تقنيات الري في المزارع.. أساليب متطورة تعزز الأمن الغذائي بالإمارات
مركز خدمات المزارعين يبذل جهودا مميزة من أجل خفض استهلاك المياه عبر إرشاد المزارعين بتبني التقنيات ذات الكفاءة العالية
تعد الزراعة المستهلك الأكبر للمياه في الإمارات، حيث تتطلب كميات كبيرة من مياه الري، وذلك بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة ومعدلات التبخر وقلة تساقط الأمطار، إضافة إلى قلة الموارد المائية التقليدية، حيث تبذل دولة الإمارات جهودا كبيرة لترشيد استخدامات المياه لأغراض الري الزراعي، واستخدام موارد غير تقليدية.
ويبذل مركز خدمات المزارعين جهودا مميزة من أجل خفض استهلاك المياه عبر إرشاد المزارعين بتبني التقنيات الحديثة والمناسبة ذات الكفاءة العالية في استخدام مياه الري، خاصة تقنيات الزراعة المحمية والزراعة المائية والزراعة في بدائل التربة.
وأكد ناصر محمد الجنيبي، الرئيس التنفيذي لمركز خدمات المزارعين بالإنابة، أن المركز يحرص على القيام بدور فعال في ترشيد استهلاك المياه في الزراعة، التزاما بمسؤولياته نحو تحقيق الاستدامة المائية، حيث إن قطاع الزراعة يستخدم النسبة الأكبر من استهلاك المياه في إمارة أبوظبي، لتصل إلى نحو 72% من حجم استهلاك المياه.
وأشار إلى أن المركز نجح في تغيير أساليب الري بنسبة كبيرة فيمزارع الإمارة وتشير الإحصاءات إلى ارتفاع نسبة المزارع التي تحولت نحو "الري بالتنقيط" باعتباره الوسيلة المثلى لترشيد استهلاك حيث يتم الري بهذه الوسيلة في حوالي 97% من مزارع منطقة الظفرة بينما يتم استخدام هذه الوسيلة في 92% من مزارع أبوظبي مقابل 73% من مزارع العين، ويعمل المركز على تكثيف حملاته الإرشادية لزيادة هذه النسب وصولا إلى قيام كافة مزارع الإمارة بالاعتماد على الري بالتنقيط في الزراعة .
ولفت الجنيبي إلى أن التحول نحو الأنظمة الجيدة في الري يمثل ثمرة جهود طويلة يبذلها المركز لحث المزارعين وعمال المزارع على استخدم أنظمة الري بالتنقيط ومراعاة الاشتراطات الجيدة عند ري المحاصيل، وخلال عام 2018 تم تنظيم أكثر من 140 دورة تدريبية شارك فيها نحو 3250 صاحب ومدير مزرعة للتدريب على الممارسات الصحيحة في الري وجدولة مواعيد الري، بالإضافة إلى أهمية ترشيد استهلاك المياه لاستدامة قطاع الزراعة وزيادة إنتاجية المحاصيل .
ونوه إلى أنه تم خلال عام 2018 تجهيز 14 مزرعة إرشادية لري أشجار النخيل وممارسات الري الأخرى من أصل 27 مزرعة إرشادية جميعها تتناول أمور الري الحديث وتقدم أفضل الطرق للري بالتنقيط وإدارة الري وترشيد استهلاك المياه حيث يحرص المركز على تركيب أحدث أنظمة الري في هذه المزارع لتمكين المزارعين وعمال المزارع من الاطلاع عليها ومعرفة طريقة تطبيقها في مزارعهم بصورة عملية.
وذكر أن المركز أعد الكثير من محطات رصد حالة الطقس التي تساعد على جدولة مواعيد الري وتحديد كمية الري لكل نبات وفقا لحالة الطقس، حيث يقوم المركز بتزويد أصحاب المزارع بالمعلومات التي ترصدها هذه المحطات حول حالة الطقس ونصائح الري المناسبة.
ويكثف مركز خدمات المزارعين بأبوظبي جهوده لخفض استهلاك المياه في الزراعة وتحفيز المزارعين على ترشيد استهلاك المياه بوسائل متعددة منها تغيير أنظمة الري التقليدية واستخدام الأنظمة الحديثة في الزراعة وتحسين الممارسات عبر التوعية والإرشاد المستمر لأصحاب وعمال المزارع.
ويتم تدريب العمال سواء في المزارع التي يعملون فيها عبر الزيارات الحقلية التي يقوم بها مهندسو الإرشاد بصورة دورية على مدار العام أو من خلال المزارع الإرشادية المعدة خصيصا للتوعية بممارسات الري الصحيحة.
ويوجد لدى مركز خدمات المزارعين 14 مزرعة إرشادية لري أشجار النخيل وممارسات الري الأخرى من أصل 27 مزرعة إرشادية جميعها تتناول أمور الري الحديث، وتقدم أفضل الطرق للري بالتنقيط وإدارة الري وترشيد استهلاك المياه، حيث حرص المركز على تركيب أحدث أنظمة الري في هذه المزارع، لتمكين المزارعين وعمال المزارع من الاطلاع عليها ومعرفة طريقة تطبيقها في مزارعهم بشكل عملي.
وتطبيقا لأفضل الممارسات، أكد الرئيس التنفيذي لمركز خدمات المزارعين بالإنابة، أن المركز عمل على تشجيع الزراعة في البيوت المحمية والبيوت الشبكية التي تساعد على إنتاج بعض المحاصيل خلال مواسم الزراعة في الحقل المفتوح، وقدم كل سبل الدعم للمزارعين، حيث وصل عدد البيوت المحمية إلى أكثر من 16 ألف بيت محمي، تنتج أكثر من 45 ألف طن من الخضراوات المتنوعة، بنسبة تزيد على 55% من إجمالي إنتاج الخضراوات في إمارة أبوظبي، حيث تم إدخال أسلوب الزراعة المتتابعة، مما ساهم في تحسين استمرارية تزويد الأسواق بمنتجات الخضروات وتفادي الاختناقات التسويقية، كما تم إدخال نظام الزراعة المعلقة لمحاصيل الخضار، ما أدى إلى زيادة الإنتاجية وتحسين النوعية.
ولفت إلى أن مركز خدمات المزارعين بأبوظبي في بداية عام 2018 وقع اتفاقا مع 25 مزرعة بإمارة أبوظبي لتحويلها من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية ضمن خطة لتحويل 100 مزرعة للزراعة العضوية خلال 4 سنوات، وذلك انطلاقا من مسؤوليته في دعم الزراعة المستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعة وتزويد الأسواق بمنتجات صحية وآمنة وذات جودة عالية.
ونوه بأن المركز عمل طيلة العام مع أصحاب هذه المزارع على تطبيق المتطلبات اللازمة للتحول إلى الزراعة العضوية، حيث تم منحهم الشهادات المعتمدة للمزارع العضوية نهاية عام 2018.
وتهدف الزراعة العضوية إلى حماية البيئة والمحافظة على صحة الإنسان، وإنتاج أغذية نظيفة وخالية من المواد الكيماوية، حيث تساعد المدخلات الزراعية العضوية على المحافظة على النظام البيئي للتربة، وخلق ظروف ملائمة لنمو النبات.
كما يهدف المركز من خلال هذه الخطوة إلى دعم مفاهيم الزراعة المستدامة والترويج لمزايا الزراعة العضوية، وتشجيع المزارعين على استخدام المبيدات العضوية من خلال المستخلصات النباتية، واعتماد أنظمة المكافحة الحيوية للآفات، والحد من استخدام المواد الكيماوية في الزراعة، سواء كانت أسمدة أو مبيدات.
وخلال نفس الفترة، نجح المركز في تسويق المنتجات العضوية من خلال طرح منتجات عضوية من إنتاج مزرعة زايد النموذجية في الأسواق المحلية، وذلك لتشجيع المستهلكين على استهلاك المنتجات العضوية، حيث يوجد لدى المركز مزرعة عضوية ضمن مزرعة زايد النموذجية في ليوا بمنطقة الظفرة، يستخدمها في توعية وإرشاد المزارعين بطرق التحول للزراعة العضوية، بالإضافة إلى التعريف بمزايا هذا النمط الزراعي الآمن والمستدام.
وحصل المركز على شهادة اعتماد المنتجات العضوية لنحو 30 صنفا من الخضراوات المزروعة في المزرعة النموذجية من قبل هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس لمدة عام، إذ عمل من خلال هذا الاعتماد على تأهيل جزء من المزرعة النموذجية للزراعة العضوية، بحيث تكون نموذجا يرشد المزارعين إلى الطرق المثلى في الزراعة العضوية.
كما قفزت أعداد المزارع الحاصلة على شهادة الممارسات الزراعية الجيدة "جلوبال جاب" إلى أكثر من 300 مزرعة على مستوى إمارة أبوظبي تطبق المعايير العالمية المعتمدة، ضمن شهادة "جلوبال جاب" العالمية، حيث عمل مركز خدمات المزارعين بأبوظبي على مساعدة أصحاب هذه المزارع للحصول على هذه الشهادة وتطبيق معايير المنظمة الدولية، وتحويل مزارعهم إلى مزارع تطبق ممارسات "جلوبال جاب".
وقدم خبراء المركز المساعدة والتوجيه لتحسين البنية التحتية والمرافق في المزرعة، فضلا عن تدريب العمال على تطبيق الممارسات الجيدة في مجال المكافحة المتكاملة للآفات، واستخدام معدات وقاية النبات وإجراءات منع تلوث المحاصيل وإدارة النفايات في المزرعة، وحفظ السجلات الزراعية والنظافة الشخصية والحصاد بطريقة تضمن جودة المحصول.
كما قدم المركز العديد من الدورات الإرشادية حول أهمية تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة، وتشجيع أصحاب المزارع على تطبيقها، والتخطيط الناجح لها من مرحلة الزراعة وحتى الحصاد والتسويق، علاوة على تزويد أصحاب المزارع بالمعدات اللازمة لتخزين المبيدات الحشرية والمنتجات ومعدات السلامة والإسعافات الأولية.
وفيما يخص أشجار النخيل، فقد عمل المركز على تنمية زراعة النخيل في أبوظبي بطريقة علمية تعتمد على الخدمات المتكاملة والمكافحة المتكاملة لجميع الآفات والأمراض التي تصيب أشجار النخيل، وتهدد هذه الثروة المباركة من بداية الزراعة إلى الحصاد.
وأوضح ناصر محمد الجنيبي أنه بفضل برنامج الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات تمت السيطرة على آفات النخيل الأكثر فتكا بهذه الشجرة المباركة، ويتواصل العمل في هذا المجال للقضاء على الآفات والحشرات الضارة بطريقة بيئية آمنة، حيث أجرى المركز مسحا شمل 6.8 مليون نخلة في 22,572 مزرعة على مستوى الإمارة للكشف عن النخيل المصاب بسوسة النخيل الحمراء والحفارات وغيرها من الآفات، ونتيجة لهذا المسح تم اصطياد عدة ملايين من سوسة النخيل الحمراء، كما تم قلع وفرم آلاف من أشجار النخيل الميتة والمصابة إصابات بالغة والاستفادة منها في إنتاج السماد العضوي، ويستمر البرنامج لمكافحة الآفات على مدار العام.
ويبذل مركز خدمات المزارعين جهودا كبيرة من أجل تنفيذ الخطط السنوية التي يضعها من أجل تحقيق الاستدامة والأمن الغذائي في إمارة أبوظبي، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الدولية والمحلية بما يخدم أهداف التنمية الزراعية المستدامة، حيث أبرم في هذا الصدد عدة اتفاقيات يستفيد منها كل من المزارعين والمستهلكين بالإضافة إلى تعزيز مكانة المنتجات المحلية في السوق.
aXA6IDMuMTM3LjE4MS42OSA=
جزيرة ام اند امز