تأهب في العراق لمليونية "حصار مليشيات إيران" الجمعة
المتظاهرون العراقيون حافظوا على صمودهم ضد النفوذ الإيراني في بلدهم لليوم العاشر على التوالي من الاحتجاجات
يستعد العراقيون للخروج في احتجاجات شعبية عارمة، اليوم الجمعة، استجابة لدعوات ناشطين بتنظيم مظاهرات مليونية في بغداد والمحافظات الجنوبية، تحت شعار "جمعة الوفاء لدماء الشهداء".
وحافظ المتظاهرون على صمودهم ضد النفوذ الإيراني في العراق لليوم العاشر من الاحتجاجات، رغم القمع الذي تمارسه مليشيات الحشد الشعبي التابعة لطهران ضدهم.
ولم تتوقف المظاهرات خلال الأيام الماضية في بغداد والمدن العراقية، للمطالبة بالإصلاحات وإنهاء العملية السياسية.
وفضلا عن قطعها الإنترنت في العراق ومنعها الصحفيين من تغطية الأحداث، وفرض تعتيم كامل على ما يجري من أحداث في بغداد والمحافظات الجنوبية، نفذت مليشيات الحشد الشعبي -ولا تزال- عمليات قتل واعتقالات ممنهجة ضد المتظاهرين المطالبين بحقوقهم الدستورية.
حرس ثوري جديد
الخبير الاستراتيجي والعسكري العراقي علاء النشوع قال لـ"العين الإخبارية" إن إيران تعرف جيدا أن انتهاء تجربة الحشد الشعبي المستنسخة من "الحرس الثوري" عبر هذه المظاهرات سيكون آخر مسمار في نعشها بالبلاد.
وأكد النشوع أن تشكيل المليشيات الإيرانية في العراق أدى لقمع أي صوت عروبي أو وطني ينهي علاقة بغداد بطهران القائمة على التبعية.
وأوضح أن التجربة الديمقراطية في العراق انتهت عندما اعترفت الأمم المتحدة بنسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة التي بلغت 18%، إذ إنها تمثل نسبة قليلة لا يمكن الاعتراف بها في أي دولة ديمقراطية بالعالم.
ووصف الخبير الاستراتيجي الحكومة العراقية الحالية بأنها "غير شرعية"، لأنها لم تحصل على الأصوات الكافية والمشاركة الانتخابية كانت قليلة جداً.
واعتبر النشوع إنهاء الديمقراطية ومفاهيمها في العراق والشرق الأوسط، واستبدالها بالعقيدة الإيرانية يعد هدفاً رئيسياً للحشد الشعبي، والسيطرة على دول المنطقة.
إلا أن الخبير العسكري العراقي أكد أن المظاهرات الشعبية الحالية في العراق أسقطت العمامة والعشائرية والخطوط الحمر والقدسية لبعض الناس.
وتابع النشوع "إذا فشلت إيران ومليشياتها أمام هذه التحديات فستحمل الرئاسات الثلاث في العراق (رئاسة الجمهورية والوزراء ومجلس النواب) المسؤولية، وإذا نجحت فإنها ستبرز شخوصا جددا ولاءهم لطهران".
استنزاف أموال العراقيين
وفي عام 2014، شكل الحرس الثوري الإيراني مليشيات الحشد الشعبي، وقدم لها التدريب والتسليح وأسهم في تقويتها على حساب أموال الشعب العراقي.
كما أسندت طهران للمليشيات مهام تنفيذ العمليات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، بإشراف مباشر من الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس جناح الحرس الثوري الخارجي.
وأصبحت مليشيات الحشد الآمرة والناهية في العراق، خاصة أنها تمتلك ترسانة عسكرية جعلتها الأقوى بين جميع القوات الأخرى على الأرض.
وتسيطر مليشيات الحشد الشعبي على غالبية مفاصل الحكم في العراق، واستغلت سلطاتها في انتهاك حقوق الإنسان والاعتداء على العراقيين وحرمانهم من الخدمات وأبسط الحقوق التي كفلها لهم الدستور.
وأوضح المحلل السياسي العراقي سلام الجبوري لـ"العين الإخبارية" أن المليشيات لا ترغب في وجود دولة حقيقية، وتسعى إلى نشر الفوضى من خلال استهداف المتظاهرين السلميين لتحريف اتجاه المظاهرات من السلمية لأعمال عنف، والاستفادة من تدهور الأوضاع في تقوية وجودها.
وأشار الجبوري إلى أنه كلما تحسنت أوضاع العراق أصبحت هناك دولة مدنية، وكلما ضعفت الدولة زادت قوة هذه المليشيات.
ولقي 110 أشخاص على الأقل حتفهم وأصيب أكثر من 6 آلاف في العاصمة بغداد ومحافظات الجنوب، منذ بدأت قوات الأمن حملة صارمة على المتظاهرين الذين شاركوا في احتجاجات ضد الفساد والبطالة، وكان بين القتلى 9 على الأقل من قوات الأمن.
واندلعت احتجاجات واسعة مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري في مختلف المحافظات والمدن العراقية، للمطالبة بالإصلاح وخروج إيران ومليشياتها من العراق، وتغيير النظام وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية لحين إجراء الانتخابات التشريعية.
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg جزيرة ام اند امز