3 سيناريوهات لفلول "داعش" بعد تحرير الموصل
بعد 3 سنوات على إعلان دولته المزعومة ضلّ عناصر تنظيم داعش الإرهابي في صحاري العرب بلا مأوى، حاملين مرارة الهزيمة
بعد 3 سنوات على إعلان الدولة المزعومة من مسجد "النوري" في مدينة الموصل العراقية وتحت شعار متفائل رنان "باقية وتتمدد"، ضل عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في صحاري العرب بلا مأوى، حاملين مرارة هزيمة تلقوها على أيدي قوات الجيش العراقي المدعوم بالتحالف الدولي، ليضحى ذاك الشعار "فانية وتتبدد"، حسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية طرح 3 سناريوهات لمصير فلول التنظيم.
- صحف عالمية: الموصل حرة.. والحرب ضد "داعش" مستمرة
- داعش يتحصن بقرية جنوب الموصل بعد خسارة المدينة القديمة
ومن قلب الموصل خرج رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ليعلن النصر على تنظيم إرهابي عاثت يداه بدماء العراقيين من شتى أعراقهم ودياناتهم، بيد أنه بعد ذلك النصر، يبقى السؤال: أين ستتجه فلول التنظيم؟ وأي كيان سيحتضنهم بعد أرشيف من الجرائم حفظه العالم؟
وحددت الشبكة عددًا من السيناريوهات المحتملة لمصير عناصر التنظيم، اعتمدت فيها على فكرة العودة إلى الحاضنة الأم سواء كانت أوطانهم أو تنظيماتهم، ولكن المشكلة أن للدواعش جذورا مختلفة، فمنهم من جاء من الغرب ومنهم من الشرق وآخرون نبتوا من أرض المعركة، فإلى أي جذور سيعودون؟ هل سيذهب دواعش أوروبا إلى ليبيا؟ أم سيذهب دواعش المغرب العربي الذين استقدمتهم قطر عبر تركيا إلى أوروبا؟ أم ستأخذهم القاعدة التي أنجبتهم في أحضانها عافيةً عمّا سلف؟
التقرير، وعلى لسان مسؤول أمريكي رفيع المستوى، يؤكد أن داعش كان يتوقع هذه الهزيمة منذ اليوم الأول لاستيلائه على الموصل، فمنذ اليوم الأول حفروا خطوطا للعودة إلى مدن أخرى في العراق وسوريا تحت الأرض، وأنفاقا تقود الهاربين إلى مواقع خلايا داعشية في مدن سنية في العراق وحتى إلى محافظة دير الزور في سوريا، كأحد الخيارات المطروحة إن أراد داعش الاستمرار في مشروع خلافته المزعومة، فسيعمل إذاً على إعادة ترتيب صفوفه، وربما لديه عاصمة احتياطية، وتوقع المسؤول رد فعل عنيف قادم من داعش.
السيناريو المحتمل الآخر مبني على نفس الفكرة، ولكن في مكان آخر، فللتنظيم توأم في ليبيا وإفريقيا عمومًا حيث المساحات الشاسعة التي تسمح لمثل هذه الكيانات بالتحرك بحرية، بالإضافة إلى الموارد المالية المتمثلة في النفط والغاز المدفون في ليبيا، كما أن ليبيا تعتبر منطلقًا لأغلب الباحثين عن اللجوء في أوروبا، وهو ما قد يمهد للسيناريو الثالث.
وبحسب التقرير قد يلجأ دواعش أوروبا إلى العودة إليها ليشكلوا خلايا تنفذ عمليات في عواصم ومدن أوروبية مماثلة للتي نفذت في بريطانيا وألمانيا وفرنسا، ولكن الفرق هنا أن العمليات الأخيرة نفذتها "الذئاب المنفردة" وهم أنصار داعش الإلكتروني، أما هؤلاء فإن عادوا سيكونون قطعانا من الذئاب المدربة والحاقدة، ما يعنى ضررا مضاعفا.
وتزداد الهواجس في أوروبا بسبب التزايد الملحوظ في أعداد المهاجرين القادمين من شمال إفريقيا، حيث بلغ عدد الواصلين منهم إلى شواطئ إيطاليا هذه العام إلى 85 ألف شخص، بزيادة 20% عن أعدادهم خلال الشهور الستة الأولى من عام 2016.
قبل مقتله العام الماضي بصاروخ موجه من طائرة بدون طيار، خرج الناطق الرسمي باسم داعش أبو محمد العدناني ليجيب على تساؤل الرأي العام الحالي سلفًا، (هل انتهت داعش؟) قائلاً : "إن خسارة المدن التي يسيطر عليها التنظيم كالموصل والرقة لا تعني هزيمتنا، الهزيمة الحقيقية هي فقدان الإرادة والرغبة في القتال"، إذا فالمشكلة في الفكر المتطرف الذي يحمله عناصره وليس فيما يملكونه بأيديهم، فيمكن لهذه العصابات ممارسة نشاطاتهم تحت أي ظروف وفي أي مكان.
أما السيناريو الأخير هو العودة إلى الحاضنة الأم، وهو أمر ليس مستبعدا، على الرغم من الخلافات بين القاعدة وداعش إلا أن الجذور واحدة، كما أن الظروف التي اختلفوا فيها تغيرت ولكن أعداءهم المشتركين لم يتغيروا، إضافة إلى حاجة الطرفين إلى مزيد الجنود، فالتنظيمان يقاتلان على أرضٍ واحدة في مناطق متعددة مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا وسيناء، والتحالفات ضدهم ازدادت وستزداد شراستها.