الإمارات تقود قاطرة "الزراعة العمودية" في المنطقة
الإمارات تستقطب استثمارات ضخمة في مجال الزراعة الرأسية وتوقعات بنمو القطاع في الخليج إلى 1.21 مليار دولار بحلول 2021
تسعى الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي في الإمارات إلى تطوير منظومة شاملة تقوم على أسس تمكين إنتاج الغذاء المستدام، تتضمن 38 مبادرة رئيسة قصيرة وطويلة المدى، ضمن رؤية عام 2051، وأجندة عمل لعام 2021.
وفي هذا الصدد سلطت عدد من الصحف المتخصصة الضوء على خطط ومشاريع دولة الإمارات نحو استقطاب استثمارات ضخمة في مجال الزراعة الرأسية أو العمودية وسط توقعات بنمو القطاع في منطقة الخليج عموماً ليصل إلى 1.21 مليار دولار بحلول عام 2021 وبمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 26.4%.
وأكدت صحيفة "بزنز ستاندرد" أن الإمارات تقود التوجه نحو هذا النوع من الاستثمارات وسط الإعلان عن عدد من المشاريع الرائدة مؤخراً.
وتجاوز اهتمام الإمارات بالزراعة العمودية أو الرأسية حدود استقطاب الاستثمارات بعد أن أعلنت مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة المسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي في الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عن الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي والتي تضمنت أهدافاً متعددة أهمها تطوير إنتاج محلي مستدام باستخدام التكنولوجيا، وتكريس التقنيات الذكية في إنتاج الغذاء.
والزراعة الرأسية أو العمودية هي نوع من الزراعة تنمو فيها المحاصيل على وحدات معلقة في منشآت داخلية يتم التحكم بمناخها آلياً.
وخصصت وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات 12 مزرعة عمودية لإحدى الشركات الرائدة في المجال، فيما تعمل شركة طيران الإمارات على تدشين أكبر مزرعة عمودية في العالم بالشراكة مع "كروب ون هولدنجز".
وتدفع أرقام الاستيراد المرتبطة بالمواد الغذائية والتي تصل إلى 90% والمشاكل المرتبطة بندرة المياه والأراضي الصالحة للزراعة دول المنطقة لتعزيز مثل هذا التوجه.
وفي أغسطس/ آب الماضي كشفت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" عن توقيع اتفاقية مع جامعة "تشونغتشينغ" الصينية تسعى باستخدام تكنولوجيا حديثة إلى استخدام الرمال لتكون تربة صالحة للزراعة على أن يتم إجراء اختبارات ميدانية بالتعاون مع شركة /موارد/ القابضة الإماراتية.
وطرحت مريم المهيري فكرة إنشاء "وادي الغذاء" أو مركز للتكنولوجيا، مكرساً لتنمية الأغذية والزراعة الآلية لجذب جيل جديد من المزارعين وتمكينهم من المساعدة في بناء الاستدامة في المستقبل.
وتستضيف الإمارات منتديات ومعارض متخصصة تسعى لطرح وترويج أحدث التقنيات لعرضها في سوق الأعمال الزراعية الإقليمية، إلى جانب تعزيز تبادل المعرفة بين قادة الصناعة العالمية واللاعبين المحليين الرئيسيين حول تقنيات وطرق الزراعة الحضرية.
من جهته، أكد هنري جوردون سميث المؤسس والعضو المنتدب لشركة "أجرييتدريتي" أن الشرق الأوسط يمتلك قدرة غير مسبوقة على إعادة تشكيل البنية التحتية الحيوية التي تدعم الحياة الإنسانية الحديثة.
وتابع: "من المؤكد أن هناك إمكانات لتحويل ما كان تاريخياً صناعة زراعية تقليدية صغيرة نسبياً إلى ربما صناعة الزراعة الأكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية في العالم".
وقال بوب هونش مدير المبيعات في شركة "فان دير هوفين" المتخصصة: "بدأنا بالفعل نشهد صناعة في هذا المجال في الإمارات"، كاشفاً عن اكتمال بناء أكبر مشروع للبيوت الزجاجية في الإمارات على مساحة 11 هكتارا، ومن خلال تقنيات متطورة تتيح التحكم في المناخ.
وأكد أن الإنتاج المتوقع من المشروع يصل إلى 3000 طن من الطماطم على مدار العام.