داعش سوريا.. هزائم بحماة وحصار في الرقة
تنظيم داعش الإرهابي يرزح تحت وطأة ضربات متلاحقة على عدة جبهات في سوريا تمهد لسقوط معقله في الرقة وخسارة حماة
يرزح تنظيم داعش الإرهابي تحت وطأة ضربات متلاحقة على عدة جبهات في سوريا. فبينما نجحت قوات سوريا الديمقراطية في فتح ثغرتين في حصن التنظيم بالمدينة القديمة في الرقة، الثلاثاء، واصل جيش النظام الضغط على التنظيم في قرى محافظة حماة، لإجبار عناصره على الانسحاب، في خطوة تعزز السيطرة على حلب.
- واشنطن تبحث استراتيجية "ما بعد داعش" في سوريا والعراق
- إنفوجراف.. قطر في سوريا.. دعم للإرهاب تحت ستار المساعدات الإنسانية
واخترقت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة السور المحيط بالبلدة القديمة في الرقة معقل داعش الرئيسي بسوريا، بالتزامن مع تعرضها لقصف مدفعي تركي في مدينة عفرين الحدودية.
وأعلنت قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط "سنتكوم"، في بيان، مساء الإثنين، أن "قوات التحالف دعمت تقدم قوات سوريا الديمقراطية في الجزء الأكثر تحصيناً من الرقة عبر فتح ثغرتين صغيرتين في سور الرافقة المحيط بالمدينة القديمة".
وقال الموفد الأمريكي لدى التحالف الدولي، بريت ماكغورك، عبر تويتر، إن اختراق سور البلدة القديمة في الرقة "إنجاز أساسي في حملة تحرير المدينة".
وكانت قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم مقاتلين عرب بالإضافة إلى أكراد من وحدات حماية الشعب، دخلت للمرة الأولى، الأحد، مدينة الرقة، من جهة الجنوب بعد عبورها نهر الفرات.
ويقول التحالف الدولي، إن نحو 2500 مسلح من داعش يتحصون في الرقة التي سيطر عليها عام 2014، وتعد معقلة الرئيسي في سوريا.
لكن هزائم التنظيم الإرهابي لم تتوقف عند حدود الشرق السوري، فبعد أن أُجبر التنظيم على الانسحاب الكامل من محافظة حلب، بات على أعتاب خسارة محافظة حماة (إلى الجنوب من حلب)، ما يعزز سيطرة جيش النظام على الطرق الرئيسية للمحافظة الشمالية.
وقصفت قوات جيش النظام أماكن في منطقة السطحيات بريف حماة الجنوبي الشرقي، في حين جددت طائراتها الحربية قصفها على مناطق يسيطر عليها التنظيم في الريف الشرقي لحماة.
ويأتي القصف بعد يوم واحد من غارات عنيفة ومكثفة نفذتها الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، مستهدفة مناطق سيطرة داعش في قرى البرغوثية وأبو حبيلات وأبو حنايا وجنى العلباوي وحمادة عمر وصلبا ومسعود وقليب الثور والبرغوثية والحردانة وعكش وأبو دالية ومناطق أخرى يسيطر عليها في ناحية عقيربات بريف حماة الشرقي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويسعى جيش النظام على ما يبدو للتقدم على حساب التنظيم وإبعاده عن طريق سلمية – أثريا والمؤدي إلى خناصر ومدينة حلب، وإنهاء تواجده في الريف الشرقي لحماة، كما يهدف من خلال التقدم بامتداد يبلغ نحو 45 كلم، بريف حماة الشرقي لوصله بحقل حقل شاعر للغاز في بادية حمص الشرقية، إلى إجبار تنظيم داعش الإرهابي على الانسحاب من مساحة قدرها المرصد السوري بنحو 2500 كيلومتر مربع تمتد على محافظتي حمص وحماة.
ويأمل جيش النظام في أن يتمكن عبر تقدمه على هذه المحاور من إنهاء تواجد تنظيم داعش في محافظة حماة بشكل كامل، وإجراء تأمين كامل لطريق سلمية – أثريا – خناصر – حلب، والذي يعد الشريان الرئيسي المغذي لمدينة حلب ومناطق سيطرة النظام في المحافظة، كما أنها ستؤمن طريق تدمر – حمص.
وعلى صعيد جبهة دير الزور، نفذت طائرات حربية يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، ضربات استهدفت محيط مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، في حين تعرضت مناطق في أحياء خاضعة لسيطرة تنظيم داعش بمدينة دير الزور لقصف جوي وصاروخي، من قوات النظام والطائرات الحربية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتتزامن التطورات الميدانية في سوريا مع انطلاق جولة خامسة من المحادثات حول سوريا في أستانة تحت إشراف روسيا وإيران وتركيا، لدراسة إمكانية إقامة "مناطق خفض التصعيد".