لعنة تفجير بغداد تهلك "مسؤول الانتحاريين" و"والي الجنوب" بداعش

منذ تفجير بغداد المزدوج الشهر الماضي، عملت الأجهزة الأمنية على حصار ذئاب تنظيم داعش الإرهابي وقتل أبرز قياداته؛ ثأرا لضحايا الحادث الأكبر من نوعه منذ سنوات.

وكشفت السلطات العراقية، الأربعاء، تفاصيل العملية الأمنية التي أطاحت بما يسمى "والي جنوب داعش" ومسؤول نقل الانتحاريين وعلاقتهما بتفجير بغداد.

وكان مصدر أمني كشف، مساء الثلاثاء، عن مقتل قياديين بارزين في داعش، خلال غارة غارة جوية استهدفت وكراً للتنظيم غربي العاصمة بغداد.

• جبار العيساوي.. سقوط "الوالي" بضربة ثأر عراقية 

وهو ما أكده اليوم رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، من خلال تدوينة نشرها على حسابه في "تويتر".

وقال الكاظمي: "استكمالاً لعهد أبطالنا بالقضاء على قادة عصابات داعش ووفاءً لدماء شهداء العراق، تم اليوم القضاء على الإرهابي، أبو حسن الغريباوي، ما يسمى قائد جنوب العراق في التنظيم، والإرهابي غانم صباح، المسؤول عن نقل الانتحاريين، وآخرين من عناصر الإرهاب".

كما أكدت قيادة العمليات المشتركة (تابعة للجيش)، اليوم، على أن ما تحقق  يأتي ضمن ما يعرف بعملية "ثأر الشهداء"، وأن لديها قائمة أخرى لـ"إرهابيين" ستتم مطاردتهم لاحقا.

وقال المتحدث باسم قيادة العمليات، اللواء تحسين الخفاجي، في تصريحات، تابعتها "العين الإخبارية"، إن "قتل الإرهابيين كان رداً لكل من يشكك بقدرات القوات الأمنية"، لافتا إلى أن "القوات أثبتت للعالم أنها قادرة على حماية البلد وشعبه".  

وأظهرت صور بثتها الأجهزة الأمنية، المشاهد الأولى بعد عملية قتل مسؤول جنوب العراق بالتنظيم الإرهابي، جبار علي فياض (أبوحسن الغريباوي) ومسؤول نقل الانتحاريين في تفجير ساحة الطيران "غانم جواد".  

يأتي ذلك في وقت أكد فيه اللواء يحيى رسول، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، أن المدعو الغريباوي هو مَن أشرف على تفجيري ساحة الطيران في بغداد.

وضرب تفجير انتحاري مزدوج ساحة الطيران وسط بغداد، في الـ21 من الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 150 شخصاً في هجوم هو الأكبر من نوعه منذ إعلان العراق الانتصار النهائي على داعش قبل 3 سنوات.

وكثف العراق منذ ذلك الحين من الحملات الأمنية ضد داعش وأطلق حملة عسكرية سميت "ثأر الشهداء"، مكّنت من قتل واعتقال العشرات من قيادات ومسلحي التنظيم.

وذكر رسول في بيان، حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، "لم يهدأ الأبطال في الأجهزة الأمنية من أجل الأخذ الثائر من المجرمين المتورطين في حادثة انفجار ساحة الطيران ببغداد".

وأوضح أنه "تمت متابعة الإرهابيين الذين خططوا وأشرفوا على هذا العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف الأبرياء".

وأضاف: "بالفعل تم التوصل إليهم وجرى القصاص منهم، حيث تم تزويد طيران التحالف الدولي بمعلومات عن أماكن تواجدهم، وتم توجيه ضربة جوية دقيقة في قضاء أبوغريب غربي بغداد، أسفرت عن مقتل الإرهابيين".

وأشار إلى أن "الغريباوي هو الذي أشرف على العملية الإرهابية في ساحة الطيران، كما قتل في هذه الضربة الإرهابي غانم  صباح جواد المسؤول عن نقل الإرهابيين الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما في هذا الحادث الأليم".

ولفت إلى أنه "تم قتل إرهابيين اثنين، فيما يجري التحقق من معلوماتهما وعملهما، فضلا عن قتل عدد آخر من مساعديهما".

وكان رئيس الوزراء العراقي، أعلن في الـ28 من الشهر الماضي، مقتل والي تنظيم "داعش" المكنى أبو ياسر العيساوي في عملية استخبارية نوعية.

وقبل نحو 3 سنوات، أعلن العراق القضاء على تنظيم داعش بعد تقويض قدرات التنظيم الإرهابي الذي احتل في 2014 مناطق واسعة من سوريا والعراق.

وخلال السنوات الماضية، سعى التنظيم الإرهابي الذي قتل زعيمه في عملية نوعية أمريكية في سوريا العام الماضي إلى إعادة تنظيم صفوفه وشن هجمات إرهابية في محاولة لإثبات تواجده، قابلتها عمليات عسكرية عراقية لملاحقة عناصره.

وبين الحين والآخر، تنفذ القوات الأمنية العراقية عمليات عسكرية لملاحقة عناصر داعش في المناطق الحدودية والتضاريس الجغرافية التي يتخذها مقاراً لمسلحيه.