وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي يطلق مسابقة الزراعة في المدارس
المسابقة تهدف لرفع وعي الجيل الناشئ بأهمية الاستدامة الزراعية وكيفية تحقيقها.
أطلق الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة في الإمارات، مسابقة الزراعة في المدارس، والتي تبدأ من أكتوبر/تشرين الأول الجاري حتى أبريل/نيسان المقبل، بالتعاون مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي.
جاء ذلك خلال زيارة الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي لمدرسة الصادق الإسلامية الإنجليزية في دبي، حيث اطلع على المساحات المخصصة للزراعة والأنشطة التي تنظمها المدرسة لحث الطلاب على الزراعة.
وقال الزيودي: "إن مسابقة الزراعة في المدارس تأتي تماشياً مع قرار مجلس الوزراء رقم (31) لسنة 2018 في شأن الزراعة المجتمعية الذي أصدره الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بهدف تحسين البيئة وحمايتها وتنويع الإنتاج النباتي وتعزيز التنوع الغذائي، وغرس ثقافة الزراعة لدى فئات المجتمع كافة، وبالأخص الأطفال والمراهقين لإخراج جيل واعٍ يسهم في المحافظة على البيئة وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة.
وأضاف: "أن المسابقة من دورها تحفيز قدرات الطلبة على الإنتاج، والمساهمة في نشر وتعزيز مفهوم المدن المستدامة والمحافظة على البيئة وزيادة الرقعة الخضراء في الدولة، بالإضافة إلى تشجيع التوجه نحو أنواع الزراعة الذكية، والتي تشمل الزراعة دون تربة والزراعة العضوية، وترفع قدراتهم على تحقيق الاستغلال الأمثل للمياه بإعادة استخدامها في الزراعة".
وأوضح الدكتور الزيودي أن الوزارة بالتعاون مع السلطات المختصة تعمل على تشجيع المؤسسات التعليمية في الدولة على الزراعة المجتمعية، وذلك من خلال مساعدتها على الاستفادة من المساحات غير المستغلة في المواقع التي تشغلها عن طريق زراعتها بالنباتات، والقيام بأنشطة لحث الطلاب في تلك المؤسسات على المشاركة فيها وتعزيز الثقافة الزراعية لديهم، والتعاون والتنسيق مع هذه المؤسسات بشأن تخصيص نشاط أكاديمي للطلبة للعناية بالزراعة، والإشراف على تنفيذ العمليات الخاصة بها كافة، والعناية بالمزروعات بما يتفق مع إرشادات الوزارة والسلطة المختصة.
ومن جهته، قال الدكتور عبدالله الكرم، رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي: "لمسنا من خلال المشروعات المتنوعة التي سعدنا بالاطلاع عليها خلال زيارة المدرسة، وجود دوافع حقيقية نابعة من داخل الطلبة أنفسهم لممارسة الزراعة بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى جهود مدرستهم من أجل حشد طاقاتهم نحو ممارسة الزراعة وربطهم بالأرض وبالطبيعة باعتبارها بيئات تعلم مفتوحة، فضلاً عن عيش تجربة واقعية حول كيفية تحقيق الاستدامة من خلال ممارسة الزراعة"، مشيراً إلى أن المسابقة تشكل قيمة مضافة إلى منظومة التعليم الإيجابي في دبي، لدورها في تمكين الطلبة من حزمة متنوعة من المهارات المستقبلية، فضلاً عن دورها في الارتقاء بسعادة طلبتنا وجودة حياتهم.
وأضاف: ”يسعدنا التعاون مع فرق العمل في وزارة التغيير المناخي والبيئة من أجل تحفيز الأجيال الناشئة على نشر مفاهيم الاستدامة والمساهمة في المحافظة على الموارد البيئة وتنميتها، وحشد طاقاتهم نحو امتلاك القيم الإيجابية التي تمكنهم من معالجة التحديات البيئية المستقبلية من أجل عالم أكثر سعادة".
وتهدف مسابقة الزراعة في المدارس إلى رفع مستوى الوعي بين طلبة المدارس في دولة الإمارات بأهمية الزراعة المجتمعية، وتعزيز ثقافة استدامة الغذاء لدى أفراد المجتمع على المدى الطويل، وتعزيز التركيز على الاستدامة من خلال زيادة المساحات والمسطحات الخضراء في الدولة بشكل عام وفي المدارس على وجه الخصوص، والتعريف بطرق الزراعة الصحيحة والمحاصيل المناسبة لطبيعة الدولة المناخية.
وسيقوم طلبة المدارس والهيئة التعليمية خلال المسابقة بتخصيص بعض المساحات للزراعة، ليتعرفوا خلال نشاطهم على أهم المحاصيل التي يمكن زراعتها وطرق الزراعة الحديثة والمبتكرة والمساهمة في إنتاج محصول زراعي يمكنهم الاستفادة منه.
وسيتم تقييم المدارس الفائزة وفق معايير محددة، وهي ترشيد استهلاك الماء في الزراعة باستخدام وسائل الري الحديثة، كما ستقاس المساحة المزروعة من إجمالي المساحة المتاحة في المدرسة، وكمية المحاصيل المنتجة ونوعيتها، وخلو المحاصيل من الآفات، ومدى مطابقة نظام الزراعة للآليات الذكية (الزراعة العضوية).
كما سيشمل التقييم مستوى تعزيز المدارس المشاركة لثقافة الابتكار في الإنتاج الزراعي وآليات التعامل مع المحاصيل المنتجة لدى الطلاب.
ويشترط على المدارس المشاركة تقديم خطة تثقيفية تستهدف رفع الوعي العام للطلبة تتزامن مع ما ستنفذه من نشاط زراعي فعلي، وستخصص جوائز عينية للمراكز الثلاثة الفائزة في المسابقة، وذلك لتطوير الأنشطة الزراعية في المدرسة.
وضمانا لتحقيق المسابقة الأهداف المرجوة منها استحدثت الوزارة على موقعها الإلكتروني صفحة خاصة بالمسابقة تضم دليلاً إرشادياً مبسطاً عن المحاصيل وكيفية زراعتها، بالإضافة إلى دليل حول النباتات الزراعية ومواعيد زراعتها وحصادها.
وتعتبر الزراعة المجتمعية أحد أنواع الأنشطة الزراعية التي توظف بشكل متكامل ما يمكن استغلاله من موارد مجتمعية مشتركة مثل المساحات في الأماكن السكنية وأسطح المباني والمؤسسات التعليمية، لتطوير وتوسيع النشاط الزراعي وتنويعه والاستفادة من آثار ذلك لخدمة المجتمع وتثقيفه مع تعزيز الفوائد البيئية.