تقرير أمني: "داعش" ينظم صفوفه بحوض بحيرة تشاد.. وعينه على ليبيا
كشفت تقرير أمني أن تنظيم "داعش" الإرهابي يعيد تشكيل قواته في حوض بحيرة تشاد، بما يسمح بتعزيز موقعه في المنطقة القريبة من حدود ليبيا.
وقال معهد الدراسات الأمنية الأفريقية (ISS) في تقرير اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن تنظيم "داعش" يعتمد على شبكة معقدة من الاتصالات والطرق عبر غرب وشمال أفريقيا (ليبيا - الجزائر - مالي - النيجر - نيجيريا) لتسهيل تحركات المسلحين.
مسؤول يكشف حقيقة نزوح معارضين من تشاد لليبيا
وتوقع التقرير الأمني أن يأتي نحو 120 من المسلحين، بمن فيهم العرب الذين سيتمركزون بشكل دائم في المنطقة وسيشكلون جزءًا من القيادة، من ليبيا.
4 ولايات
وفقًا لمعهد الدراسات الأمنية، فإن تنظيم "داعش" اقترح إنشاء أربع ولايات في منطقة بورنو، شمال شرق نيجيريا، للإشراف على أنشطته في منطقة حوض بحيرة تشاد وخارجها، مشيرا إلى أن الاقتراح قدمه التنظيم إلى بوكو حرام في يونيو/حزيران، مع خطط لخلافة (ولايات) جديدة في بحيرة تشاد، وسامبيسا، وتمبكتو، وتومبوما، سيكون لكل منها حاكم خاص.
وستكون جميع الولايات الأربع تحت سيطرة تنظيم "داعش" بقيادة أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، مما يشير إلى سيطرة مركزية على حقوق الامتياز.
عودة المسلحين
وكجزء من عملية الدمج، عاد مسلحو بوكو حرام السابقون الذين غادروا إلى ليبيا على مر السنين، لأسباب مختلفة إلى حوض بحيرة تشاد.
لقطع الإمدادات.. الجيش الليبي يطارد الإرهابيين لحدود تشاد
وكشفت مقابلات مع أفراد مطلعين على هذه الحركات عن وصول نحو 80 مسلحا على دفعتين إلى نيجيريا من ليبيا في أبريل/نيسان،
وأخبر المخبرون الرئيسيون محطة الفضاء الدولية أن بعض المسلحين العائدين - النيجيريين والنيجيريين والماليين - كانوا جزءًا من فريق بوكو حرام الذي هاجم سامبيسا في مايو/أيار، مما أدى إلى مقتل (أبوبكر) شيكاو (الزعيم التاريخي لبوكو حرام الذي أكد التنظيم مقتله على يد تنظيم منشق).
مشاكل متوقعة
وبعد عودتهم من ليبيا، تمركزت المجموعة الأولى في شوارام في منطقة الحكومة المحلية في كوكاوا بولاية بورنو، نيجيريا، للتحقق منها، ثم تم نشرهم في تمبكتو (غابة ألاغارنو) في منطقة الحكومة المحلية في دامبوا، حيث انضم إليهم فيما بعد مسلحون من جزر بحيرة تشاد.
"مناطق عسكرية".. الجيش الليبي يكافح الإرهاب بالجنوب
ويقول معهد الدراسات الأمنية، إن عودة المسلحين السابقين والدور المتزايد الذي يسعى إليه تنظيم "داعش"، سيؤدي إلى مشاكل حالية لجهود تحقيق الاستقرار وخطط التصدي للتطرف العنيف في المنطقة وخارجها.
من جانبه قال المحلل الليبي كامل المرعاش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود باتت الآن تسيطر على مناطق واسعة في منطقة الساحل والصحراء، وجنوب غرب ليبيا الذي يعد مأوى تجد فيه الغذاء والوقود والتجارة المربحة، والتي تدر عليها التمويل اللازم، وعلى وجه الخصوص تجارة الهجرة السرية، والسلاح، والمخدرات.
مأوى للإرهابيين
وأوضح المرعاش أن تلك التنظيمات الإرهابية، لديها علاقات وثيقة بعصابات التهريب في شمال غرب ليبيا، حيث يصل إليها من هناك الوقود والسلاح وكل أنواع السلع الغذائية المدعومة من الدولة، ما جعل من تلك المنطقة، وضعًا مثاليًا، جذب إلى جنوب غرب ليبيا، كل التنظيمات الإرهابية وعصابات التهريب.
وأشار إلى أن هذه التنظيمات الإرهابية لديها تواصل ومصالح مشتركة، مع بعض زعماء مليشيات شمال غرب ليبيا، والتابعة للحكومات المتعاقبة منذ 2011.
الجيش الليبي يتهم "أطرافا" بعرقلة الانتخابات.. وحقيقة هجوم الجفرة
وأكد المحلل الليبي، أنه بوصول أعداد كبيرة من عناصر تنظيم داعش عقب هزيمته في العراق وسوريا إلى ليبيا، وبتنسيق مباشر من المخابرات التركية، تسرب هؤلاء من نقاط وصولهم مثل مصراتة وسرت والزاوية وصبراتة، بعد طرد التنظيم من سرت وهزيمته الساحقة من شرق ووسط ليبيا من قبل الجيش الليبي، إلى جنوب غرب ليبيا، وخصوصًا عناصر داعش من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والنيجر وتشاد ومالي.
ضربات موجعة
وبالرغم من تلقي هذه التنظيمات الإرهابية ضربات جوية موجعة من قوات أفريكوم والقوات الفرنسية المرابطة في النيجر "عملية برخان"، فإن هذه التنظيمات ما زالت تتحرك بنشاط، وتتخذ من الصحراء الليبية في الجنوب مأوى لها، بحسب المرعاش.
الجيش الليبي يحبط عملية إرهابية جديدة لاستهداف قواته
وفيما أكد المحلل السياسي الليبي أن الجيش الليبي تمكن من توجيه ضربات موجعة لها، إلا أنه قال إنه من الصعب القضاء عليها، في غياب مشاركة دول الجوار الأخرى، التي أشار إلى أن بعضها تفضل بقاء حالة الفوضى في جنوب ليبيا، للتخلص من خطر وجود هذه التنظيمات على أراضيها.
تسريبات أمنية
وأشار إلى بعض التسريبات الأمنية، التي كشفت عن اجتماع هام عقد في بلدة غاو في مالي على ضفاف نهر النيجر، جمع زعماء من تنظيم داعش والمغرب الإسلامي للقاعدة وبوكو حرام خلص الى تفاهم لتوحيد عمليات هذه التنظيمات الثلاث، في منطقة الساحل والصحراء خصوصًا بعد قرار فرنسا بإنهاء عملية برخان، وتقليص عدد قواتها هناك بنسبة 40%.
وحسب المعلومات المسربة، فإن أعضاء من حركة ازواد المتمردة في شمال مالي حضروا هذه الاجتماعات، وطلبوا من هذه التنظيمات عدم التحرك في مناطق سيطرتهم الا بالتنسيق المسبق معهم.
وأكد المرعاش أن منطقة الساحل والصحراء ستشهد تحركات وعمليات وهجمات إرهابية واسعة يحضر لها الآن، وسيكون مركز قيادتها في جنوب غرب ليبيا، في المناطق الحدودية بين ليبيا والنيجر.
منع المسلحين
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أكد في كلمته أمام جلسة مجلس الأمن حول ليبيا، ضرورة تنسيق مكافحة الإرهاب ومنع انتقال المسلحين الأجانب من ليبيا إلى دول الساحل، داعيًا إلى إخراج المسلحين الأجانب والمرتزقة من ليبيا وفقا لجدول زمني واضح.
يأتي ذلك فيما يواصل الجيش الليبي جهوده لتأمين جنوب البلاد، ومحاربة جرائم التهريب عبر الصحراء والخطف والابتزاز وإيقاف المهاجرين بعد سنوات من تغافل الحكومات المتعاقبة في طرابلس.
ووصلت قوات الجيش الليبي التي تعمل على مطاردة الجماعات الإرهابية بالجنوب الأسبوع الماضي، إلى مدينة مرزق قرب الحدود التشادية.
وحدات عسكرية
وأكد الناطق الرسمي باسم الغرفة الأمنية المشتركة سبها في الجنوب الليبي علي الطرشاني، لـ"العين الإخبارية" أن وحدات عسكرية كبيرة تحركت بأمر غرفة عمليات الجنوب لتأمين مدينتي مرزق وأوباري الواقعتين في أقصى جنوب غربي البلاد، من الجماعات الخارجة عن القانون والإرهابية.
وأعلن الجيش الليبي، الأسبوع الماضي، في بيان إطلاق عملية أمنية داخل نطاق الجنوبي الغربي من ليبيا مكنته من وضع يدها على أهم النقاط الاستراتيجية في البلاد، في مقدمتها معبر "ايسين" الحدودي الرابط بين ليبيا الجزائر.
لحصار الإرهابيين.. الجيش الليبي يغلق الحدود مع الجزائر
ومطلع الأسبوع الماضي، أعلنت مديرية أمن سبها عن تمركز وحداتها داخل وحول أطراف مدينة سبها، لغرض تأمينها وقطع الطريق أمام المجموعات الإجرامية التي تمارس الخطف والسطو والتهريب.
فرض القانون
وفي يناير/ كانون الثاني 2019، أطلق الجيش الليبي عملية فرض القانون، وقوض آمال الجماعات الإرهابية وتجار البشر والمحروقات وطرد عناصر المرتزقة التشاديين.
لكن التنظيمات الإرهابية عادت للظهور مرة أخرى في مناطق أقصى الجنوب الليبي، حيث اتخذت بعضها من حوض مرزق ومناطق أم الأرانب وتجرهي مرتكزات لها، وحاولت الانقضاض على بعض الحقول النفطية الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني، والتي شاركت في ما بعد في القتال في تشاد، ويخشى من عودتهم مرة أخرى حال فشلهم في المعارك هناك.
وكانت منطقة الكفرة العسكرية التابعة للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، أعلنت تكليف دوريات برية وجوية على الحدود بين ليبيا وتشاد، لضبط المخالفين.
ممر آمن
وكان مركز كارنيجي للأبحاث كشف في دراسة له، أن جنوب ليبيا يتسبب في مشاكل كبيرة لجميع جيرانه، فتهريب السلاح والبشر يتدفق بحرية تامة من جميع أنحاء المغرب العربي، بفضل الجماعات العرقية وعلاقاتها الوثيقة بشبكات الإجرام المنظم التي تعمل على ربط المنطقة ببعضها البعض.
وقالت مؤسسة "سلفيوم" للدراسات والأبحاث، في تقرير سابق لها، إن جنوب ليبيا يعد ممرا آمنا للهجرة غير الشرعية، وما يترتب عليها من ممارسات إجرامية، أبرزها تجارة الرقيق والمخدرات واستغلال المهاجرين في القتال للجماعات الموالية لتنظيم الإخوان في غرب ليبيا.