«تصدير الإرهاب».. بريطانيا تحذر من «عودة داعش»
"عودة داعش".. عنوان عريض يثير قلقا كبيرا في مناطق مختلفة ينشط فيها التنظيم خاصة الشرق الأوسط ووسط آسيا، لكن صداه وصل إلى بريطانيا وأوروبا.
وفي خطاب له فصّل فيه مجموعة من التهديدات للمملكة المتحدة، حذر رئيس جهاز الأمن الداخلي البريطاني كين مكالوم، من أن تنظيمي داعش والقاعدة يشكلان تهديدا "متجددا" لبلاده.
ووفق ما أوردته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، قال مدير عام جهاز المخابرات الداخلية البريطانية، إن أكثر من ثلث التحقيقات التي أجراها جهازه MI5 مؤخرا، كانت مرتبطة بجماعات إرهابية في الخارج، مع استئناف داعش على وجه الخصوص "جهود تصدير الإرهاب".
وأضاف: "بعد بضع سنوات من تقليص نفوذه، استأنف داعش جهوده لتصدير الإرهاب". فيما سعى تنظيم القاعدة "للاستفادة من الصراع في الشرق الأوسط، والدعوة إلى العمل العنيف".
ولفت مكالوم إلى أن أكثر من واحد من كل ثمانية أشخاص يحقق معهم الجهاز بتهمة التورط في الإرهاب هم من القاصرين، وهو ما يمثل زيادة ثلاثة أضعاف منذ عام 2021.
وأشار المسؤول الأمني البريطاني إلى الهجوم المميت الذي وقع في مارس/آذار الماضي، في قاعة الحفلات الموسيقية بموسكو، ونفذه داعش-خراسان، فرع التنظيم بوسط آسيا، باعتباره ”دليلًا وحشيًا على قدراته“.
مضيفا "نحن ندرك بقوة الخطر المتمثل في أن تؤدي الأحداث في الشرق الأوسط إلى إثارة عمل إرهابي في المملكة المتحدة، ولكن في حين حدث ارتفاع في الفوضى العامة وجرائم الكراهية، إلا أنه لم يترجم بعد إلى نشاط إرهابي".
ومع ذلك، يتابع "فإن داعش مرة أخرى في مرمى نيران الوكالة (جهاز الأمن الداخلي)".
تهديد "إيراني"
في سياق متصل، اعتبر مالكوم أن التهديد الإيراني لبريطانيا يتزايد ”على نطاق ووتيرة غير مسبوقة“، وقال إن المملكة المتحدة ردت على 20 مؤامرة ”قاتلة محتملة“ مدعومة من طهران منذ عام 2022. دون أن يذكر طبيعة هذه المؤامرات.
وكان مكالوم أقل تشددًا بشكل ملحوظ فيما يتعلق بالصين، حيث يحتدم الجدل في السياسة البريطانية حول أفضل السبل للتعامل مع بكين.
وفي هذا الصدد، قال: ”الصين مختلفة.. العلاقة الاقتصادية بين المملكة المتحدة والصين تدعم نمو المملكة المتحدة، وهو ما يدعم أمننا“.
وبشكل عام، منعت وكالته 43 مؤامرة هجوم إرهابي في مرحلة متأخرة منذ مارس/أذار 2017. وفق ما ذكره مالكوم للصحفيين، وأوردته وسائل إعلام بريطانية وأمريكية.
وأشار إلى أن حوالي ثلاثة أرباع عمل الوكالة يتناول التطرف الإسلامي، بينما يتعلق الربع بجماعات اليمين المتطرف.