاظمي تحدٍّ لإثبات هويته الوطنية والأخلاقية بتقديم القتلة إلى المحاكمة للقصاص منهم دون مواربة أو خوف".
وخوفا من تكرار ما حدث العام الماضي، أعلن وزير الداخلية العراقي عثمان الغانمي، الخميس الماضي، أنه أصدر أوامر لقوات الأمن بمنع استخدام الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز ضد الاحتجاجات المرتقبة أيضا غدا الأحد.
المحلل السياسي العراقي ناصر الطائي يرى أن العراق ما بعد مظاهرات أكتوبر بات في مرحلة جديدة مختلفة تماماً عن سابقتها، فبعد أن كانت الطبقة السياسية تتحكم بمجريات الأمور طيلة السنوات الماضية، ظهرت الآن قوة شعبية ضاغطة ومؤثرة في تحريك الشارع والرأي العام، وتوجيه بوصلته نحو مكامن الخلل والاختلال المؤسساتي.
ويرجح الطائي لـ"العين الإخبارية" أن تدخل قوى "حركة 25 أكتوبر" الانتخابات العراقية المبكرة إذا استطاعت أن تتحد تحت مظلة واحدة، متوقعا أن يكون لها النصيب الأوفر من أصوات الناخبين، وبالتالي سيسمح لهم تغيير الأداء السياسي والحكومي بالعراق.
وقالت مصادر عراقية مطلعة الشهر الماضي إن هناك توجها نحو تشكيل 5 كيانات من داخل صفوف المتظاهرين للمشاركة في الانتخابات المبكرة، المزمع إجراؤها في يونيو المقبل.
وكان نشطاء عراقيون أعلنوا، أمس الجمعة، تشكيل كيان سياسي باسم "جبهة تشرين"، تضم 21 هيئة تنسيقية تمثل المتظاهرين في مدن الاحتجاجات العراقية.
وكثفت قوات الأمن العراقية خلال اليومين الماضيين من انتشارها عند المداخل الأربعة المؤدية إلى ساحة التحرير ببغداد، وقطع بعض الطرق المؤدية إلى المنطقة الرئاسية المحصنة أو ما تسمى بـ"المنطقة الخضراء"، استعداداً لمواجهة مظاهرات الذكرى السنوية الأولى لحراك 25 أكتوبر.
وكان نشطاء استبقوا مظاهرات غد الأحد، وأكدوا أن الاحتجاجات ستكون ذات طابع سلمي وغير استفزازي لقوات الأمن، وتصدرت مطالبهم تقديم رئيس الحكومة العراقية المستقيل عادل عبدالمهدي إلى القضاء والكشف عن أسماء قتلة المتظاهرين.
وكشفت الحكومة العراقية في يوليو/تموز الماضي، عن 560 قتيلاً سقطوا في مظاهرات أكتوبر، وتعهدت بتعويض ذويهم.
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yNTEg جزيرة ام اند امز